آرنولد شوارزينيغر يروي قصته

آرنولد شوارزينيغر يروي قصته

ترجمة/ المدى
البطل السابق لكمال الأجسام، ارنولد شوارزينيغر تحول الى ممثل ثم الى السياسة، ليصبح حاكما لولاية فلوريدا، وهو ما يزال يتمتع بالنشاط والحيوية.
وشوارزينيغر قد اصدر مؤخراً كتاباً يتضمن سيرة حياته، ويبدو انه اختار هذه المرحلة لتلك المذكرات لأنها الأسوأ بالنسبة إليه، فقد تعرضت سمعته لأقاويل كثيرة حطّت من شأنه وذلك بعد اكتشاف علاقة سابقة له مع مدبرة منزله والتي أنجبت ولداً منه بعد ذلك، وكانت تلك المرأة تواصل عملها في المنزل، ويتكفل شوارزينيغر نفقات الصبي الذي أصبح الآن في الـ14 من عمره.
وتلك الفضيحة المدوية، جعلت آرنولد ينهي الفترة الثانية له كحاكم لكاليفورنيا، كما انه خسر زوجته ماريا شرايفر (من عائلة كيندي) التي لم تعلم بالموضوع إلا مؤخراً.
ويبدو أن الانصراف إلى كتابة الذكريات كان أفضل ما يشغل به آرنولد حياته في تلك الأيام المظلمة، وقد أطلق على الكتاب اسم، (التقرير الشامل: قصة حياتي.. الحقيقة التي لا يمكن تصديقها).. وقد كتبها بالتعاون مع بيتر بيتري.
وعلى الرغم من عنوان المذكرات، فانها لا تتضمن كما أدّعى آرنولد بـ"التقرير الشامل"، مع أنها تقول الكثير عن المرحلة التي أمضاها في الحياة والفريدة من نوعها.
انها مذكرات من يفحص نفسه ويستنطقها. وعلى الرغم من المساوئ التي التصقت باسمه، منها علاقاته مع النساء، فانه يصوّر نفسه رجلاً عاملاً، أميناً، قد ارتكب بعض الأخطاء البسيطة، ولا يجهد نفسها في الحديث عنها، مؤكداً ان (السرّية) قد تكون مطلوبة للناس عامة، ولكنه رجل معروف وشخصية سياسية قائدة والأسرار التي تحيط به تحطّ من سمعته، وفي الوقت نفسه، لا يمكن اعتبار، آرنولد، نموذجاً للشخصية السياسية أو الناشطة، فلماذا إذن قد خصص الفصل الأخير في مذكراته لـ(قواعد آرنولد للنجاح).
لقد نجح آرنولد فعلاً، وهذا امر لا يمكن انكاره: ممثلاً وسياسياً، من كافة النواحي، وشوارزينيغر من مواليد النمسا، في المرحلة التي تم تدميرها في خلال الحرب العالمية الثانية، وقرر ترك بلاده مبكراً ومغادرتها الى الولايات الاميركية المتحدة، ورياضة كمال الأجسام فتحت أمامه أبواب حياة لا حدود لها، ومع استثناء زواجه وايضاً منصب حاكم كاليفورنيا، بدا أن كل ما يلمسه ينصاع له، مسابقات كمال الأجسام، الادوار السينمائية، صفقات عقارية وأخيراً التأثير السياسي، ويبدو واضحاً ان الأعوام التي امضاها آرنولد، في تكوين نفسيته وجعلها ترضخ لإرادته، هي الأكثر أهمية في تشكيل شخصيته ويخصص آرنولد 200 صفحة من مذكراته للأعوام التي أمضاها في رياضة كمال الأجسام، أي أكثر من تلك التي كرسها لتجربته في السينما أو السياسة.
وهو يتحدث بمرارة عن خسارته الأولى للقب (بطل أولمبيا). يقول إن مقدرته على الحفاظ على كمال جسمه، أمر هام بالنسبة له، وهو يعتبرها مصدر قوته، وتلك الثقة بالنفس تبقى مصدر قوته.
ويقدم كتاب (التقرير الشامل) نوافذ على عوالم جديدة من خلفيات الحياة في هوليوود- وصناعة الأفلام، وكيفية تمضية الاعياد مع عائلة كنيدي، والحديث عن زوجته الجميلة الذكية، التي كانت أفضل منه بكثير.. وبشكل عام فان المذكرات تبدو أداة دفاع آرنولد، كرجل حقق أهدافه، مهما كان الثمن مكلفاً.
عن الغارديان

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top