TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ساكو ومعدة رئاسة الجمهورية

العمود الثامن: ساكو ومعدة رئاسة الجمهورية

نشر في: 12 يوليو, 2023: 09:35 م

 علي حسين

الحمد لله اكتشفنا، ولو متاخراً، أن سبب مشاكل هذه البلاد وغياب الكهرباء وارتفاع سعر الدولار والتصحر الذي ضرب ثلاثة أرباع البلاد، وحولها من بلاد السواد إلى بلاد "العجاج"، وارتفاع نسبة البطالة، وهروب نور زهير وبجعبته ثلاثة مليارات من الدولارات الخضراء.

 

سبب كل هذه "البلاوي" هو الكاردينال لويس ساكو، أن الذي تحول بين ليلة وضحاها إلى " ابو البلاوي بنظر رئاسة الجمهورية ، وكان لابد أن يعاقب على ما ارتكبه من جرائم بحق السلم الأهلي، فأصدر رئيس الجمهورية والحامي للدستور والساهر على مصالح الشعب بكل أطيافه قراره التاريخي بإلغاء المرسوم الجمهوري الصادر عام 2013 الذي منح الكاردينال ساكو مهمة الإشراف على أوقاف الكلدان. هكذا إذن وبمرسوم "شجاع" انتهت مشاكل بلاد الرافدين وبدأت مسيرة التقدم نحو الأمام،سيقودها بالتأكيد النائب ريان الكلداني. تخيل جنابك أن شخصية دينية بحجم الكاردينال ساكو، معترف بها دولياً، ومُنصّب من قبل بابا الفاتيكان على معظم أبناء الطائفة الكلدانية في العالم، يتم التعامل معه باعتباره موظفاً على العقد في مكتب رئيس الجمهورية ، وان الرئاسة وجدت أن النائب ريان الكلداني أحق بالمنصب، طبعاً لا أريد أن أجادل السيد رئيس الجمهورية في قراره الذي اتخذه ولكن هل يعقل أن الكاردينال ساكو كان يضحك على الدولة منذ 2013 وحتى 2023، والاهم : هل السيد ساكو يعمل في رئاسة الجمهورية موظفاً والآن تم الاستغناء عن خدماته؟ إلا إذا كانت رئاسة الجمهورية قررت الانحياز إلى كتلة بابليون ضد الكاردينال ساكو.

ونحن نناقش القرار "القرقوشي" ضد الكاردينال، علينا أن نؤكد حقيقة ساطعة وهي أن السيد لويس ساكو لم يضبط مرة واحدة ضالعاً في صفقة فساد أو صدر بحقه أمر قضائي أو تسبب في حرب طائفية، أو سعى إلى إثارة الكراهية، لقد رفض الكاردينال أن ينحني أمام ريح القبح السياسي العاتية التي تكاد تقتلع المبادئ والمثل الإنسانية من جذورها، وما يؤخذ عليه أنه غير نهاز للفرص، وأن فرصاً عديدة جاءت إليه طائعة مهيأة، لكنه لم يفعل.

لا نناقش هنا ردود مكتب رئيس الجمهورية الذي أخبرنا بأن "سحب المرسوم جاء لتصحيح وضع دستوري"، لكننا نسأل لماذا الآن يريد السيد رئيس الجمهورية أن يصحح وضعاً دستورياً؟، فقط أنا أتحدث عن التوقيت والطريقة التي حشر مكتب رئيس الجمهورية نفسه في الخلاف بين كتلة بابليون والكاردينال ساكو.

إن ما يجري من اساءة لسمعة الكاردينال ساكو ،ليس له تعريف سوى أنه محاولة لفرض ريان الكلداني بقوة المرسوم الجمهوري وبدعم من جهات سياسية معروفة .

من كان يصدق أن حلم الناس بالتغيير والديمقراطية والرفاهية والاستقرار يمكن أن ينتهي عند قرارات جمهورية تحركها نوازع سياسية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. نبيل يوسف بروازي

    إن وطنية الكردينال ساكو وإنتقاداته المستمرة للحكومات المتعاقبة بتقصيرها بواجبها تجاه الشعب قد أغضبت هذه الزمر الحاكمة التي دمرت البلد وسرقت خيراته وهجرت أبنائه وقررت التخلص منه ولكن هيهات من هؤلاء الزمر المجرمة.

  2. عبدالاحد سليمان بولص

    الاستاذ علي حسين المحترم موضوعكم ساكو ومعدة رئاسة الجمهورية اعجبني كثيرا . بارك الله بكم واطال عمركم

  3. Kamil M. Yousif

    الاستاذ علي حسين المحترم موضوعكم ساكو ومعدة رئاسة الجمهورية اعجبني كثيرا .كثيرا بارك الله بكم

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram