في ذكرى رحيله الخامسة عشرة .. بيت المدى يستذكر منير بشير  زرياب القرن العشرين

في ذكرى رحيله الخامسة عشرة .. بيت المدى يستذكر منير بشير زرياب القرن العشرين

 متابعة / نورا خالد .. تصوير/ محمود رؤوف

أحيا بيت المدى للثقافة والفنون في شارع المتنبي امس الجمعة الذكرى الخامسة عشرة لرحيل الموسيقار منير بشير، واشار مقدم الفعالية الباحث دريد الخفاجي الى ان الموسيقار منير بشير  تصدر الحركة الموسيقية في العراق لسنوات طويلة وكانت  هذه السنوات ملأى بالمنجزات والتأسيس لقاعدة تحمل الحركة الموسيقية المعاصرة في العراق، واضاف: الحركة الموسيقية الاكاديمية في العراق كانت قد بدأت في مطلع القرن العشرين بتأسيس أول معهد للموسيقى من نوعه في المنطقة بالشرق الأوسط وهو معهد بغداد للموسيقى وكان لرواد الموسيقى العراقية الاكاديمية ومنهم حنا بطرس وأكرم رؤوف الدور الكبير في المناداة والمناشدة لتأسيس معهد لتدريس الموسيقى في العراق وقد اثمر ذلك بتكليف وزارة المعارف العراقية 1936 الموسيقار الشريف محي الدين حيدر بوضع الأسس الأولى لتأسيس هذا المعهد وتحول فيما بعد الى معهد الفنون الجميلة بعد اضافة بقية الاقسام اليه، منير بشير ثمرة من ثمرات هذا المعهد.

هيثم شعوبي: وضع الشرارة الاولى للثقافة الموسيقية
بعدها تحدث المؤرخ والباحث في التراث العراقي الدكتور هيثم شعوبي عن لمحات من حياة الراحل وانجازاته في مجال الموسيقى  اذ قال:  تعرفت على منير بشير عن قرب عام 1973، عندما كنت طالباً في المرحلة الأولى في معهد الدراسات النغمية العراقي، واستطاع الفنان منير بشير من خلال ترؤسه لدائرة الفنون الموسيقية ان يحقق الكثير من الانجازات للموسيقيين والموسيقى العراقية خاصة بعد ان توسعت هذه الدائرة وأصبحت فيما بعد دائرة الفنون الموسيقية التي لاتزال موجودة في تشكيلات وزارة الثقافة الحالية.
وأضاف شعوبي:  أول خطوة من الخطوات الانجازات التي قام بها في هذه الدائرة وهي وضع نشرة باسم نشرة القيثارة المتخصصة في الثقافة الموسيقية، تحتوي على الأخبار الموسيقية وكل الأمور التي تتعلق بالموسيقى والغناء وهي تشبه نشرة التربية الموسيقية من مصر وغيرها من البلدان، وهي مسألة أخبار ولا تزال اعدادها الاولى تشكل البذرة الاساسية للثقافة الموسيقية لكل متتبع ومعني بدراسة الموسيقى، هذه النشرة تحولت فيما بعد الى مجلة القيثارة التي ترأسها الفنان الراحل منير بشير.
وتابع شعوبي:  الغى منير بشير آلة الكمان في معهد الدراسات النغمية كونه معهداً متخصصاً في دراسة التراث العراقي للجوزة والسنطور فيجب ان نعنى بهاتين الآلتين التقليديتين في دراسة المقام وكذلك رفع آلة البيانو من معهد الدراسات النغمية، اضافة الى ذلك أدخل في مدرسة الموسيقى والباليه الآلات الشرقية بعد ان كانت المدرسة مقتصرة على الآلات الغربية وجلب خبراء لمعهد الدراسات النغمية من أذربيجان ومن بلغاريا منهم الخبير الماس ومحمودوف.
واشار شعوبي الى ان الفنان منير بشير استطاع ان يؤسس فرقة للتراث العراقي ويكون سفيراً للبلاد الأوربية، هذه الفرقة سميت بفرقة (الجالغي) البغدادي المؤلفة من الراحل شعوبي ابراهيم على آلة الجوزة وعبد الله علي على السنطور وسامي عبد الأحد وعلي الامام. والتي جسدت الفن العراقي التراثي وجابت كل دول العالم. توفي منير بشير في 27/9/1997 وكانت وفاته خسارة كبيرة للعراق والفن الموسيقي.

محمد لقمان: حياة حافلة بالعطاء
مدير المركز الدولي لدراسات المركز الموسيقي التقليدية محمد لقمان بين ان الراحل منير بشير شخصية استثنائية منذ ان كان طفلاً،  فمنذ ان كان عمره ست سنوات وهو يعزف في مدارس الموصل، وقال : رافقت الفنان منير بشير منذ عام 1973 حتى احالته على التقاعد 1994، كنت اعمل ضمن تشكيلة الدائرة في مجلة القيثارة مصمما ومصورا، واستعرض لقمان بعضاً من انجازات الراحل قائلاً: أسس ورشة صناعة الآلات الموسيقية التي أنجزت العديد من الآلات الموسيقية بكافة الأحجام لمدرسة الموسيقى والباليه والمؤسسات الفنية الاخرى اضافة الى تصديرها والتبادل الثقافي بين بلدان العالم، كما أسس مركز دار الاسلام لتربية الموسيقيين و بيوت الموسيقى لكل الأعمار ضمن حيز محدد كتجربة لأن تكون الموسيقى في حياة الناس، وبالفعل انضم الى هذه البيوتات العديد من الشخصيات من كلا الجنسين وحتى الأطفال، وكانت نتائجه مثمرة كما ان منير بشير أسس الى بيوت المقام العراقي في المحافظات والغناء الريفي.
وتابع:  منير بشير ا ستطاع ومنذ عام 1974 اقامة المؤتمرات الموسيقية الدولية والمهرجانات التي ترافق المؤتمرات، والتي أعطت ثمارها من خلال البحوث والدراسات التي تتناول مقارنة بين الموسيقى العراقية وموسيقى الدول الأخرى.
وبين لقمان المراكز التي تقلدها منير بشير اذ قال:
حصل الراحل على المراكز التالية:
-الأمين العام للمجمع العربي للموسيقى، جامعة الدول العربية
ـ نائب رئيس المجلس الدولي للموسيقى /اليونيسكو/
ـ مدير في اللجنة الدولية في التربية الموسيقية
ـ عضو في اللجنة التنفيذية للمجلس الدولي للموسيقى، وقد منح عضوية الشرف في اللجنة المذكورة مدى الحياة وعضو شرف دائم في اللجنة العليا للموسيقى في مصر، وبالإضافة  إلى رئاسة تحرير عدة مجلاّت موسيقية متخصصة أهمها: مجلة قيثارة باللغتين الانكليزية والآشورية، مجلّة الموسيقى العربية، مجلة الموسيقى.
ومنح الأوسمة التالية:
- وسام الثقافة بدرجة القائد من فرنسا
-وسام الاستحقاق المدني من الدرجة الأولى من ملك أسبانيا خوان كارلوس
- وشاح زميل الجامعة موريسيا في أسبانيا
- وسام الثقافة و الفنون من بولونيا
- وسام الاستقلال الأردني
- وسام الثقافة من الدرجة الأولى من كوبا
- وسام كوماندور مع شهادة (دكتوراه) فخرية من الحكومة الايطالية
كما نال الكثير من الجوائز العالمية منها:
- جائزة شارل كرو لأحسن أسطوانة موسيقية من فرنسا
- جائزة دسك أكاديمي من فرنسا
- شهادة سفير من جمعية الصداقة العراقية الأسبانية
وحصل على الميداليات الذهبية التالية:
-الميدالية الذهبية لبيكاسو
- ميدالية شوبان من بولونيا
- ميدالية ليست فرانس من هنغاريا
- ميدالية بيلا بارتوك من هنغاريا
-ميدالية فيلا لوبوسمن البرازيل
ـ ميدالية تشايكوفسكي من الاتحاد السوفييتي
ومنح مفتاح مدينة يوكوهاما
وحاضر في جامعات
ـ جنيف، أكسفورد
ـ هامبورغ
ـ كوبنهاغن
ـ المعهد العالي للموسيقى في دمشق
وفي نهاية حديثه اشار لقمان الى تاريخ تشترك فيه حوادث وهو تاريخ 27/9 منها وفاة الراحل الشريف محي الدين حيدر في 27/8/1967 وفي نفس التاريخ من عام 1977 وفاة الفنان جميل بشير، وفي عام 2007 من نفس التاريخ وفاة الفنان سلمان شكر.

سامي نسيم: فنان عالمي
الموسيقي سامي نسيم  اكد من خلال حديثه ان الموسيقار منير بشير ليس علماً عراقياً فحسب، بل  هو علم عالمي وهو الوحيد الذي وصل الى العالمية واسطواناته في كل العالم. ودعا نسيم المؤسسات الثقافية والفنية الى استذكار الرموز العراقية .
وعزفت فرقة  منير بشير بقيادة الموسيقي سامي نسيم عدة مقطوعات منها..
حكاية عود  وهي مقطوعة من تأليف الموسيقي سامي نسيم  وهي مهداة الى روح منير بشير ومقطوعة العصفور الطائر لمنير بشير ، وحوار بين روحين جميل بشير وشقيقه منير بشير.والتي قال عنها نسيم  انها حوار شيق بين اسلوبي الراحلين  فقد تميز اسلوب منير بالارتجال بينما جميل يتميز باسلوب آخر فيه من الرقة والعذوبة العراقية الكثير . وعلى هامش الفعالية اقيم معرض فوتوغرافي من تصوير محمد لقمان تناول فيه صور الراحل في مراحل حياته ممسكا بالعود رفيقه الحميم.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top