مهمة فـي بـاص

Tuesday 1st of September 2015 09:01:00 PM ,
العدد : 3446
الصفحة : الأعمدة , رعد العراقي

غداً سيشرع منتخبنا الوطني في الخطوة الأولى للبحث عن بطاقة التأهل الى الدور الثاني من التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2018 في روسيا ونهائيات كأس آسيا 2019 في الإمارات عندما يخوض لقاءه الافتتاحي مع منتخب الصين تايبيه على ملعب باص في العاصمة الايرانية طهران.
المباراة تمثل أول ظهور لمنتخبنا في التصفيات المزدوجة بعد قرار الاتحاد الدولي بإلغاء مباراته مع المنتخب الاندونيسي واستبعاد الأخير من التصفيات نتيجة التدخل الحكومي في شؤون اتحاده الوطني ، الأمر الذي جعل من منتخب الصين تايبيه محطة الاختبار الاولى ومسرح الاعلان عن صورة وقوة أسود الرافدين المرشح الاول في المجموعة حسب توقعات اغلب المحللين والمتابعين.
اللقاء يحمل الكثير من الاهمية والحساسية عطفاً على العديد من الاسباب المنطقية تأتي في مقدمتها الظروف التي رافقت إعداد المنتخب من تغيير الملاك التدريبي وبطء عملية الإعداد وصعوبة تجمع اللاعبين ومعوقات إدارية أسهمت في إضفاء نوع من الضبابية والغموض على حقيقة وصول الملاك التدريبي واللاعبين الى مستوى الجاهزية القصوى التي تأهلهم من تخطي منتخبات المجموعة من دون أية مطبات أو مفاجآت غير سارة طالما عانت منها الكرة العراقية على مدار سنوات طوال حينما كانت تفرط باللقاءات السهلة وتتعملق في مواجهات عسيرة بحثاً على قشة الإنقاذ والخروج من عنق الزجاجة وغالباً ما يكون بعد فوات الأوان!
مواقف لا نريدها ان تتكرر وخاصة نحن تحت ضغط وحسد المتابعين حينما وصفوا مهمة المنتخب الوطني باليسيرة بعد أن وضعته القرعة في مجموعة جميع فرقها لا تحمل تاريخاً وحاضراً يمكن ان يُشكل عقبة امام رابع آسيا أحد أبرز منتخبات القارة الصفراء، الأمر الذي ربما يسبب حافزاً لدى الضيف في الدفع بكل أوراقه الدفاعية واستنهاض عزيمة لاعبيه في احداث مفاجأة تشكل لهم بوابة دخول التاريخ الكروي وبداية عهد جديد لمنتخب ما زال يبحث عن موطىء قدم له في الخريطة الكروية الآسيوية.
وبرغم ذلك فإن المنطق والثقة بقدرة لاعبينا والملاك الفني لابد ان يشكل واقعاً مفروضاً في رسم شكل ونتيجة المباراة والسيطرة على مجرياتها وفق ماهو مخطط لها من دون ان يتركوا لخصومهم فرصة الشعور بامكانية التحكم وإيقاف خطورة المد الهجومي المتوقع للأسود منذ البداية لحسم الأمور مبكراً وتجنّب أية أحداث غير متوقعة يمكن أن تؤثر في تغيير النتيجة .
على الكابتن يحيى علوان وملاكه المساعد العمل على اختيار توليفة متوازنة تمتلك القدرة على تقديم أداء مثالي يكون الجانب النفسي مساعداً في ظهور اللاعبين كمجموعة تتسلح بالثقة الايجابية ولا تستهين بالخصم وتحرص على تطويع الوقت والمناسبة في زيادة الغلة من الاهداف مصحوباً في تقديم عرض كروي يُليق بسمعة الكرة العراقية ويرسل تحذيراً شديداً لبقية منتخبات المجموعة في مراجعة حسابات التفكير بايقاف سعي أسود الرافدين نحو اعتلاء قمــة الصدارة.
باختصار ..غداً الخميس هي البداية التي تنتظرها الجماهير الكروية بشغف وترقب بغض النظر عن ماهية الخصم وقوته طالما انها تمثل الانطلاقة الرسمية التي ستحدد ملامح الطريق وستضع منتخبنا تحت مجهر ومتابعة المراقبين والفرق الأخرى، وبالتالي فإن المباراة قد خرجت سلفاً من نطاق البحث عن اقتناص النقاط الى رحاب اثبات وجود وهيبة منتخب هو أحد كبار آسيا ومنافس دائم في جميع البطولات، ونحن على يقين بأن ذلك هو ما يدركه الجميع وننتظر أن يُترجم على أرض الميدان إن شاء الله أداءً ونتيجة.