النازحون إلى دهوك بانتظار مخصصات الحكومة الاتحادية

النازحون إلى دهوك بانتظار مخصصات الحكومة الاتحادية

 عبد الخالق دوسكي/ دهوك
بحسب إحصائيات مديرية الهجرة والمهجرين في محافظة دهوك فان عدد النازحين الذين دخلوا محافظة دهوك منذ العام 2003 من بقية المحافظات العراقية بلغ (111961) شخصا وهم من مكونات مختلفة من كرد وعرب وتركمان ومسيحيين وغالبيتهم من القادمين من محافظتي الموصل وبغداد.

وأوضح احمد رمضان مسؤول ملف النازحين العراقيين في المحافظة للمدى، أن هذه العوائل قد وصل عددها إلى 21755 عائلة، وقال "غالبية هؤلاء النازحين هم من الكرد الذين قدموا من مدينة الموصل وقد استطاعوا ان يتكيفوا مع ظروف المجتمع الذي نعيش فيه وهم يزاولون أعمالهم بشكل جيد كما ان هنالك نسبة من المسيحيين والعرب والتركمان قد نزحوا خلال السنوات الأخيرة ".  وأشار احمد الى ان من أهم المشاكل التي تواجه هؤلاء النازحين المتواجدين في محافظة دهوك هي عدم وصل المبالغ والمخصصات المالية من الحكومة الاتحادية التي تمنح للمهجرين العراقيين الذين يعيشون في الأردن أو سوريا سابقا، وقال " واغلب هؤلاء النازحين يسكنون في وحدات سكنية مؤجرة وهم موزعون في جميع انحاء محافظة دهوك لكن الكثير منهم يتواجدون في قضاء سميل وبحسب إحصائياتنا فان 80% منهم هم من الكرد و 15% مسيحيون و5% منهم هم من العرب والتركمان ".

نازحون بلا بطاقة تموينية عبد الجبار (52 سنة) احد هؤلاء النازحين الذين قدموا من محافظة الموصل قبل ست سنوات ويعيش حاليا في قاعة من قاعات معسكر فايدة مع عدد من عوائل أخرى من النازحين قال " نحن نعاني كثيرا فالحصة التموينية لا نستطيع الحصول عليها ولا ينقلون البطاقة التموينية الخاصة بنا الى دهوك كما ان فرص العمل قليلة بالنسبة لنا فانا مضطر لأن أرسل أولادي لبيع كارتات الموبايل أو المناديل أو أي شيء آخر في السوق كي نستطيع العيش ". هنالك مشاكل عديدة  يعاني منها هؤلاء النازحون ومن ابرز هذه المشاكل مشكلة اللغة التي تقف عائقا أمام اختلاطهم وتعاملهم مع المجتمع الكردي وخاصة الطلاب فهذه الطالبة مريم عوديشو التي قدمت مع عائلتها منذ العام 2005 من بغداد لتكون مشكلة اللغة الكردية من الصعب العوائق التي أثرت في مستقبلها المهني فعدم معرفتها للغة الكردية جعلها ترسب في الصف السادس الإعدادي لسنتين على التوالي. مريم تحدثت على مشكلتها قائلة "انا حصلت على معدل 93% في الامتحانات الوزارية لكن لكون درجتي في اللغة الكردية التي رسبت فيها لمدة عامين بالكاد قد وصلت إلى الخمسين جعلت معدلي ينخفض إلى 85% وهذا الذي أبعدني عن كلية الطب والهندسة". مساعدات كثيرة قدمت إلى هؤلاء النازحين من قبل منظمات مدنية وجمعيات خيرية مثل منظمة الحقوق المدنية التي قامت بتوزيع مجموعة من البطانيات على هؤلاء النازحين منذ سنة ومنظمة كابني التي قدمت الكثير من المساعدات التموينية لهم وكذلك منظمة هاركار التي فتحت مركزا لتقديم الاستشارات والمساعدات القانونية لهم بحسب قول المحامية سهام احد التي تعمل ضمن هذا المركز والتي قالت "إننا نقدم مساعدات قانونية مجانية لهؤلاء النازحين اضافة الى حل المشاكل القانونية التي تصادفهم في المحاكم".

مدارس خاصة بالنازحين من جهته أشار نابليون يوسف مسؤول قسم الأغاثة في اللجنة الخيرية الأشورية الى ان هؤلاء النازحين وخاصة المسيحيين يعانون من مشاكل عديدة " لديهم مشكلة السكن والطلاب لديهم مشكلة التعامل مع اللغة فبالرغم من افتتاح مدارس باللغة العربية الا ان هنالك مادة كردية تدخل ضمن الامتحان الوزاري للصف السادس الإعدادي والتي تؤثر على معدلات الطلاب". وبين نابليون انهم يقومون بمساعدة الطلاب في لانتقال من بيوتهم الى المدارس لأن هنالك مدارس خاصة بهؤلاء النازحين وهي مدارس يتم التدريس فيها باللغة العربية وهي خطوة تشكر عليها حكومة اقليم كردستان التي فتحت هذه المدارس لهؤلاء الطلاب الذين استطاعوا بذلك الاستمرار في دراستهم ". وبين نابليون أن من ضمن المشاكل الأخرى التي تواجه هؤلاء النازحين هو عدم الحصول على فرص العمل "أغلبيتهم قاموا بتأجير بيوت وهذا مكلف بالنسبة إليهم فهم يدفعون أكثر 300 الف دينار بدل إيجار وغالبيتهم عاطلون عن العمل". يذكر ان حركة النزوح الى محافظات اقليم كردستان قد بدأت منذ حرب تحرير العراق في العام 2003 وظهور تيارات إرهابية متطرفة في العراق استهدفت المواطنين على أسس عرقية ودينية ومذهبة مما جعل الكثير منهم يفرون الى اقليم كردستان الذي يشهد استقرارا أمنيا.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top