رئيس أساقفة أبريشة الكلدان يحذّر من تناقص أعداد المسيحيين في العراق

رئيس أساقفة أبريشة الكلدان يحذّر من تناقص أعداد المسيحيين في العراق

 ترجمة / المدى

ناشد مطران عراقي المعونة من كنيسة بريطانية وقادة سياسيين لبذل مزيد من الجهد لإنقاذ أبناء الطائفة المسيحية في العراق من الزوال . وفي خطاب له في لندن حذّر رئيس أساقفة أربيل المطران ، بشار وردة ، من أن وجود المسيحية في العراق يتعرض الى زوال بعد أن شهدت هذه الطائفة العرقية تناقصاً حاداً في أفرادها من ما يقارب من 1.5 مليون شخص قبل الغزو الاميركي للعراق الى 250 ألف مسيحي فقط الآن .

وقال المطران وردة في خطابه " المسيحية في العراق وهي واحدة من أقدم الكنائس إن لم تكن أقدمها في العالم تتعرض للزوال على نحو خطر . أما الذين بقوا منا فإنهم قد يواجهون ظروف صعبة وأوضاعهم بشكل عام غير جيدة ."
المسيحية في العراق موجودة منذ مئات السنين ولكن بعد مجيء تنظيم داعش عام 2014 واحتلاله لمناطق واسعة من البلاد بضمنها الموصل ومناطق سهل نينوى حيث يتمركز المسيحيون ، تعرض أبناء الطائفة لحملات قتل واختطاف وتشريد وتدمير كنائس عديدة لهم . وأشار وردة الى أن مسلحي داعش كانوا يرمون من خلال هذه الحملة الى محو تاريخ ومستقبل المسيحية في البلد .
وقال وردة " في العراق الآن لايوجد تعويض لمن فقد ممتلكاته أو فقد بيته أو عمله . عشرات الآلاف من المسيحيين ليس لديهم عمل في مناطق حيث تعيش عوائلهم منذ مئات السنين ."
رغم أن تنظيم داعش قد تم طرده من البلاد فان كثيراً من بيوت وكنائس تابعة للمسيحيين قد تمّ تدميرها . الآلاف من الذين نزحوا يرفضون العودة لمناطقهم وبيوتهم بسبب مشاكل تتعلق بالبطالة وفقدانهم لأعمالهم وعدم استقرار الوضع بشكل كامل مع نقص في الخدمات والأضرار التي لحقت ببيوتهم التي لا تعتبر صالحة للسكن .
وانتقد الاسقف زعماء دينيين في بريطانيا لعدم استجابتهم للأزمة بقوله " هل ستستمرون بتغاضيكم عما نتعرض له من مشاكل واضطهاد هل عبرتم عما نتعرض له من رفض عبر مظاهرات وتحملون فيها لافتات تقول بأننا جميعاً مسيحيون ؟ "
وكان الأسقف قد التقى هذا الاسبوع بوزير الخارجية البريطاني ، جيرمي هنت ، ليوجه من خلال هذا اللقاء دعوة للحكومة البريطانية بأن توفر مساعدة عاجلة للمسيحيين في العراق . وخلال القاء حث الأسقف وزير الخارجية بان يمارس دوراً دبلوماسياً تجاه العراق من أجل تحسين الوضع الأمني للمسيحيين في البلد ووضع حد لما يتعرض له المسيحيون من مصاعب .
وشكر الأسقف وردة ما تقدم به وزير الخارجية البريطاني من تعليق على المصاعب والاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون في العالم بانه يقارب لحالة الإبادة الجماعية حيث سيصدر تقرير مفصل بذلك خلال هذا الصيف .
وكانت مؤسسة ، جيرج ان نييد ، الخيرية البريطانية المعنية بتقديم المساعدات للمسيحيين في المناطق المتضررة في العالم قد هيأت هذا اللقاء بين رئيس أساقفة الكلدان في العراق ووزير الخارجية البريطاني ، حيث قامت هذه المؤسسة الخيرية بإعادة إعمار 2,000 ألفي بيت للمسيحيين في سهل نينوى .
وفي لقاء آخر مع أعضاء برلمان مجلس العموم البريطاني هذا الاسبوع قال الأسقف وردة إن الحكومة العراقية قد فشلت في توفير أي مساعدة لأبناء الطائفة المسيحية ، مشيراً الى أن دولة المجر هي الوحيدة من أوروبا فقط كانت تقرن أقوالها بالافعال لمساعدة المسيحيين في العراق .
وقال خلال خطابه " إعادة إعمار البنى التحتية شيء ملح جداً لمناطقنا ولكن الحكومة العراقية تقول بانه لاتوجد لدينا أموال كافية . قالوا لنا علينا ان نعتمد على اصدقائنا . في حين ان هذا هو من صلب واجبات الحكومة."
ومضى بقوله " عندما هاجمنا داعش غادر ابناؤنا دون أن يأخذوا معهم أي شيء ، ولكنهم استطاعوا بفضل الله البقاء رغم ذلك ويعود الفضل أيضا لمساعدات مؤسسة جيرج ان نيد الخيرية . مساعدات هذه المؤسسة ومؤسسات خيرية أخرى تذكّرنا بأننا لم نعد منسيون . هذه المساعدات لها وقع كبير علينا ."
ومن جانبه قال الأسقف البريطاني ، فيليب مونستيفن ، الذي يشرف على تقرير مراجعة استجابة وزارة الخارجية البريطانية لمشاكل الاضطهاد التي يتعرض لها المسيحيون في العالم إن مناشدة المطران وردة للمساعدة صحيحة حيث غياب الاستجابة من قبل بلدان أوروبية وغربية لما يتعرض له المسيحون من مصاعب ومشاكل . وقال إنه يجب أن يكون هناك اهتمام عالمي للمسيحيين في الشرق الأوسط .

عن صحيفة كرستجيان توداي

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top