سؤال الصباح والمساء

Wednesday 2nd of April 2014 09:01:00 PM ,
العدد : 3048
الصفحة : الأعمدة , عدنان حسين

أين تذهب أموال النفط؟ .. هذا سؤال الصباح والمساء لكل عراقية وعراقي تقريباً، أو لنقل الأغلبية الساحقة من العراقيين حتى لا نُتهم بالمبالغة. وهو سؤال يُطرح هذه الأيام بنبرة أعلى وحرقة أمضّ، فالانتخابات البرلمانية على الابواب، ووعود المرشحين تريد أن تحلّق بالناس في الفضاء البعيد.
اذا كان البرلمانيون المُفترضون قادرين على تحقيق ما يعدون به في شعاراتهم الانتخابية من ازدهار لا يُوصف وتنمية لا تُبارى، كيف إذاً لم يتسن لزملائهم المنتهية خدمتهم نهاية الشهر الحالي، أن يحققوا عُشر معشار الوعود الجديدة؟ ماذا فعلوا بمئة وعشرين مليار دولار وُضعت تحت تصرفهم واعضاء الحكومة العام المنصرم وحده؟ 
راديو "سوا" بث منذ يومين تقريراً قال فيه انه "بينما تشهد الحملات الدعائية الانتخابية في العراق سباقا محموماً بين الكتل السياسية، يتساءل عراقيون عن استمرار تراجع الخدمات في كثير من القطاعات، رغم ارتفاع صادرات العراق من النفط". لكن التراجع المتواصل عاماً بعد آخر لا يقتصر على الخدمات العامة الاساسية .. انه يضرب كل مناحي الحياة، وفي المقدمة الأمن والسياسة.
ومن أوجع ما جاء في التقرير تساؤل أحدهم عن المشاريع التي أنشئت بمليارات النفط منذ سقوط نظام صدام حسين قبل احدى عشرة سنة، ليخلص إلى القول أن "مال النفط لهم، والشعب له القتل من الجماعات المسلحة".
ومنذ عشرة ايام أكدت دراسة نظمتها مجموعة "ميرسير للاستشارات" شملت 223 مدينة في العالم، ان عاصمة بلادنا بغداد لم تزل تقبع في أسفل قائمة المدن، أي انها بين الاسوأ كمكان للعيش، وهذا الموقع لم يتغير منذ العام 2011، اي ان 300 مليار دولار مما دخلنا من عائدات النفط لم يرفع من شأن بغداد من أدنى القائمة الى مرتبة مقبولة بعض الشيء، فحسب الدراسة هناك مدن افريقية لا تحظى بموارد مالية توازي بغداد تتقدم على عاصمتنا إنسانياً.. باختصار فان بغدادنا لا تصلح للحياة البشرية الكريمة.
من الملوم؟ .. الحكومة بالتأكيد، فمليارات الدولارات وُضعت تحت تصرفها ولم تحسن التصرف (السير والسلوك)، فكانت النتيجة التي انتهت اليها دراسة "ميرسر"، وكانت الاسئلة الحارقة للناس بشأن مآل أموال النفط.
لكن الملوم الاكبر والمتقدم على الحكومة في المسؤولية هو مجلس النواب الي لم يكن برلماناً حقيقياً، فهو تخلى طائعاً مختاراً عن سلطاته التشريعية وصلاحياته الرقابية، وكان مجرد شاهد زور على سوء تصرف الحكومة باموال النفط على النحو الذي لم يتحقق فيه أي مشروع "يملي عين" المواطن الذي تحدث الى راديو "سوا".
سوء البرلمان الحالي، كما السابق، هو من سوء الأغلبية الساحقة من أعضائه، فالإناء ينضح ما فيه دائماً.. الانتخابات على الابواب، واذا أعدنا انتخاب السيئين لن يجدر بنا ان نسأل: أين مليارات النفط؟