ظهور إعلامي مستهلك

Monday 2nd of February 2015 09:01:00 PM ,
العدد : 3278
الصفحة : الأعمدة , محمد حمدي

حفلت بطولة أمم آسيا الأخيرة في أستراليا برواج أسواق عديدة تتعلق بالرياضة أو بالقرب منها على مدى شهر وربما أكثر من ذلك ، ومن بين أفضل المستفيدين ومَن تقف بالقمة في التسويق وسائل الإعلام التي تعاطت مع البطولة بجميع تفاصيلها على مدار الساعة وقد لمسنا ذلك من خلال التلفاز ومشاهدة القنوات والصحف الأجنيية والمحلية والمواقع الالكترونية وصرنا على المحك في ما يخص منتخبنا محليا وتناوبت وسائل الإعلام بجميع صنوفها استضافة خبراء اللعبة من مدربين ونجوم كرة سابقين ومحللين وإعلام رياضي لتحليل المباريات من جميع الجوانب وإسداء النصح والرد على أسئلة القراء والمشاهدين وهذه امور طبيعية تلاقي رواجها مع حجم البطولات الكبيرة وزخم الاهتمام المصاحب لها ولكن ما هو غير طبيعي وبحسب جملة من الاعتراضات وصلتنا من مدربين ولاعبي كرة سابقين أن التضييف وبصورة خاصة على الشاشات يكون مجيراً لأسماء بذاتها وكأنها متعاقدة مع الفضائيات المحلية حتى ليتصور أحدنا أن أحدهم يخرج من باب هذه الفضائية ويذهب الى أخرى!
وشخصياً استمعت لأحد هؤلاء بظرف ساعة واحدة في ثلاث فضائيات للإجابة على ذات الأسئلة بالطريقة نفسها وظهر الرجل وكأنه يردد محفوظة عن ظهر قلب يسردها بسرعة هائلة أملا في الخلاص منها ودليل العجلة انه لم يجد الوقت المناسب لتبديل الملابس وربطة العنق! والأدهى من هذا أن أحد الذين استطلعت آراءهم كان مدافعاً عن المدرب الأجنبي وفكرة الاستعانة به مستقبلا ثم ما لبث ان استدار رأساً على عقب في الفضائية الثانية وهو يُكيل المديح لملاك المدرب شنيشل ويدعو الاتحاد أن يكون المدرب المحلي صاحب النصيب الأوفر للفوز بتدريب المنتخبات الوطنية.
وأعتقد أن مثل هذه التناقضات في الطروحات وأمثلتها كثيرة جدا بما يوازي او يتفوق على كثرة السياسيين وآرائهم المتقلبة حول القضايا المصيرية وهي مشكلة كبيرة حيث يفقد صاحب الآراء التي تمس جماهير الرياضة لدينا الإحساس بخطورة وأهمية الطروحات التي ينقلها عبر الأثير الى الملايين. وبدوري لا أُعيب على هؤلاء في جميع تصريحاتهم ولا اُحمِّلهم مسؤولية التناقض الذي قـد لا يشعرون بتأثيره قدر شعورهم بـ(هرمون المساعدة) وهم يقدمون ابتسامتهم العريضة ويعلو صراخهم على الشاشة، ولكن عتبي على الشخصيات الرياضية الكبيرة المقتدرة خشيتها من التصدي للإعلام واعتذارهم الدائم بسبب وبلا سبب!
والحقيقة انه خوف غير مبرر من إطلاق كلمة صدق نحن أحوج ما نكون إليها وكم يصادفنا أمثال هؤلاء في الإعلام الرياضي وخشيتهم من التضييف وكأنهم يتعرضون لتحقيقات بوليسية وليس لجلسة مفاضلة خطبت ودهم لطرح آراء مهمة تخص رياضة الوطن وظهورها في الاستحقاقات الخارجية، كما ان تعليلهم للتغيب على خلفية (زعل) الاتحاد او المدربين هو عذر غير مقبول طالما ان الحديث يتصدى للمهنية وسمعة الرياضة وهم بذلك يؤثرون الانسحاب والصمت ليتركوا الساحة خالية امام بعض الرياضيين السابقين وربما مَن لا يمتلكون تاريخا رياضيا أو حرفة حقيقية سوى الكلام ولا أستغرب أن أصبح أحدهم مقدما للبرامج او ممثلا بعد ان اعتاد الظهور والتغريد بلباقة ، ولابــد لي في نهاية هذه السطور أن أحث الزملاء كافة بإعادة المحاولة مع الرياضيين والمدربين المنزوين وتشجيعهم على التصدي والانتصار على مخاوف غير مبررة.