فيديو عملية قتل بن لادن  يستخدم في الدعاية الانتخابية

فيديو عملية قتل بن لادن يستخدم في الدعاية الانتخابية

 النهاية: قتل أسامة بن لادن
 تأليف: مارك باودن

هذا الكتاب الذي صدر قبل حوالي عشرة أيام، يتناول التداعيات التي أدت الى مقتل بن لادن.
وقد صدر هذا الكتاب في هذا الوقت بالذات تزامناً مع الانتخابات الرئاسية في اميركا، كما ان فيلم (فيديو) قد صور عنه، سيعرض في ليلة الانتخابات، ضمن الانشطة الدعائية لباراك أوباما- الذي  تحقق في عهده ذلك الحدث الكبير.



في وقت ما من شهر نيسان، العام الماضي، بدأ أسامة بن لادن يكتب واحدة من رسائله الطويلة والتي كانت غدت وسيلته الأهم في التواصل مع منظمته المتجزئة والمتعرضة للمطاردات للقضاء عليها، والتي أسسها منذ 13 سنة.
انه الآن في الخمسينات من عمره، وهو لم يكن وبشكل استثنائي رجلاً قنوعاً، ففي الأعوام الأخيرة كان قد انعزل في منزل ذي 3 طبقات في ضواحي مدينة أبوتايد/ باكستان، ولم يكن منزله بعيداً فقط عن الخطوط الأمامية لأفغانستان، حيث عاش هناك بشكل مكثف ذات مرة، حياة المجاهدين، بل كان ايضاً بعيداً جداً عن موطنه- العربية السعودية، وعلى الرغم من عيش 3 زوجات وحوالي دستة من الأحفاد من أولاده والذين يعيشون معه، فانه كان يلقي عليهم يومياً محاضرة يومية عن الحياة الدينية والعالم وكيفية تنظيم البيت.
وكان بن لادن يعلم انه بعيداً جداً عن المال، (وأنا أشكو لله كثيراً من وحدتي وانعزالي). هذا ما قاله في ذلك اليوم، مضيفاً، (اعتقد ان الناس ستضجر مني و(أفكاري) ستصبح قديمة وبالية بالنسبة اليهم، ومع ذلك فاني أشكو لله). كان بن لادن محقاً حول تهميشه مستقبلاً، وكان من أهم القضايا التي تشغل باله قبل أن يموت، دور القاعدة في الانتفاضات العربية التي كانت تهتف في الشوارع، وبصوت عالٍ مطالبة بعدم استخدام العنف في احتجاجاتها، تلك الانتفاضات التي أطاحت بديكتاتور في تونس وآخر في مصر، وتتطلع الى الإطاحة بعدد من الأنظمة المستبدة في المنطقة، وفي خلال بضعة اسابيع انهت تلك الثورات التلقائية عدداً آخر من الأنظمة وبعضها كانت استفادت من جهوده في السنوات السابقة.
كان هناك شيء واحد لا يحتاج للقلق من أجله، وهو كونه موضوعا أكبر وأهم والأعلى كلفة من عمليات مطاردة، رجل واحد، في التاريخ العالمي.
وقد كتب مرة، (لقد ثبت ان التكنولوجيا الاميركية والأنظمة الحديثة جداً، لا تقدر القبض على مجاهد واحد، إن لم يرتكب خطأ أمنياً يقودهم اليه).
وفي الوقت الذي كان فيه بن لادن يكتب هذه الكلمات، كان الرئيس الأميركي يفكر أي خيار يختاره من بين تلك التي عرضت عليه من قبل المسؤولين عن الأمن لديه، لقتل بن لادن.
(الهدف الأعلى قيمة)، وبالنسبة للجيش الأميركي، فإن بن لادن، كان قد حدد مكانه بالضبط، وكل ما تبقى هو (النهاية) –وهذا هو عنوان الكتاب- الذي صدر عنه قبل اسبوع.
وقد اختار باراك أوباما، الوسيلة الاكثر خطراً –هجوم من قبل فريق القوات الخاصة بطائرات الهليكوبتر، وبعد انتصاف الليل بقليل في ليلة 2/أيار/2011، أطلقت قوات البحرية (سيل) قذائفها التي أطاحت اجزاء كبيرة من جمجمة بن لادن، وتقريباً كادت تقضي عليه نهائياً.
والقضاء على الرجل المسؤول عن أحداث الحادي عشر من ايلول، يبدو مثل قصة خيالية، لها مساوئها وحسناتها، قصة تتصاعد حتى الذروة، في أماكن غريبة، فلا عجب اذن ان كانت تلك القصة، ظهرت في كتب عديدة وفيلم هوليوودي. ومارك باودن يأتي الى هذه القصة، بشكل مؤثر، إنه مؤلف رواية (إسقاط بلاك هوك) التي أثارت الكثير من الإعجاب، وتناولت مهمة القوات الخاصة التي ارتكبت الأخطاء في مقاديشو- الصومال وصدرت تلك الرواية عام 1993 ثم تحول الكتاب الى فيلم من نوع خاص، لم يتم تناول موضوعه، وبذلك الأسلوب، من قبل، ويبدو ان المؤلف باودن، قد تأثر قليلاً به.
فلا عجب إذن ان يكون (النهاية) عنواناً جيداً للكتاب، ويبدو بشكل يدعو الى الغرابة نوعاً ما، مع اكتشاف كمية كبيرة من الوثائق في العراق عام 2007، تتحدث عن عملية لـ CIA، التي تتحدث عن ساعٍ يقود المطاردين الى مخبأ في ابوتابد، ثم يصف بالتفصيل المناقشات التي دارت في البيت الأبيض ثم يأخذ القراء عبر العملية نفسها، وينتهي الكتاب على روح خشبي، عليه جثة بن لادن، الملفوفة بكفن/ ينزلق من حاملة طائرات أميركية الى المحيط الهندي.
هذه القصة تمت روايتها بكثافة وبشكل لم يحدث مثله في التاريخ الحديث، وكما يبدو فان المؤلف لم يبحث كثيراً عن أمور جديدة حول الموضوع.
وفي خلال الحملة، تم العثور على رسائل بن لادن، وقد تناولها الصحفيون حال اطلاقها وعلى الرغم من تقديم بعض نقاط تحرض حول فائدة التعذيب لاستخلاص المعلومات التي قادت الى بن لادن، ويناقش عميقاً التطور الفكري للرئيس أوباما حول القوة العسكرية، فان اصدار تعليمات وأوامر بالاغتيالات أمر لا يبدو سبقاً.
وينقل الكاتب الكثير مما دار في خلال حديثه مع أوباما، والذي قال له، انه كان يفضل القبض على بن لادن حياً.
ويتحدث الكتاب عن تلك الخطة المترابطة التي أدت الى تحقيق الهدف- والتي ساعدتها الأجهزة الالكترونية الحديثة، ومهارات أولئك الذين هاجموا منزل بن لادن.

عن الغارديان

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top