منظماتنا الثقافية.. في سبات؟

Wednesday 7th of November 2012 08:00:00 PM ,
العدد : 2642
الصفحة : الأعمدة , عدنان حسين

ما نفع اتحاد الأدباء والكتاب وما جدوى وجوده، وما نفع نقابة الفنانين وجمعية الموسيقيين واتحاد السينمائيين وجمعية التشكيليين وجمعية دعم الثقافة وجمعية الثقافة للجميع وسائر الجمعيات والاتحادات والمنظمات الثقافية، وما مبرر وجودها اذا لم تهبّ للدفاع عن الثقافة بفروعها المختلفة وعن حق الناس في التمتع بمنجزات الثقافة بما فيها الموسيقى والغناء والرقص والأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية عندما يقع عدوان من فرد أو جماعة أو مؤسسة على هذه المنجزات ومحال انتاجها وتسويقها؟

الثقافة بفنونها المختلفة أصبحت من الحاجات الأساسية للناس في هذا العصر ومن حقوقهم الثابتة التي لا يجب ان تُنتهك لان انتهاكها يُعدّ انتهاكا للحقوق والحريات العامة والخاصة، ودستورنا الدائم كفل التمتع بهذه الحقوق والحريات وألزم الدولة بتشجيعها وتنميتها ورعاية منتجي الثقافة والمؤسسات والنشاطات الثقافية، وهذا بالذات هو مبرر وجود وزارة الثقافة والاتحادات والجمعيات والمنظمات الثقافية. وهذا الدستور نفسه منع "كل أشكال العنف والتعسف في الأسرة والمدرسة والمجتمع".  كما منع تقييد ممارسة أيٍ من الحقوق والحريات أو تحديدها "الا بقانون أو بناءً عليه"، مع الإلزام بـ" أن لا يمس ذلك التحديد والتقييد جوهر الحق أو الحرية".

مناسبة هذا الكلام والاشارات الى أحكام الدستور والاستشهادات من مواده، الموقف غير المفهوم، بل المريب، للمؤسسات الثقافية غير الحكومية (اتحاد الأدباء ونقابة الفنانين وجمعية الموسيقيين واتحاد السينمائيين وسواها) حيال ما قام به سياسي يستخدم الدين للأغراض السياسية، هو السيد حازم الاعرجي المسؤول في التيار الصدري في الكاظمية، بترهيب بائعي الأشرطة الفنية ومشتريها علناً منذ أيام.

كنا ننتظر أن تصدر عن هذه المؤسسات بيانات رسمية أو تصريحات لرؤسائها أو الناطقين باسمها تندد بهذا العمل الذي لم يشأ حتى رفاق الأعرجي في التيار الصدري أن يدافعوا عنه فاعتبروه تصرفاً فردياً.

هذا التصرف الفردي يمكن أن يتحول الى حركة ظلامية كاسحة إذا ما التزم اتحاد الأدباء وسائر المؤسسات الثقافية الصمت حياله.

من المؤسف أن نجد هذه المنظمات الثقافية المعول عليها تتحول شيئاً فشيئاً الى نقابة صحفيين أخرى لا همّ لها ولقياداتها غير رضا الحكومة في مقابل ثمن بخس (مليون دينار في السنة!).

هذا الصمت غير المبرر تجاه عدوان الكاظمية وسائر التجاوزات على الثقافة ومؤسساتها ومنجزاتها سيكون ثمنه باهظا للغاية، فالذين ينزلون اليوم الى الشارع ويكسّرون الأشرطة الفنية علناً، وقبلهم الذين منعوا فقرات الموسيقى والغناء والرقص في مهرجانات بابل والبصرة لن يوقفوا زحفهم على الثقافة الوطنية الا بهدم النصب والتماثيل وتحويل المسارح ودور السينما وصالات العروض الفنية والمنتديات الثقافية الى ساحات مفتوحة للضرب بالزنجيل وشج الرؤوس وشق البطون وأكل الزجاج والنواح والبكاء.