وقال مدير قسم السياحة في ذي قار اسعد حسين القره غولي في تصريح إلى (المدى)، إن "الموسم السياحي في ذي قار يبدأ من 15 ايلول الى منتصف نيسان".

وتابع القره غولي، أن "الموسم طويل ويصنف كمشتى وليس كمصائف بسبب اعتدال درجة الحرارة في الشتاء وارتفاعها في الصيف".

وأشار، إلى أن "اعتدال درجات الحرارة يجعل المناطق السياحية بالمحافظة قبلة للسياح من مختلف دول العالم".

واوضح القره غولي، ان "السياحة في ذي قار طبيعية واثارية كون المحافظة تتمتع بمشهد طبيعي في مناطق الاهوار ومواقع اثرية مهمة".

وبين، ان "الحركة السياحية في مناطق الاهوار كانت متذبذبة في بداية الشتاء بسبب انخفاض مناسيب المياه في تلك المناطق".

وأكد القره غولي، أن "النشاط السياحي استعاد عافيته بعد هطول الامطار وانتعاش مناطق الاهوار خلال الاشهر المنصرمة ولاسيما خلال عيد الفطر".

وأورد، أن "الحركة السياحية تراجعت خلال شهر ايار الحالي وذلك لانتهاء الموسم السياحي".

ويرى القره غولي، أن "انتعاش الحركة السياحة الطبيعية في ذي قار يتناسب طرديا مع مناسيب المياه وعكسيا مع درجات الحرارة".

وأكد، أن "ذي قار استقبلت خلال الموسم السياحي الماضي 30 ألف سائح عراقي و1500 سائح أجنبي".

ويجد القره غولي، أن "الحركة السياحية انتعشت بصورة عامة إثر دخول مواقع الاثار والاهوار ضمن لائحة التراث العالمي وزيارة بابا الفاتيكان لمدينة اور الاثرية"، لافتا الى ان "ذلك انعكس ايجابا سواء على الحركة السياحية الداخلية او الخارجية". وتحدث القره غولي، عن "التسهيلات المقدمة للسائحين الأجانب"، متابعاً أن "هيئة السياحة سعت الى تسهيل اجراءات دخول السائحين الاجانب وهو ما أسهم بتوافد المزيد من السياح من جنسيات مختلفة". وأفاد، بـ"تبني المحافظة خطة مشاريع للارتقاء بالبنى التحتية للسياحة وايواء السائحين وتقديم الخدمات السياحية لهم وذلك عبر انشاء مدينة اور السياحية التي مازالت في طور الانجاز ضمن مشاريع الامانة العامة لمجلس الوزراء".

وكشف القره غولي، عن "خطة مستقبلية لإنشاء قرية سياحية في قضاء الجبايش الذي يعد مركز الاهوار العراقية". وذكر، أن "القرية ستكون بمساحة 10 دونمات وهي حاليا في طور استكمال الاجراءات الخاصة باستحصال موافقات الدوائر المعنية كالبيئة والموارد المائية".

وفيما أشار القره غولي، إلى أن "هيئة السياحة ستباشر بتنفيذ القرية حال استكمال الإجراءات"، شدد على "اهمية الاعلام في الجذب السياحي ولاسيما فيما يتعلق بتسليط الضوء على المناطق السياحية والاثارية ومكانتها التاريخية والحضارية وتسويقها عالميا".

ورأى، أن "الاعلام كان له دور مهم في تطمين السائحين بشأن الاستقرار الامني في المحافظة".

وكشف القره غولي، ان "قسم السياحة قدم خطة مشاريع للمحافظة ضمن خطة التنمية للأعوام 2023 – 2026 الخاصة بالمحافظة وتضمنت رؤيتنا ومتطلبات الحركة السياحية"، لافتا الى ان "تنفيذ الخطة مرهون بحجم التخصيصات المالية للمحافظة".

وتَجمع محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) ما بين السياحة الدينية والآثارية والطبيعية لما تمتلكه من مواقع اثرية ودينية تقدر بأكثر من 1200 موقع أثري أبرزها مدينة اور الاثرية ومقام النبي ابراهيم الخليل (ع) فضلاً عن مناطق الاهوار التي تشكل خمس مساحة المحافظة والتي تواجه مخاطر تذبذب مناسيب المياه الناجمة عن ازمة المياه.

وكشفت منظمة الجبايش للسياحة البيئية نهاية شباط الماضي عن استقبال 500 سائح يوميا في اهوار الجبايش التي غمرتها المياه قبل بضعة أشهر إثر الموجة المطرية، وفيما اعربت عن خشيتها من الجفاف خلال الصيف، طالب مسؤول محلي الاتحاد الأوروبي بالمزيد من المشاريع الخدمية والتنموية لدعم سكان الاهوار.

وكانت الإدارة المحلية في ذي قار كشفت في أيلول من العام الماضي عن خطة من أربع مراحل لتطوير مدينة أور السياحية الجديدة وفيما اكدت استكمال تخصيص الاراضي واعداد التصاميم، اشارت الى مشاريع اخرى لتطوير البنى التحتية يتواصل العمل فيها على حساب صندوق اعمار ذي قار.

واعلنت ادارة محافظة ذي قار اواخر شباط 2023 عن احراز تقدم في مراحل تطوير مدينة اور السياحية التي يجري تنفيذها على مساحة 400 دونم، وفيما اشارت الى المباشرة بأعمال البنى الفوقية التي تتضمنها مشاريع المرحلة الثالثة من اعمال التطوير، اعربت عن رغبتها باستقطاب الاستثمارات الاجنبية لتنفيذ مشاريع السكن السياحي التي تدخل ضمن مشاريع المرحلة الرابعة.

يأتي ذلك وسط مؤشرات على تنامي حركة السياحة الدينية والآثارية عقب زيارة بابا الفاتيكان لمدينة أور الأثرية والحج الى بيت النبي إبراهيم الخليل في السادس من اذار 2021 .

ووصل البابا فرنسيس الى مطار الناصرية في السادس من اذار عام 2021، قادماً من النجف التي التقى فيها بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، وفور وصوله توجه الى مدينة أور الأثرية وأقام هناك صلاة مشتركة وقداساً دينياً ورعى لقاءً الأديان حضره عدد من أتباع الديانات الاسلامية والمسيحية والإيزيدية والصابئة المندائيين وغيرهم.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، وافقت في منتصف عام 2016 على ضم الأهوار والمناطق الآثارية فيها، إلى لائحة التراث العالمي بعد تصويت جميع الأعضاء بالموافقة. وبموجب قرار منظمة اليونسكو فان الأهوار والمواقع الآثارية التي أدرجت على لائحة التراث العالمي هي أور وأريدو وهور الحمار والحويزة والأهوار الوسطى في ذي قار وميسان، الوركاء في المثنى، وهور الحمار الشرقي في البصرة.