ميسان / مهدي الساعدي
يكتظ محل ابو سعد صباح كل يوم بالمارة واغلبهم من الفلاحين، الذين يقبلون على مدينة العمارة اما للتسوق او لقضاء حوائج معينة خصوصا ايام الانتاج والحصاد، لشراء ادوات اعتادوا على استعمالها منذ القدم.
الادوات الفلاحية اليدوية صناعة ما زالت تقاوم الاندثار بسبب الحداثة والآلات المستوردة، ويحافظ على صناعتها لغاية اليوم صناع توارثوا مهنتهم من آبائهم عن اجدادهم، واغلبهم من ابناء الصابئة المندائيين في سوق النجارين احد اقدم اسواق مدينة العمارة، ومناطق اقضية ونواحي المحافظة.
يقول ابو سعد الزهيري لـ(المدى) "يمتهن ابناء الصابئة المندائيين في محافظة ميسان مهنا كثيرة وعرفوا بإجادتها، منها الحدادة والنجارة وخصوصا صناعة الادوات الفلاحية المختلفة، والتي يتم صنعها بشكل يدوي، حيث توارثنا تلك المهنة من الآباء والاجداد وبدورنا نعلمها لأولادنا والاجيال القادمة".
ويضيف "ومن الأدوات التي ما زلنا نصنعها وتجد اقبالا من قبل الفلاحين واصحاب البساتين؛ المنجل والمسحاة والمرواح، وادوات اخرى من التي تحتاج الى مهارة ودقة عاليتين، وما زالت تجد اقبالا على الرغم من دخول البضاعة المستوردة والتي تكون ارخص ثمنا منها".
يجد الباحثون عن شراء تلك الادوات ضالتهم في سوق النجارين في مدينة العمارة، الذي ما زال يحتفظ بطابعه الفولكلوري كأحد اقدم اسواق المدينة، ويقول عنه المدون مصطفى محمد لـ(المدى) "يعد سوق النجارين في مدينة العمارة احد اقدم اسواق المدينة، ويعتبر واحدا من امتدادات سوقها الكبير الذي يعود عهد بنائه الى القرن الثامن عشر الميلادي، وما زال يحمل العديد من مظاهره القديمة ويحتضن اصحاب المهن والحرف والصناعات الشعبية، مثل الصناعات الخشبية اليدوية ومنها صناعة الادوات الفلاحية والتي تعنى بأعمال الزراعة والبستنة".
هيثم احد صناع الادوات الفلاحية يعمل برفقة والده الشيخ الكبير يقول في معرض حديثه لـ(المدى) وهو منهمك بصناعة احدى القطع ومستشهدا بحديثه عنها "من الادوات التي نصنعها المنجل، الذي تتداخل في صناعته الحدادة والنجارة، من تحضير قطعة الحديد وادخالها في النار ثم طرقها وحنيها وصولا الى اعداد المقبض الخشبي، ويعتمد حجمه ايضا على طريقة استخدامه فمنه ما يستعمل للحصاد وخصوصا الحنطة والشعير، واخرى تستعمل للحشائش والخضروات وغيرها للنخيل".
يستعمل هيثم ادوات اساسية بسيطة في عمله، منها البريمز والمطرقة والسندان والمبرد وسكين لعمل اشكال خشبية متنوعة، معتمدا على مهارته في الصناعة والتشكيل.
ويبين المهتم بالشأن الفولكلوري في ميسان نصيف جاسم لـ(المدى) أنه "تعتبر الصناعات الشعبية احدى الهويات التي تميز الصناعات المحلية، ويتجلى من خلالها ابداع ابناء المحافظة، وخصوصا ابناء الطوائف التي تعيش فيها منذ القدم واجادتهم لصناعة انواع الادوات التي تستخدم في سد الحاجة المحلية، رغم تواجد المستورد منها في الاسواق".
اترك تعليقك