كلاكيت: الاوسكار تعود الى ميزانها القديم

Thursday 23rd of March 2023 12:03:50 AM ,
العدد : 5395 (نسخة الكترونية)
الصفحة : الأعمدة , علاء المفرجي

 علاء المفرجي

الأفلام التي أجمع عليها النقاد في كل مكان، والتي عرضت في عدد من المهرجانات السينمائية المهمة، هي التي تصدرت مشهد الترشيح للتظاهرة السينمائية الأمريكية الأهم، وخاصة مع أفلام مثل: فيلم The Banshees of Inisherin وفيلم بابيلون، وفيلم نساء يتحدثن، وفيلم الشقراء وغيرها. واسهمت المنصات العديدة في إتاحة الفرصة للكثير من عشاق السينما في مشاهدتها.

وبهذا كان يمكن أن تكون دورة هذا العام من الأوسكار هي الأصعب في المنافسة، والتكهن بالنتيجة النهائية التي تقرر من سيصعد إلى منصة مسرح كوداك ليقطف ثمار إبداعه، والسبب أن الأفلام المتنافسة تتوفر على صنعة سينمائية متقدمة وأفكار مبتكرة خضعت لمعالجة سينمائية حاذقة.

وتكتسب جوائز الاوسكار اهميتها من كونها جائزة الجوائز، بمعنى انها تلخيص لجوائز السينما، خلال الموسم، وقبل ان تبدأ حمى المهرجانات الكبيرة كفينيسيا وكان، وروتردام، وتورنتو.. وغيرها.

ومرة أخرى تعود جوائز الاوسكار كما في كل عام، وتعود حكاياتها المختلفة، ومرة أخرى تكون الاوسكار مدار حديث ليس عشاق السينما حسب بل الجميع، فترشيحاتها هذه المرة أيضا لم تتطابق فيها فيها حسابات الحقل مع حسابات البيدر،

وما زال فاعلاا ما قالته في الجائزة النجمة كيت ونسليت (المرشحة للاوسكار 5 مرّات)، في المسلسل الكوميدي اكستراس (قناة البي بي)، على سبيل الدعابة: ((ثلاثة لهم الحظ الأكبر في الفوز بالاوسكار: المعوّقون، اليهود، المثليون الجنسيون.))، ويمكن ان يضاف لهم العام القادم (السود). وايضا فات وقت (عدم الانتباه) لافلام ومخرجين كبار لم ينالوا الجائزة. أو الأمر الذي كان يتكرر في كل موسم للجائزة وهو خضوعها للاهواء والانحيازات السياسية والاجتماعية وما الى ذلك، وبالطبع نشير هنا الى الاتهامات المبالغ فيها احياناً بحق هذه الجائزة، ومنها الاتهام بوقوع قرارات الأكاديمية تحت سطوة جماعات الضغط، وان كان ذلك لا يمنع - كما اشرنا سابقاً- من وجود مثل هذه التأثيرات، وغالبا ما كانت نتائجها تكتنفها المفاجآت.

هذا العام جاء فيلم، تريد هوليوود منه أن يفوز لأسباب عديدة فالمخرجون مارتن ماكدونا، و أندرو دومينيك، داميان تشازل، وضعوا أيديهم بشجاعة في عش دبابير هوليوود" كما يقول الناقد الصديق علي الياسري في مقاله الذي نشر اليوم في هذه الصفحة، ويتحدث فيه عن المكيال البائس لهذه الجائزة.

ففيلم (كل شيء في كل مكان مرة واحدة) الذي حصد ست جوائز، والذي تدور قصته حول مهاجرة صينية في منتصف العمر تتورط إلى مغامرة مجنونة، تستطيع فيها وحدها إنقاذ الوجود من خلال استكشاف أكوان أخرى والتواصل مع الحياة التي كان من الممكن أن تعيشها.. هو ببساطة يمتثل لرغبة هوليوود في أن يفوز فيلم يتحدث عن فرضية علمية غير مؤكدة، ويتجاوز أفلام تتحدث عن مساوئها.

ويكفي أن اشير وضمن المرشحين الأشهر هو الممثل كولن فاريل، والذي قدم على مدار مسيرته المهنية العديد من الأدوار الناجحة والشهيرة، في أفلام مستقلة بميزانيات محدودة ع مخرنين فنيين، وغيرها من التجارب كانت تجارية، وهو من مواليد 1976.

وحصل كولن فاريل، على جوائز متعددة، منها ثنتان من جوائز الجولدن جلووب، "تايمز الأيرلندية"، بل وأطلقت عليه خامس أعظم ممثل أيرلندي على الإطلاق، وقدم عام 2022، أفلام متنوعة وبعيدة الألوان عن بعضها البعض الأول هو "The Batman" الذي لعب فيه دور البطريق، ونجح بشدة، والثاني فيلم "Thirteen Lives"، والثالث هو فيلم "The Banshees of Inisherin" الذي قدم فيه دور بادريك الرجل الساذج محدود الخبرات وهو في منتصف العمر، ويعيش في جزيرة منعزلة مع شقيقته، حتى يقرر قطع علاقتهما.

وإن كان الممثل براندون فريزر بطل فيلم "The Whale"، الذي فاز بالجائزة يستحقها، لكن هذا الفوز جاء بعد تنافس محتدم مع ممثلين اكفاء.