ابو ظبي /علاء المفرجي
تفاصيل كثيرة وإيقاع بطيء هما ما يغلف حكاية الأشخاص الثلاثة أبطال فيلم المخرج الإيراني الكبير عباس كياروستامي (مثل عاشق)، حكاية لا تقبل المعالجة إلا على يدي صانع ماهر مثل كياروستامي الذي صار يقف في الصف الأول من مخرجي السينما في العالم ... بعد (نسخة مصدقة) الذي شارك في الدورة الرابعة لمهرجان أبوظبي السينمائي والذي اختار له جغرافية جديدة خارج بلده وأبطال لا يتحدثون لغته. فإنه يذهب هذه المرة إلى أقصى الشرق إلى اليابان ليسرد لنا تفاصيل حكايته .. فتاة تبيع جسدها لتغطية مصروفات دراستها وعشيق منفلت لا يتوانى عن ممارسة العنف، وبروفيسور يقاسي الوحدة ويبحث عما يمكن له أن يمنح حياته معنى.
فيلم عن الوحدة والضجر، هو أيضا عن أسئلة الوجود التي لا تنتهي.. يثبت في مرة أخرى أن كياروستامي جاء إلى السينما ليترك أثرا عظيما. هذا الفيلم عرض أمس في إطار عروض السينما العالمية.
وفي اليوم ذاته استمتع جمهور المهرجان بفيلم المخرج التونسي المخضرم نوري بو زيد (ما نموتش) في عرضه الدولي الأول، وضمن مسابقة الأفلام الطويلة... يختار بوزيد في فيلمه هذا حكاية فتاتين تجمعهما الرغبة في الانعتاق والتحرر انسجاما مع أجواء الحرية التي أشاعتها الثورة الجزائرية، ولكن من وهدة مأزق مختلف، فبينما تتعرض الأولى لتعسف وضغط رب عملها لنزع حجابها، فإن الأخرى تقاوم رغبة أهلها وزوجها في ارتدائه، وهو موضوع برع سيناريو الفيلم فيه.. الفيلم دراما عائلية على خلفية الحدث السياسي الأكبر في تونس العاصرة والمتمثل بانتصار الثورة التونسية وإسقاط الدكتاتورية، وما نتج عنها أيضا من صراع اجتماعي.
وتصدرت فعاليات اليوم السادس من مهرجان أبوظبي السينمائي ندوتان حول صناعة الأفلام العربية بالإضافة إلى عرض فيلمين للنساء فقط، وعرض سبقه حفل السجادة الحمراء للفيلم الكوري "تنكّر" الذي سجل أرقاماً قياسية في شبابيك التذاكر.
عقدت الندوة الأولى التي تحمل بعنوان "البدايات" في قصر الإمارات، وهي ندوة مفتوحة للجميع، قدّم هذه الندوة مدير البرامج العربية في المهرجان انتشال التميمي، وشارك فيها الحائزان على جائزة مخرج العام في الشرق الأوسط المقدمة من مجلة (فارياتي) محمد الدراجي ويسري نصر الله، والمخرج الإماراتي نواف الجناحي صاحب "ظل البحر" وبدر بن حصري "يوم جديد في صنعاء القديمة" ومحمد حفظي "أخي الشيطان" إلى المناقشات حول صناعة الأفلام في المنطقة.
أما الندوة الثانية التي عقدت في "استوديو السينما العربية 2013" فإنها توفّر مجموعة من النصائح العملية لصانعي الأفلام الصاعدين الذين يفكرون في إعداد فيلم قصير لمسابقة الأفلام القصيرة التابعة لاستوديو السينما العربية والمتاحة لكافة مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
السجادة الحمراء كانت مخصصة للفيلم الملحمي الرائع "تنكّر" للمخرج شو شنغ مين والذي يسرد قصة ملك مستبد يضع فقيراً شبيهاً له تماماً على العرش لأنه يخشى من عملية اغتيال. سينضم إلى شو شنغ مين على السجادة الحمراء كل من المنتج ون دونغ يون وبطل الفيلم الممثل ريو سونغ ريونغ.
تضمن برنامج يوم الاثنين أيضاً عرض فيلمين للنساء فقط وهما "حجر الصبر" في تمام الساعة 3:45 بعد الظهر و"لما شفتك" عند الساعة 6:30 مساءً. وحضر عرض فيلم "حجر الصبر" الممثلة غولشفتي فراهاني والمخرج عتيق رحيمي في حين أن المخرجة آن ماري جاسر ستحضر عرض فيلمها "لما شفتك".
وكانت هناك حصة دراسية حول تنفيذ درجات الألوان وهو عنصر أساسي من أعمال ما بعد الإنتاج. وقدّم هذا الحصة الدراسية أيمن عبد الباسط وهو مصحح ألوان رئيسي في twofour54 للإنتاج، وترأس أوجين مارتن، المنتج والمخرج الحائز على جوائز من الولايات المتحدة الأميركية حصّة دراسية رئيسية عن سرد القصص وتطوير المفهوم. وستكون الحصص الدراسية هذه متاحة للجميع مجّاناً.
من أبرز الأفلام التي سيتم عرضها ضمن فقرة على الشاشة فيلم "تقاليد" وهو العرض الأول لهذا الفيلم، الذي ستحضره مخرجة الفيلم كيت شورتلاند. وهو الفيلم الفائز بجائزة الجمهور في مهرجان لوكارنو السينمائي والذي نال استحساناً كبيراً من النقاد بعد عرضه في عدد من المهرجانات الأخرى. يتم عرض هذا الفيلم ضمن مسابقة الأفلام الروائية إلى جانب فيلم "حراقة بلوز" الذي يُعالج قضية الهجرة الوافدة غير القانونية من خلال عيني مهاجرين شابين اثنين، وسيحضر هذا العرض المخرج موسى حداد والمنتجة أمينة بدجاوي حداد والبطلان موني بوعالم وزكريا رمضان.
أما مسابقة (آفاق جديدة) فتشهد عرض فيلم "المغضوب عليهم" للمخرج محسن بصري وهو فيلم عن ثلاثة أصوليين إسلاميين يختطفون مجموعة عمل، بناء على أوامر قائد روحي. سيحضر بصري هذا العرض إلى جانب بطلين من الفيلم هما عبد نبي البينيوي وأمين الناجي.