كلاكيت: غودار بالعربي

علاء المفرجي 2023/05/31 10:35:39 م

كلاكيت: غودار بالعربي

 علاء المفرجي

قبل ان يضع المترجم القدير والروائي البحريني أمين صالح كتابه (جان لوك غودار..ماقبل الأسم ما قبل اللغة)، كان قد اتحفنا بترجمة كتب عديدة عن السينما، بدأها من السينما التدميرية، النحت في الزمن، وحوار مع فدريكو فلليني،

وعالم ثيو أنجيلوبولوس السينمائي: براءة التحديقة الأولى، وعباس كيارستمي: سينما مطرزة بالبراءة، وانتهاء بسينما فرنر هيرزوغ: ذهاب إلى التخوم الأبعد. وهي كتب أثرت كثيرا بالجيل السينما الجديد، وخاصة هنا في العراق، والذي صار كتاب النحت في الزمن، في معية أي منهم، كمنهج لعمله.

ولكن لكتاب جان لوك غودار طعم آخر، فالكتاب ليس ترجمة، بل نص كتبه أمين صالح مستفيدا من قراته، ومشاهداته لأفلام غودار، وانطباعه النقدي عنه، وهو بذلك كتاب سلس للقارئ العربي، فهو على حد علمي أول كتاب عن غودار بقلم مختص عربي، ومؤلَف بالعربية، لذا سيكون في متناول القارئ العربي ليتعرف أكثر على هذه العبقرية السينمائية، خاصة وأن مضمون الكتاب يمر على جميع المراحل التي مرّ بها غودار، وقراءة متفحصة لجميع أفلامه.

ودرس غودار في جامعة سوربون في باريس. أثناء دراسته في السوربون انضم إلى مجموعة هواة سينما فرنسيين ضمت فرنسوا تريفو، جاك ريفيت وإريك رومير. حين أسس أندريه بازين مجلته السينمائية المؤثرة (كراسات السينما) كان من كتابها الأوائل.

العديد من أفلام غودار تتحدى الأعراف السينمائية المتبعة في هوليوود أو في السينما الفرنسية في تلك الفترة. يعتبره البعض أشد صانعي أفلام الموجة الجديدة تطرفا. تعبر أفلامه عن آرائه السياسية ومعرفته بتاريخ السينما وكثيرا ما يستعين بأفلامه بالفلسفتين الوجودية والماركسية.

بدأت علاقة غودار بالسينما عن طريق حقل النقد. أسس أسوة بإريك رومر وريفيتا المجلة السينمائية (مجلة السينما) التي صدر منها خمسة أعداد في الخمسينات. عندما أسس أندريه بازين المجلة النقدية (كراسات السينما) عام 1951، كان غودار، وريفيتا ورومر من أوائل كتابها. ومثل العديد من كتاب كتاب هذه المجلة قام غودار ببعض المحاولات السينمائية قبل عام 1960.

قام غودار، أثناء شغله عامل بناء في سد عام 1953 بتصوير فيلم وثائقي حول عملية البناء بعنوان العملية باطون 1955. وبينما كان يعمل في مجلة كراسات السينما أنجز (عن امرأة غانج) فيلمين قصيرين من 10 دقائق؛الذي كان بغالبيته مكون من مقاطع غير مستخدمة صورها تريفو. عام 1958 قام بفيلمه القصير الاخير (شارلوت وابنها جول)، الذي حاز بفضله على شهرة. كان الفيلم تحية لجان كوكتو.

استمر غودار بكتابته النقدية وأصبح أحد أهم مؤيدي الموجة الجديدة. ولكن بعد مشاهدته فيلم أورسون ويلز (لمسة الشر) قرر عمل فيلمه الطويل الأول (حتى انقطاع النفس، 1960) بطولة جان بول بلموندو وجين سيبرغ. حاز الفيلم على إعجاب النقاد والجمهور في فرنسا في شتى أنحاء العالم وقد عبّر عن أسلوب الموجة الجديدة، وحوى العديد من الإشارات إلى عناصر من الأفلام الأمريكية. وظف الفيلم العديد من التقنيات المستحدثة في المونتاج. نجاحه التالي كان (لتحيى حياتها، 1962). في السنة التالية أخرج (عائلة كرابنيير)، تحية للمخرج الفرنسي جان فيجو.

في 1961 تزود الممثلية الدنماركية آنا كارينا، وفي عام 1964 أسس معها شركة الإنتاج أفلام أنوشكا. عام 1964 أخرج (بيير المجنون) وفيلم الخيال العلمي في نهاية ذلك العام طلق كارينا.

خلال نهاية الستينات بدأ غودار بالاهتمام بالأيديولوجية الماوية. أقام مجموعة السينمائيين الاشتراكية مع جان بيير غورين وأنتج أفلاما قصيرة عبرت عن وجهة نظره السياسية. في هذه الفترة سافر كثيرا وصور العديد من الفيلم، بعضهم لم يكتمل ولم يعرض. فيلمه المناوئ لثقافة الاستهلاك (نهاية الأسبوع) عرض عام 1967. أصبحت أفلامه سياسية وتجريبية، وبقيت أفلامه كذلك حتى عام 1980.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top