العراقية: الكيل يطفح وأسباب الثورة قائمة  الصدري: التظاهرات آخر الدواء

العراقية: الكيل يطفح وأسباب الثورة قائمة  الصدري: التظاهرات آخر الدواء

قال نواب من كتل مختلفة إن عدم ظهور احتجاج شعبي واسع ضد سياسات الحكومة العراقية كتلك التي تشهدها مصر خلال بضعة شهور فقط من حكم رئيسها محمد مرسي، يعود الى ان العراقيين أنهكتهم سنوات طويلة من الحروب والعقوبات الدولية وجعلتهم ينظرون بعين الشك نحو كل شيء.

وذكروا في حديث لـ"المدى برس" ان العنف الذي خضع له العراقيون طيلة عقود جعلهم لا يؤمنون كثيرا بأن المظاهرات وسيلة للإصلاح والتغيير، لكن نوابا اخرين اعربوا عن اعتقادهم بأن الشعب العراقي "لا يقل شجاعة عن غيره" وأن هناك "ثورة قادمة لان الكيل يطفح" مستذكرين انتفاضة 1991 التي خرجت خلالها عشرات المدن عن سيطرة صدام حسين بعد حرب الخليج الثانية.

ويرى النائب محمود عثمان في كتلة التحالف الكردستاني، أن الخلل يكمن في "النخبة السياسية"، مؤكدا أن "مراكز القوى الدينية والسياسية لم تشجع الشعب ان يخرج في تظاهرات احتجاجية على سوء الأوضاع والكتل تدعو الى كل شيء عدا التظاهرات".

وأضاف عثمان "لا يوجد حاليا إيمان شعبي بوسيلة التظاهر والاحتجاج وربما سيأتي يوم ينضج فيه هذا الأمر".

وتفاجأت الحكومة بمظاهرات حاشدة استمرت عدة أسابيع وادت الى استقالة 3 محافظين من كتلة المالكي، وسقط خلال نحو 20 متظاهرا بنيران القوى الأمنية، اعتراضا على فشل الحكومة في الملفات الرئيسية.

لكن المظاهرات التي تزامنت مع سقوط رؤساء مصر وتونس وليبيا واندلاع انتفاضات اليمن وسوريا، ما لبثت ان توقفت بعد وعود كبيرة أطلقها المالكي وتعهد بتنفيذها في 100 يوم فقط، ولم يتحقق شيء من ذلك كما يظهر.

من جهتها تتنبأ المتحدثة باسم القائمة العراقية بقرب اندلاع "ثورة شعبية"، وهي تتهم الحكومة بتخويف المتظاهرين وترويعهم، مؤكدة أنها تستخدم أساليب النظام السابق بـ"زرع أجهزة الاستخبارات بين الشعب". وتقول القيادية في القائمة العراقية ميسون الدملوجي إن "الشعب العراقي شجاع ولكن المشكلة ان المجتمع كله تم تحطيمه عبر عقود من الزمن"، مضيفة أن "النظام السابق والحكومات التي تلته استخدمت نفس الأساليب بزرع اجهزة الاستخبارات بين الشعب لتفرقته لأسباب طائفية و قومية، وكل هذا من اجل أن يبقى البعض في السلطة". ويقول كثير من العراقيين ان الشعب المصري حظي بقيادات ملهمة خرجت الى ميدان التحرير ونظمت احتجاجات استقطبت الجمهور الواسع، وهو ما لم يحصل في العراق. لكن الدملوجي تقول إنها وحين اندلعت مظاهرات ساحة التحرير ببغداد كانت بين كثيرين "نصحوا حركة الوفاق والقائمة العراقية بعدم المشاركة في الاحتجاج، كي لا تسيّس التظاهرات او تصنف على جهة سياسية وحفاظا على استقلالية عمل المحتجين".

اما التيار الصدري فيعول كما يبدو على الانتخابات القادمة، تاركا مفتاح الاختيار بيد المواطن، اذ يرى عضو كتلة الأحرار في مجلس النواب حاكم الزاملي أن "الشعب العراقي لا يزال لديه بعض الامل بأن تقوم الحكومة الحالية بواجباتها"، مؤكدا أن "التيار الصدري لم يستنفذ كل وسائله". وقال الزاملي "عندما يعطى الضوء الأخضر للشعب بالتغيير فلن تقف بوجهه أي حكومة"، مشيرا الى "الانتفاضات التي خرج بها الشعب ضد النظام السابق"، مضيفا "ولو قارنا ما تمتلكه هذه الحكومة بما كان يمتلكه صدام من قدرات قمعية، فهي لا تملك 10% مما كان يمتلكه صدام". وأضاف الزاملي أن "السيد مقتدى الصدر طالب بإيقاف تظاهرات شباط بسبب مطالبات من بعض المرجعيات والسياسيين فضلا عن مطالبة الحكومة بإيقاف التظاهرات مقابل وعود بتوفير الخدمات" لكنه يقول ان الامور "تسوء كثيرا". وتابع الزاملي "نحن نعول على الانتخابات والشعب سيمتلك هذه المرة قدرة اكبر لكي يميز من يخدمه"، واصفا التظاهرات بأنها "الكي.. وهو آخر الدواء".

وفي هذا السياق يقول السيد عبد اللطيف العميدي وهو استاذ في الحوزة العلمية بالنجف الاشرف انه "لايمكن مقارنة الشعب العراقي بالشعب المصري في قيادة تحركات سياسية ضد النظام لعدة اسباب منها ان جزءا مهما من الشعب العراقي لازال يعيش في ثقافة تمجيد القائد الاوحد والمناخ الملائم للدكتاتورية".

ويضيف ان السبب الاخر هو "ان الشعب العراقي قاد في العام الماضي تحركات شعبية لمطالبة النظام السياسي بالاصلاح، الا ان المحاولات باءت بالفشل كون تلك التحركات جوبهت بالقمع والممارسات المنافية للديمقراطية".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top