ترجمة  الشعر الكوري إلى العربية .. التماثلات و الاختلافات

ترجمة الشعر الكوري إلى العربية .. التماثلات و الاختلافات












ترجمة / عادل العامل
" أعتقد بأن ليس هناك وطنٌ واحد لقطعة من الفن. و كل شاعر عظيم هو شاعر لكل الجنس البشري، و ليس لأمته فقط "، هذا ما قاله لي محمود عبد الغفّار ، و هو باحث من مصر أصبح الآنً أول من يترجم الشعر الكوري إلى لغته الأم، العربية. و بالنسبة إليه، فإن السنوات العديدة الماضية قد أُنقضت في وضع هذا الاعتقاد موضع العمل، وفقاً لما جاء في مقال للكاتب الكوري كوون جنغايَن Kwon Jungyun .
فقد حصل محمود، 41 عاماً، مؤخراً على درجة الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة مايونجي الكورية الجنوبية. و من أجل إكمال أطروحته، كان على محمود، و هو أيضاً بروفيسور اللغة العربية في جامعة تشوسون، أن يبتدع مواد بحثه الخاص، بما في ذلك ترجمات الشعر الكوري، إذ أن القليل من المراجع العربيةِ اللغة كان متيسراً فيما يخص موضوعه.
" لقد كان الشيء الرئيس لديَّ هو اللغة و الأدب  العربيان، و أنا أحب قراءة الشعر و الروايات من جميع بلدان العالم "، كما قال محمود الذي أخبر ( كوريا ــ نت ) بأنه أصبح مهتماً بالشعر الكوري أول مرة بعد أن قرأ كتاباً حول الموضوع في مكتبة إحدى الجامعات في القاهرة، موضحاً ذلك بقوله " و حين قرأت حول خلفية الأدب الكوري الحديث، شعرتُ كأني أقرأ حول مصر ". و كان محمود يدرّس في جامعة القاهرة. و كانت أول قصيدة تترك تأثيراً عليه قصيدة لشاعر المقاومة يي سانغ ــ هوا، الذي كان يكتب خلال الاحتلال الياباني لكوري في أوائل القرن العشرين.
[ " كان قد جرّحني جَلدُ الموسم القاسي،
فدُفعتُ أخيراً إلى الشمال،
حيث استسلمت السماء المتضجرة للقمة
و قطع لحميَ الصقيع الأسود ". ]
و قال إن هذا المقطع جعله يبكي.
و فسّر ذلك بقوله " ليس هو القول بأن بلدي كان مستعمَراً و الحياة صعبة و لا مكان لديَّ أذهب إليه، و إنما طريقة قول ذلك، و أنواع الصور و الاستعارات التي تكوّن مثل هذه الطريقة ". و قد جعله هذا يود التعرف على مزيد من الشعر الكوري، فكان أن وصل إلى كوريا في عام 2006.
و تحدث محمود عن الصعوبات التي واجهها في مشروع الترجمة هذا، الذي استغرق منه حوالي أربع سنوات ليكمل، قائلاً " إن قراءة الشعر في لغتي الخاصة ليس سهلاً، و لهذا فإن قراءة الشعر في لغة جديدة عليّ أصعب من ذلك. لكنني لم أتخلَّ عن هدفي ". و أضاف " و حين بدأتُ أترجم مجلدات كاملة من الشعر  مع البروفيسور الكوري بجامعة مايونجي، وجدتُ أن أصدقائي على الفيسبوك قد أحبوا الترجمات التي نشرتها، و كانوا يطلبون مني المزيد".
و عندما سئل عن التماثلات و الاختلافات بين الشعر الكوري و الشعر العربي في مصر، حدّد محمود موضوعات مشتركة عديدة : " التحدث عن الحب، البحث عن الفضائل المفقودة، السعي لأن يكون الناس بشراً أفضل، العودة إلى التاريخ لإيجاد النموذج المثالي أو البطل أو الوطني الذي يمكنه أن يحث الأجيال الجديدة على العمل بجدٍ أكبر من أجل بلدهم
أما من ناحية الخواص الأسلوبية، فقد لاحظ أنه " في الوقت الذي كان فيه الشعراء المصريون يستخدمون النماذج القديمة من الشعر العربي و يقلّدون شعراء الماضي قبل ثلاثة عقود في القرن العشرين، بصورٍ و استعارات مأخوذة من الماضي، كان الشعراء الكوريون يعيشون في قلب الطبيعة، مستخدمين كل عنصر منها كصورة أو استعارة للتعبير عن مشاعرهم. و هذا ما اجنذبني كثيراً ".
و يقوم محمود الآن بترجمة ( قصائد الهملايا ) للشاعر كو أون Ko Un ، و قد عبّر عن اهتمامه بشعراء بارزين آخرين مثل كيم سونغ ــ هي و تشون سانغ ــ بيونغ.
  عن /    Korea.net

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top