على المسرح الوطني ببغداد..سوناتات وأوبرا ايطالية عزفت على وتر الروح

على المسرح الوطني ببغداد..سوناتات وأوبرا ايطالية عزفت على وتر الروح

على قاعة المسرح الوطني في العاصمة بغداد، قدمت فرقة الأوركسترا الايطالية مساء الاربعاء الفائت، مجموعة سوناتات موسيقية مستوحاة من حضارة البحر الأبيض المتوسط ، الذي تنتمي اليه، ومن الموروث الفني الغائر في سنوات بعيدة امتدت على مساحة الابداع العالمي.
هذا العرض، الذي يعقبه عرضان في أربيل والسليمانة، يأتي في اطار مشروع ( الثقافة، أداة سلام.. لقاءات فنية في العراق)، وهو مشروع تنظمه مؤسسة مينيرفا والتحالف الدولي من اجل العدالة وتدعمه وزارة الخارجية الايطالية بهدف التواصل الثقافي واشاعة السلام بين الشعوب.
بدأ العرض بكلمات فيها كثير من الرومانسية واستدعاء زمن المنجز الثقافي الايطالي المختلف، والذي نعرفه جيدا من خلال مدارس النحت والموسيقى والرسم الايطالي، اذ لا أظن أحدا لم يتعرف على لوحة الموناليزا لدافنشي بسبب عمليات النسخ المفرط لها وقلة سعرها.
بعد الكلام قفزت الى المسرح سيدة تضرب على الدف وتدق الأرض بقوة بقدميها بايقاع شرقي راقص حرك من في القاعة رقصا، ليتراجع الصوت هارمونيا الى اصابع عازفة الكمان اليزابيتا جاريتي، وهي تعزف على وتر روحها سبرانو تحكي قصصا عن الحب والسلام والحرب وعودة الانتصار،حتى كاد أن ينطق وترها عن لوعة  ترآت عبر حركة جسدها المحموم بالفرح تارة وبالحزن أخرى، واليزابيتا جاريتي تخرجت من معهد جي نايكولاينا الموسيقي لمدينة بياثينسا وتعمل مدرسة لمادة الموسيقى في أحدى المعاهد في مدينة جنوا الايطالية، كما تعمل كمدربة لعازفي الكمان في مسرح معهد كارلو فيليشي، وتعتبر كعازف أول للكمان في أبرز مؤسسة موسيقية هي مسرح فينيقا في مدينة البنديقية.
وعلى ضربات بيانو العازف فرانشيسكو ريشي تدفق كهجير الصحراء وصداها صوت الفنان تينور كريستيانو كريمونيني بسبرانو أهتزت وتراخت لها الجدران واستسلمت و أسمعت من به صمم، لعذوبة الصوت وقوته، الذي يحتدم في ذروته الى حد الانفجارات التي تحدث صعقا كهربائيا لحالة اللاجدوى والركود الذي نعانيه.
وكريستياتو بدأ حياته في مسرحية دون كارلو على خشبة المسرح الاجتماعي لمدينة مانتوفا، وأحترف الاوبرا في القرن السابع عشر بأدوار رئيسية.
وترادفت مفردات الامسية رقصا وعزفا كلاسيكيا وأبراليا، على الات الساكسفون، والاوركديون، والحركات الايقاعية لعضوات من الفرقة راقصات وعازفات على وقع الحان الفنان ديفيد روندوني، وأبداعات الفرقة الايطالية للفنون الشعبية وموسيقى الجاز للفنان روبرتو أوتافيانو الى جانب الحان الموسيقي باجانيني، وأعمال فيردي وبوتشيني وروسيني، وأصوات أنا كورفينو وكريستيانو كريمونيني.
ويعتمد مشروع برنامج لقاءات فنية في العراق الثقافة وسيلة للسلام، عل فكرتين رئيسيتين أولاهما الثقافةالتي هي جزء من منظومة القيم الكونية كالمعرفة والجمال والحرية، وهذه الق متوارثة عبر التاريخ، وتشكل عنصرا عالميا للنمو الاجتماعي والمدني والاقتصادي للحاضر والمستقبل، أما السلام فهو بعد من الابعاد الروحية قبل أي شئ آخر، ولذا فان الثقافة والسلام يشكلان أرضية خصبة للتلاقي والتحاور، ويتطلبان تحقيق العدالة  والحرية والكرامة الانسانية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top