مو يان يعلّق على فوزه بنوبل: فاكنر وماركيز كانا السبب

مو يان يعلّق على فوزه بنوبل: فاكنر وماركيز كانا السبب

أحدث نبأ فوز الكاتب الصيني "مو يان" بجائزة نوبل في الآداب، مساء أمس الأول الخميس، دهشة وتباينا في ردود الأفعال في الأوساط الأدبية والشعبية الصينية، إضافة إلى حالة الفضول والتساؤل التي سببها الإعلان عن فوز هذا الكاتب والروائي الصيني، البالغ من العمر 57 عاما، والذي يوصف بالمغمور، ويُعد الأقل شهرة وحضورا في الصين، والأقل حظا في سوق الكتب والمكانة والسمعة بين نظرائه، خاصة مع جود أسماء أكبر وأشهر في المجال الأدبي والروائي داخل الصين، ما جعل العامة والخاصة يبحثون عن الأسباب الحقيقية لاختيار الأكاديمية السويدية للصيني "مو يان" بالذات.
هذا الاندهاش لفوز "مو"، الذي يُعد أول صيني يفوز بجائزة نوبل في الآداب، وهذه التساؤلات طبقا لمحللين صينيين، لم تكن وليدة الصدفة، لكنها بنيت على خلفيات وتراكمات بعضها متشكك من نية الغرب، خاصة مع الأوضاع الدولية المتأزمة بين الغرب والصين، والمتزامنة أيضا مع التوتر في منطقتي بحر الصين الجنوبي والشرقي، وخلفيات أخرى إيجابية تصب في المصلحة الصينية من أن الصين بهذا الفوز ترتقي للدول المتقدمة، ليس اقتصاديا فقط، بل في مجالات الفكر والثقافة وحقوق الإنسان.
خاصة وأن "مو" يعتبر من الطبقات الدنيا التي تنادي بحقوق الفقراء والعمال في أعماله، وهو الأمر الذي سينعكس بشكل اعتبره البعض دافعا وداعما للفترة المقبلة التي ستشهد تسلم القيادات الصينية الشابة زعامة الحزب الشيوعي الصيني، وقيادة البلاد من الجيل الحالي خلال العام المقبل.
وبمجرد إعلان فوز الكاتب الصيني في ستوكهولم، وعقب ساعات محدودة تم بيع جميع أعمال "مو" المطروحة للبيع على شبكة الإنترنت في الصين. 
وبالرغم من منحه واحدة من أهم جوائز الأدب على المستوى المحلي قبل جائزة نوبل، وكونه ليس الأشهر في الصين، وقد يكون مغمورا أيضا بين الأوساط الأدبية الدولية، إلا أن الحدث كان أكبر من الحديث، حيث سارعت وسائل الإعلام الصينية والغربية وبعض الصحفيين الأجانب بالتوجه إلى مدينة"قاومي" بمقاطعة "شاندونغ" بشرق الصين، مسقط رأس "مو"، حيث يعيش مع أسرته لإجراء حوارات حصرية معهم. 
ولم تسلم أجواء فوز "مو يان" من المقارنة بالغريم الياباني، حيث تمت الإشارة إلى أنه تمت ترجمة قصصه إلى عدة لغات، ليتغلب على منافسه الياباني الكبير الأكثر شهرة في الصين الأديب "هاروكي موراكامي"، لكن عند سؤال "مو" نفسه، الذي لم يخف دهشته، قال: "أعتقد أن السبب وراء فوزي بالجائزة هو أن أعمالي قدمت أنماط حياة بخصائص صينية فريدة، كما أنها تحكي القصص من وجهة نظر أشخاص عاديين، حيث تتجاوز اختلافات الدول والعرقيات".
وأضاف "مو" أن العديد من الفنون الشعبية التي نشأت من مسقط رأسه، مثل النحت بالطين وقص الورق والرسومات التقليدية للاحتفال بالعام الجديد، ألهمته وأثرت في قصصه، وعبر عن ذلك بقوله: "عندما التقطت القلم لكتابة الأدب، دخلت حتما رواياتي العناصر الثقافية الشعبية، وأثرت حتى حددت أساليب أعمالي الأدبية".
وأشار "مو يان" بعد فوزه إلى أن "ويليام فولكنر" و"ماركيز" قد ألهماه كثيرًا، ويعتقد أنهما المتسببان الرئيسيان في فوزه بالجائزة لكنه استدرك قائلا أنه بعد فوزه بالجائزة أدرك أنه بحاجة إلى الهرب منهما، واصفًا هذين الكتابين بأنهما مثل بركانين حارقين، و"سيحرقاني حتى لو كنت بعيدًا جدًا منهما"، ووصف نفسه بالقول "أنا مجرد الصيني مو يان"، متعهدًا بمواصلة كتابة القصص بطريقة واقعية لتصوير الحياة والمشاعر.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top