في أوقات كوفيد .. صدى دوستويفسكي يتردد لدى القراء

في أوقات كوفيد .. صدى دوستويفسكي يتردد لدى القراء

ترجمة: نجاح الجبيلي

كتب فيودور دوستويفسكي ذات مرة عن «متعة اليأس» ، وتكشف مبيعات الكتب أن القراء البريطانيين يتقبلون حقيقة بصمته من الألم المقبول.

الأعمال الوجودية للكاتب الروسي هي السوق الأسرع نمواً لكلاسيكيات «بنغوين»، متقدّمة على الكتب الرائعة المفضلة لجين أوستن وتشارلز ديكنز. تضاعفت مبيعات روايتي «الجريمة والعقاب» و»مذكرات من بيت الموتى» أربع مرات، مما دفع دوستويفسكي من المركز الأربعين إلى المركز الرابع في قائمة الكتاب الأكثر مبيعاً في الكلاسيكيات. في حين أن الضجة المفاجئة حول «الكآبة والعدمية» لمؤلف القرن التاسع عشر ما زال «غامضًا» للناشرين إذ اقترح الخبراء أن القراء المعاصرين المتشائمين قد وجدوا «نبياً في دوستويفسكي».

يقول كيفن برمنجهام ، مؤلف السيرة الأدبية «الآثم والقديس»: «أعتقد أن القضية تتعلق بنظرة دوستويفسكي للطبيعة البشرية التي تبدو أكثر وضوحاً الآن: نحن غير عقلانيين وأنانيين ومدمرين للذات. نحن نكره أنفسنا، ونتوق إلى الحرية حتى لو أدى ذلك إلى إلحاق الضرر بنا، و إن دوافعنا المنحرفة هي في قلب الحضارة».

ويضيف: «لن يندهش قراء روايات دوستويفسكي بالشؤون العالمية في السنوات العديدة الماضية. هذه كلها أمور تناولها دوستويفسكي. هناك خوف دائم من عدم وجود أسس، وعدم وجود شعور نهائي بالحقيقة أو العدالة، وهذا شيء نكافح من أجله هذه الأيام».

لقد حصلت زيادات هائلة في مبيعات كتبه. فهو يتلاءم حالياً بشكل جيد للغاية مع مزاج القراء، وفقاً لرؤية فريق «بنغوين كلاسيكس»، وسط جمهور متزايد أصابه القلق من رؤية مبيعات كتبه في المملكة المتحدة تزداد بنسبة 177 في المائة منذ عام 2016.

جرى إطلاق سلسلة «بنغوين كلاسيكس» في عام 1946 مع اصدار ملحمة «الأوديسة» لهوميروس، وتهدف إلى جعل الأعمال يمكن الوصول إليها والتي تعتبر مهمة في العُرف الغربي، على الرغم من أنها تحتوي على أدب من جميع أنحاء العالم. تتكون هذه السلسلة الآن من أكثر من 1300 عنوان. لا يكشف الناشر عن أرقام المبيعات الأولية، لكنه كشف أنه منذ عام 2016 شهدت رواية «الجريمة والعقاب» زيادة في المبيعات بنسبة 450 في المائة، وارتفعت مبيعات رواية «ذكريات من بيت الموتى» بنسبة 400 في المائة وزادت مبيعات رواية «الشياطين» بنسبة 350 في المائة. في عام 2016 ، احتلّ دوستويفسكي مكانة في قائمة المؤلفين الأكثر مبيعاً في بصمة «بنغوين كلاسيكس»، لكنه وصل إلى المركز 30 في 2017- / 18 ، والمركز 20 في 2019/20، والآن في المركز 10. ومن المفهوم أنه اعتباراً من العام الماضي أصبح رابع أفضل مؤلف للكلاسيكيات مبيعاً. لقد تجاوز نمو مبيعات كتبه تلك الخاصة بكتاب كلاسيكيين آخرين بما في ذلك إيفلين وو، وتشارلز ديكنز، وجين أوستن. قال جيس هاريسون ، مدير تحرير «بنغوين كلاسيكس»، عن هذا الاتجاه: «من الرائع دائماً رؤية أيّ من كلاسيكيات بنغوين يرتفع وينخفض ​​في شعبيته في أوقات مختلفة. في بعض الأحيان يكون السبب واضحاً ، كما هو الحال مع مبيعاتنا الضخمة من رواية «الطاعون» لكامو على مدى العامين الماضيين، أو مبيعاتنا من رواية «1984» لجورج أورويل عندما تم انتخاب ترامب.

ويضيف:»في أوقات أخرى، يبدو الأمر غامضاً تماماً: لماذا يتصدر هذا الفيلسوف القديم أو الروائي الروسي في القرن التاسع عشر فجأة أكوام القراءة مرة أخرى؟». لكنه يوضح سبب اعتبار هذه الكتب من الكلاسيكيات بقوله: «بعد عقود أو قرون من صدورها، ما زالت تلك الكتب هي ما يريد الناس قراءته، وهي حية وأساسية في ثقافتنا أكثر من أي وقت مضى».

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top