أعراس يوم الاقتراع تنثر ورودها من زاخو الى الفاو

Monday 8th of March 2010 05:52:00 PM ,
العدد :
الصفحة : منوعات وأخيرة ,

بغداد/ المدى تصوير / مهدي الخالديازدانت معظم الأحياء والشوارع في بغداد بألوان من مظاهر الفرح والابتهاج التي رافقت عملية الانتخابات البرلمانية التي جرت أول أمس، وسجلت نسبة التصويت ارتفاعاً كبيراً في اعداد المقبلين على التصويت برغم التفجيرات التي اراد من خلالها المفسدون والارهابيون ان يلوثوا بها الفرح العراقي الكبير.

 (اخيرة المدى) تجولت في بعض المناطق الانتخابية وسجلت حالات إنسانية كبيرة اثبتت إرادة وطنية خلاقة للمشاركة في التصويت عبر مشاركة كبار السن والمرضى والمعاقين، بعضهم تحمل عناء المجيء من مناطق بعيدة عن المراكز الانتخابية مشياً على الاقدام، كي لايفوت حقه في تقرير مستقبله. ابو معتز من منطقة السيدية، جاء الى المركز الانتخابي على كرسيه الطبي بعد أن رفض ان يدفعه له احد ليصوت للعراق كما يقول.. ويضيف: انه انتظر يوم الاقتراع بفارغ الصبر كي يدلي بصوته ويتمنى ان يقول كل العراقيين كلمتهم في هذا اليوم، وكانت أهازيج المسنة أم جلال تصدح في أروقة المركز الانتخابي رقم (100506) في مدرسة الاسكندرونة الابتدائية وقد وزعت الحلوى على الحاضرين والفرحة بادية على وجهها وهي تقول: انها فرحة كبرى ان يمتلك العراقيون حق تقرير المصير، وتعمدت ايمان مناتي مشاركة عائلتها بارتداء العلم العراقي على كتفها تحية ووفاء للعراق الصامد في هذ اليوم التأريخي، فيما كشف أبو رامي عن يد ولده رامي ذي الأربعة أعوام وهي مغموسة بالحبر البنفسجي وقال:انها رغبته التي صمم عليها وهو يرافقنا اليوم الى صناديق الاقتراع. وكانت مشاهد العاب الأطفال وفرحهم في الشوارع التي خلت لهم فقط في يوم الانتخابات غالبة في معظم الأحياء التي راحت بعض مكبرات الصوت فيها تصدح بالأغاني الوطنية الحماسية وهي تلهب مشاعر الجمهور المحتشد للمشاركة في الانتخابات. أبو ميثم كان يصطحب عائلته المكونة من خمسة افراد قال لنا:انها مناسبة جميلة ان نجتمع اليوم هنا لنقول كلمتنا، انها الانتخابات عرس العراقيين التي جمعت العائلة في حب الوطن، وأضاف واصفاً الاجواء الانتخابية: بأنها كانت ايجابية وسلسة عدا شكاوى البعض من عدم وجود اسمه في سجلات الناخبين وهذا مرده الى عدم مراجعتهم قبلاُ لتحديث سجلات انتخاب قبل يوم الانتخابات. قوات الشرطة والأمن كانت في عون المقترع وهي تشد من أزره وتراقب الأجواء كي لاتعكرها أية شائبة. وخلال تجوالنا في المستشفيات في يوم الاقتراع الخاص الذي سبق يوم الاقتراع العام بيومين فقط، لمسنا اقبال واستعداد المرضى للادلاء بأصواتهم وبعضهم راح يكلم ذويه على الهاتف لتزويده برقم هوية الأحوال الشخصية ليدلي بصوته، وفي الجانب الاخر كان هناك مسنان يتزاحمان حول صندوق الاقتراع لأجل التصويت قبل الآخر، ومن المواقف المضحكة التي حصلت في أحد مراكز الاقتراع هو مشاجرة أحد الازواج مع زوجته ليتأكد منها حول القائمة التي ستصوت لها، وعندما اخبرته بما لايتوافق مع اختياره ابدى انزعاجه ورفضه لاختيارها لكنها حسمت الموقف واختارت ماتريد بثقة كبيرة أعجب لها الحاضرون! ومن الطرف المتداولة عن يوم الانتخاب ان احد ازواج المرشحات كان قد هدد زوجته بتطليقها اذا ما خسرت الانتخابات لانها استهلكت جميع مدخرات البيت لتغطية تكاليف دعايتها الانتخابية! وقد حضر الكثير من مراقبي الامم المتحدة وممثل البرلمان الفرنسي للأشراف ومراقبة سير عملية الانتخابات في يوم الاقتراع الخاص والعام، وكانت مشاهداتهم ايجابية.