السودان يؤكد اتهامه لإسرائيل بقصف مصنع اليرموك.. وباراك يرفض التعليق

Thursday 25th of October 2012 05:09:00 PM ,
العدد : 2633
الصفحة : عربي ودولي ,

اتهم وزير الإعلام السوداني احمد بلال عثمان إسرائيل بالقيام بقصف مجمع اليرموك للتصنيع الحربي جنوبي العاصمة الخرطوم.
وأوضح الوزير السوداني في مقابلة مع "بي بي سي" ان السودان يمتلك الادلة على ذلك، مشيرا الى أن "مجموعة من الفنيين اكدوا من خلال فحص مخلفات الأسلحة التي استخدمت في الهجوم عن وجود ادلة دامغة بانها اسلحة اسرائيلية".
وأضاف عثمان أن "اتهام إسرائيل بالقيام بضرب مصنع اليرموك لم يأت من فراغ وإنما مبني على حيثيات ثابتة ومشاهدات عيان".
وشدد الوزير السوداني على أن التقنية العالية التي استخدمت في هذا الهجوم لا تمتلكها أي دولة في المنطقة غير إسرائيل، حيث تم تعطيل الرادارات في مطار الخرطوم قبل الهجوم بالطائرات.
وأشار عثمان إلى أنه ليس هناك أي عداوة تستدعي هذا الهجوم بين السودان وبين اي دولة اخرى في المنطقة سوى اسرائيل، وأن الإسرائيليين اعربوا سابقا أن هذا المصنع يهدد مصالحهم الاستراتيجية والداخلية.
ولمح الوزير السوداني الى ان السودان سيقدم شكوى رسمية الى مجلس الامن الدولي، وهدد بانه "سوف نتخذ خطوات اكثر حسما اتجاه المصالح الاسرائيلية التي تعتبرها من الآن أهدافا مشروعة لها".
واوضح عثمان انه تم تدمير 60 بالمئة من المصنع بشكل كلي، و40 بالمئة بشكل جزئي، و"ان السلطات السودانية كانت قد بدأت بالعمل على نقل المصنع الى مكان خارج العاصمة، إلا أن الإسرائيليين علموا بذلك وبادروا بالقيام بالضربة".
ورفض وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الإجابة عن سؤال للقناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي بشأن رد فعل إسرائيل من اتهام السودان لها بقصف مصنع اليرموك الحربي.
وقال باراك "لا يمكنني قول شيء عن هذا الموضوع".
ورد عليه مذيع القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي قائلا: "أنت لا تريد الحديث عنه لكنك لست آسفا بشأنه".
فرد باراك قائلا: "لا أريد التعليق لذا سوف أحاول ألا أعبر عن مشاعري (تجاه هذا الأمر)".
حريق كبير
وكان الوزير قد قال للصحفيين في الخرطوم عصر الأربعاء "هاجمت اربع طائرات حربية مجمع اليرموك" مضيفا ان الطائرات ذهبت من حيث اتت من جهة الشرق.
وكانت انفجارات قوية هزت منشأة للتصنيع الحربي جنوبي الخرطوم في الساعات الأولى من فجر الأربعاء بالتوقيت المحلي.
وقال المركز السوداني للخدمات الصحفية، المعروف بعلاقاته القوية بالسلطات السودانية، إن حريقا وانفجارات وقعت في مصنع اليرموك للذخيرة.
وسارعت قوات الجيش السوداني بإغلاق الطرق المؤدية إلى موقع المصنع الذي وصف بأنه مصنع للأسلحة في المنطقة.
وتناقضت رواية الوزير السوداني مع تصريحات سابقة ادلى بها عبد الرحمن الخضر، محافظ ولاية الخرطوم، بعد وقوع الحريق في مصنع الأسلحة السوداني مباشرة، حيث قال إنه لم يتضح بعد سبب الحريق الذي اندلع في مصنع للأسلحة بالعاصمة السودانية، ونفى في حينها فرضية وجود عامل خارجي قائلا "لا شيء يشير إلى أسباب خارجية".
وقال الخضر في تصريحات للتلفزيون السوداني إن الانفجار وقع على الأرجح في قاعة للتخزين بمجمع التصنيع العسكري الضخم.
وقالت وكالة السودان للانباء (سونا) أن الحريق شب في مجمع اليرموك الصناعي.
ونقلت عن الخضر قوله إنه لا توجد خسائر في الأرواح وان بعض الأشخاص نقلوا الي المستشفيات بسبب استنشاقهم الدخان الذي نتج عن الحريق.
انفجار سيارة
وفي مقابلة مع "بي بي سي" قال الصحفي السوداني فيصل محمد صالح إن الانفجار وقع شرق منطقة "أبو آدم" جنوب الخرطوم التي تضم عددا من المنشآت العسكرية والبترولية الهامة.
وأضاف أن بعض سكان المنطقة تحدثوا عن تحليق طائرة في سماء المنطقة قبل الانفجار، لكنه أضاف أن والي الخرطوم نفى، في حديث إلى وسائل الإعلام الرسمية، وجود عامل خارجي.
وتحدث بعض شهود العيان عن أن الانفجار كان قويا إلى درجة تهدم بعض أسطح المنازل في المنطقة.
وكان شخصا قتل في انفجار سيارة في مدينة بورسودان الساحلية بشرق البلاد في شهر مايو/ أيار الماضي. وقالت الحكومة السودانية حينها إن الانفجار كان مشابها لانفجار وقع العام الماضي وألقت فيه بالمسؤولية على ضربة صاروخية إسرائيلية.
وامتنعت إسرائيل عن التعقيب على الحادث الذي وقع في مايو أو الانفجار الذي وقع في 2011، والذي أودى بحياة شخصين. ولم تؤكد أو تنف المسؤولية عن حادث مماثل في شرق السودان في 2009. ونقلت وكالة فرانس برس عن تقرير يعود الى شهر أيلول/ سبتمبر صادر عن مركز الأبحاث المستقل "سمول ارمز سيرفي" ومقره سويسرا إشارته إلى أن أسلحة وذخائر من صنع صيني بحسب ما يبدو على أغلفتها نقلت الى موقع الصناعات العسكرية ومنه نقلت الى منطقة دارفور الغربية التي تشهد نزاعا مسلحا منذ عشر سنوات.