المجلس التشاوري: كلفة بقاء النظام اكثر بكثير من كلفة إزالته

المجلس التشاوري: كلفة بقاء النظام اكثر بكثير من كلفة إزالته

بغداد/المدى

أكد المجلس التشاوري للقوى والحراكات الوطنية، أن تكلفة بقاء النظام السياسي القائم، أصبحت أكثر بكثير من تكلفة إزالته.

وكشف المجلس عن مساع حثيثة طيلة العامين الماضيين لإحتواء الحراك الشبابي عبر الاغراء والترهيب والترويع، مؤكدا ان المدّ الثوري التشريني ظلَّ ناقصاً بحكم إفتقارهِ لوحدة الرؤية والتنظيم.

وكان المجلس التشاوري للقوى والحراكات الوطنية أصدر بيانا بمناسبة الذكرى الثانية لإنتفاضة تشرين بعنوان (تشرين.. ناقوس للحرية والتغيير)، إطلعت عليه "المدى"، قال فيه، إن حراكٌ تشرين "عبَّر عن وعيٍّ إحتجاجيٍّ أشدُّ جذريةً وتمسكاً بالتغيير مما سبقه من إحتجاجاتٍ إنطلقت طيلة العقدين الماضيين".

وأضاف البيان: "تفاعلت في هذا الحراك مشاعر الإمتهان والإحساس بالسيادة الوطنية المنقوصة "نريد وطن" وعلى نحوٍ شديد الوضوح يفوق سابقاته، يتطلع فيها المنتفضون الى إسترداد الوطن، لا بوصفه كيان لتحنيط الفساد والحرمان والعبودية والطائفية، بل بوصفه كيان محفوظ السيادة بشروط المواطنة المتساوية والعدالة الإجتماعية والكرامة الفردية".

 وتحدث البيان عن دروس تشرين، قائلا ان أولها تمثل بـ"السلوك السياسي لأنظمة الحكم، المغلقة بأقفال الإستبداد والفساد، التي لا تخضع للتعلم الجاد من التجارب الفاشلة والإخفاقات".

وأضاف "وهو ما دفع هذه الأنظمة الى إنكار التحديات الماثلةِ أو الإعتراف الصريح بفشلها، الذي قاد العراق وشعبه الى سلسلة من الكوارث السياسية والإقتصادية والإجتماعية، أضحت معلماً مأساويا في تاريخ البلاد المعاصر، وجعلها - لا تنفك- عن السعي الى قمع الإنتفاضة وتأثيم وشيطنة شبابها وشاباتها المنتفضين".

وأكد البيان أن "خيار المواجهة مع مافيات الفساد وجماعات ماقبل الدولة - الذي كان منتظراً من حكومة الكاظمي التي جرى تشكيلها بفعل الحدث التشريني الهائل، سرعان ما تم العزوف والتراجع عنه منذ الأيام الاولى، ليستبدل بسياسة الإحتواء الفاشلة، وإحلال الوعود اللفظية المجانية، محل الأفعال الملموسة المكلفة".

وكشف البيان عن "مساع حثيثة طيلة العامين الماضيين لإحتواء الحراك الشبابي عبر أساليب ووسائل متنوعة من الاغراء والترغيب والتمويه إلى جانب أعمال الترهيب والترويع من اغتيال واختطاف واعتداء، اشتركت فيها او ساندتها الكتل السياسية الحاكمة التي تشكل منظومة المحاصصة والفساد، لإختراق هذا الحراك الشبابي وإحتوائه وتفتيته".

وتابع البيان أن "تكلفة بقاء وإستمرار النظام السياسي القائم، والذي سلبت منه الحركة الإحتجاجية شرعيته، أصبحت أكثر بكثير من تكلفة إزالته، رغم الدماء الزكية والتضحيات الجسيمة التي قدمتها الحركة الإحتجاجية الباسلة".

وعن الدرس الثاني للإنتفاضة، الذي اعتبره البيان (الأهم)، قال أن "المدّ الثوري التشريني - وطوال العامين الماضيين- ظلَّ ناقصاً بحكم إفتقارهِ لوحدة الرؤية والتنظيم فضلاً عن النزعة العدمية السياسية عند قطاعات - ليست بالصغيرة-من مجتمعنا التي أدمنت ثقافة تأثيم الضحية وعدم المبالاة بالجلاد، والتي حالت دون مشاركتها الفاعلة في الحراك الجماهيري، ناهيك عن المؤثرات السلبية لإنتشار وباء كورونا".

وأضاف البيان "لذا كان ظهور "المجلس التشاوري- ومعه كل الحراكات والتنظيمات التشرينية الأخرى - كشكل واقعي وملموس من التنظيم، هو ضرورة لتفادي الانتكاس المتوقع  للحراك الإحتجاجي عن بلوغ أهدافه، والتي هي تعبير عن تطلعات وطموحات شعبنا في إستعادة الهوية الوطنية الجامعة، وتحقيق قيم المواطنة الحقة والحرية والعدالة الإجتماعية".

وقال البيان "ان المسيرات الحاشدة التي إنطلقت في ذكرى الانتفاضة، في العديد من محافظات بلدنا، أظهرت عزم جماهير شعبنا على مواصلة النضال والكفاح حتى التحقيق الكامل للمطالب المشروعة للإنتفاضة في التغيير المنشود".

واختتم البيان بالقول "إن كل هذا الجديد الذي بشرت بهِ إنتفاضتنا المجيدة، لن يتراجع أو يموت... وسيتكفل حتماً - ورغم كل الآلام التي رافقت الإنتفاضة- بإيداع "القديم"، الفاقد لشرعية بقائهُ وإستمرارهِ، والذي لم يعد صالحاً لإدارة الدولة- الى متحف التاريخ".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top