تقرير دولي: تغيرات مناخية تدفع سكان الأهوار لترك مناطقهم

تقرير دولي: تغيرات مناخية تدفع سكان الأهوار لترك مناطقهم

52 % منهم ذكروا أن أسباباً اقتصادية دعتهم للهجرة

 ترجمة / حامد احمد

تناول تقرير أعدته منظمة، ريتش REACH السويسرية المعنية بتقديم الخدمات للمناطق المتضررة في العالم، العوامل البيئية المتمثلة بالتغير المناخي وقلة هطول الأمطار في دفع عوائل من سكان اهوار كل من محافظة البصرة وذي قار وميسان الى ترك مناطقهم والهجرة الى مراكز المدن بحثا عن فرص عمل وموارد عيش أخرى بعد تعرض المسطحات المائية لخطر الجفاف ونفوق أعداد كبيرة من المواشي.

ويشير التقرير الى ان اهوار جنوبي العراق تشكل حوالي نصف المساحات المائية للبلد، وكانت تشكل على مدى التاريخ مصدرا حيويا لمعيشة سكان اهوار محافظات البصرة وميسان وذي قار. وقد تعرضت خلال فترة تسعينيات القرن الماضي الى تجفيف متعمد من قبل النظام السابق لمنع استخدامها من قبل متسللين ولحد بداية الالفية الثانية كانت نسبة ما تبقى من الاهوار هو اقل من 10‌% من حجمها الطبيعي.

ولكن رغم الجهود لاسترجاع الاهوار في السنوات اللاحقة التي اعقبت الغزو الأميركي للعراق عام 2003، فان المنطقة ماتزال معرضة أيضا لخطر الجفاف الكامل. ولكن أسباب الجفاف لهذه المرة تكمن في تراكم عوامل مختلفة من تدني مستويات هطول الأمطار في المنطقة وقلة مناسيب المياه المتدفقة من تركيا وايران تضاف لها بنى تحتية متهالكة من انابيب قديمة واعمال سحب للمياه غير قانونية.

وكانت لهذه الظروف المتدهورة لأحوال الاهوار الأثر السيئ على سكانها الذين يعتمدون عليها بمدهم بمردودات مالية من خلال صيد السمك والزراعة وتربية المواشي وما ينتجونه من حرف يدوية وبناء مساكن من القصب فضلا عن وسائل عيش اقتصادية أخرى.

وكانت مجلة ناشيونال جيوغرافيك قد أشارت في تقرير سابق لها عن حالات هجرة ناجمة عن تدهور الوضع المعيشي في الاهوار. ومن الأسباب المشتملة على هذا التهجير هو نوعية المياه وزيادة الامراض الناجمة عن تلوث المياه وتدني مناسيب المياه التي سببت تراجع عملية صيد الأسماك.

وكانت منظمة الهجرة الدولية قد أكملت مؤخرا استطلاعا في مدينة البصرة حيث التقت بمهاجرين من مناطق ريفية من محافظات قريبة في جنوبي العراق. وتوصلت المنظمة في استطلاعها الى ان هناك دافعين رئيسين اجبرا تلك العوائل على الهجرة الى مدينة البصرة التي تعد المدينة الأكبر في جنوبي العراق. 52‌% من العوائل ذكرت ان السبب هو قلة الفرص الاقتصادية في مناطقهم و 49‌% منهم أشار الى سبب ندرة المياه وتلتها نسبة 16‌% بسبب نفوق المواشي لديهم وبين 13‌% منهم أسباب قلة الخدمات كأحد دوافع الهجرة. وبينت المنظمة ان أغلب المهاجرين انتقلوا للمدينة مع افراد عوائلهم وان حالات قليلة تمثلت بهجرة افراد لوحدهم.

في الوقت الذي تمثل فيه هذه الاستنتاجات مؤشرات واضحة عن الدوافع المسببة للهجرة الى المدينة والتحديات التي تواجه المهاجرين، فانه يتطلب اجراء تحليلات أخرى عن كيفية تأثير التغير بمناسيب المياه على الحياة البيئية ومعيشة الأهالي في اهوار جنوبي العراق ومن ثم قرارهم بالهجرة. وبينما تستمر الأوضاع في الاهوار بالتدهور فان هناك معلومات قليلة متوفرة عن حجم نطاق الهجرة في تلك المناطق والمحفزات الرئيسة التي تدعو أهالي الاهوار لهجرة المنطقة.

وتنوه منظمة ريتش في تقريرها الى انها وبالتعاون مع منظمات شريكة أخرى سيتم توفير صورة أوضح عن مسببات الهجرة وحجمها والتي تساعد في وضع برامج تواكب عملية التغير المناخي والذي من المفترض ان يكون من أولويات الاهتمامات الستراتيجية للبلد، مع توفير قواعد لبرامج مستقبلية لحالات تغير المناخ في جنوبي العراق والتي ستخدم في إحداث تغيير إيجابي للسكان المقيمين في مناطق متضررة.

وتشير المنظمة الى ان مشروعها سيخدم سكان اهوار البصرة وذي قار وميسان الذين يعتمدون في معيشتهم على ما تدر لهم منطقة الأهوار من أسباب الزراعة وتربية المواشي وصيد الأسماك وامور كثيرة أخرى. وبالأخص السكان الذين هاجروا من الاهوار منذ عشر سنوات وسكنوا البصرة، وكذلك الذين هاجروا من الاهوار في ذي قار وميسان مع دراسة الترابط الاجتماعي الاقتصادي والثقافي لاهالي الاهوار بمناطقهم في تلك المحافظات.

وتذكر المنظمة في تقريرها انها تستعين بوجهاء المناطق الريفية في الاهوار من مخاتير ومسؤولي بلديات الذين لهم معرفة اكثر باحوال السكان في قرى وارياف الاهوار للوصول الى حلول للمشاكل التي يتعرض لها السكان من تغيرات مناخية وقلة مناسيب المياه التي تعتبر الدافع الرئيس لهجرتهم والتعرف منهم اكثر على نسبة حجم موجات الهجرة التي حصلت ومدى خطورة معدلات الجفاف ووضع برامج مناسبة لتلافيها مستقبلا.

عن موقع ريليف ويب

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top