بريطاني : مناطق أثرية في العراق تتعرض لسرقة وتهديدات الزحف العمراني

Saturday 26th of January 2019 07:41:12 PM ,
العدد : 4358
الصفحة : تقارير عالمية ,

 ترجمة / المدى

حذّرت الآثارية العراقية ، لمياء الكيلاني ، قبل وفاتها من أن التوسع العمراني الفوضوي  وعمليات النهب في العراق هما من أكبر التهديدات التي تتعرض لها مناطقه ومواقعة التاريخية والحضارية القديمة . وقالت الكيلاني ، التي كانت تشغل منصب مستشارة بحوث للدراسات الشرقية والافريقية في كلية جامعة لندن ، بان أكثر من ثلث مواقع مدينة نينوى الاشورية القديمة الواقع في ضواحي الموصل قد تعرض لزحف عمراني وهو مغطى الآن بالبيوت والعشوائيات .

وأوضحت الكيلاني في حديث لموقع AW البريطاني " الآثار لا تعتبر شيئاً ذو أولوية أبداً بالنسبة لأي حكومة . استمر هذا الوضع على حاله منذ العهود السابقة ولحد الآن . ومع الصعوبات المالية التي يواجهها العراق فان آخر شيء يمكن للحكومة أن تسخر له أموالاً هو قطاع الآثار والمواقع التاريخية ."
واضافت عالمة الآثار بقولها " رغم ذلك فإن هناك العديد من أعمال انقاذ تنقيبية يجري تنفيذها . إذا كانت هناك قطعة أرض حيث يمكن العثور فيها على قطع أثرية وهي مخصصة لتكون سكنية أو ينشأ عليها أبنية فستكون هناك عمليات انقاذ تنقيبية . كنت قد زرت غرف مستودعات المتحف الوطني العراقي حيث خزنت هناك العديد من القطع التي عثر عليها في عمليات انقاذ تنقيبي ."
كانت الكيلاني التي غادرت العراق في سبعينيات القرن الماضي ومكثت في بريطانيا حيث اعتادت الرجوع لبلدها كل عام لتبقى أشهر قليلة للاستمرار بعملها في مجال الآثار . واعربت بشكل خاص عن قلقها إزاء عمليات النهب التي تتعرض لها المواقع الأثرية وبيع القطع الأثرية وتهريبها بشكل غير شرعي وذلك على يد سراق وما جرى ايضا على يد مسلحي تنظيم داعش الذين قاموا بتدمير العديد من مواقع العراق التاريخية الغنية بالقطع الاثرية. ووجهت عالمة الآثار العراقية ، التي رحلت الأسبوع الماضي ، بان أحد الطرق لايقاف السراق من نهب الآثار هو أن تبدأ هيأة الآثار والتراث بعمليات تنقيب في المناطق الاثرية التي يتربص لها السراق ، مشيرة الى ان الهيأة لها قسم كبير متخصص بعمليات المسح والتنقيب ولكن عليها أن تغطي كل المواقع الاثرية في العراق . وقالت إن في العراق آلاف من المواقع الأثرية وإن قسم التنقيب ليس لديه كادراً يكفي لتغطية كل هذه المساحات الضخمة . وسيتعذر عليهم في كل الاحوال ايقاف عمليات النهب وكذلك ايقاف عمليات الزحف العمراني التي شملت المواقع الأثرية .
المشكلة الأخرى التي تواجهها هيأة الاثار هي افتقارها الى المنقبين والآثاريين الكفوئين المدربين والمؤهلين بشكل جيد .
وقالت الكيلاني انه خلال الحقبة الملكية الممتدة من عام 1932 الى 1958 تم إرسال آثاريين الى الغرب لاكمال دراسات عليا وإن 17 عالم آثار اخر تخرج من كليات متخصصة في الخارج قد تم تعيينه في هيأة الآثار العراقية مشيرة الى أن تدريب الكادر استمر لسنوات لاحقة في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات أيضاً ولكن توقف ذلك عقب حرب الخليج الثانية وفرض الحصار على البلاد ، وتعرض البلد أيضاً لظاهرة هجرة العقول والكفاءات من بينهم آثاريون أكفاء تدربوا في اكاديميات غربية قد غادروا العراق . وفي العام 2002 كان هناك آثاري واحد فقط في هيأة الآثار العراقية يحمل شهادة دكتوراه جلبها من أوروبا .
وأشارت العالمة العراقية الى ان البلد ماتزال فيه كثير من الفرص يمكن استغلالها بعد سنوات من الحروب والدمار وان المستقبل مشرق والجانب المهم أيضاً هو أن وزارة الثقافة المشرفة على قطاع الآثار تولاها ، عبد الامير حمداني ، وهو عالم آثار متخصص حامل شهادة دكتوراه في هذا المجال من جامعات غربية وإن برامج التدريب والتاهيل استؤنفت من جديد في داخل وخارج البلاد .
من جانب آخر نظم المتحف البريطاني دورة تدريب على التنقيبات الاثارية في جنوبي العراق بمنطقة مدينة ، تيلو ، السومرية القديمة المعروفة باسم ، جيرسو Girsu ، وهي تمثل أحد أقدم المدن المعروفة في العالم القديم خلال الالفية الثالثة قبل الميلاد . التدريب هو جزء من خطة هيأة الآثار حيث خضع أغلب كادر الهيأة المؤلف من 50 عضواً الىأ مختلفة من التقنيات المعقدة في مجال تكنلوجيا استرجاع وانقاذ القطع الاثرية بعمليات التنقيب .
المشاكل الأمنية كانت حائلاً دون مجيء فرق التنقيب الاجنبية للبلاد ولكن اعداداً متزايدة منهم بدأت بالرجوع الى العراق لمزاولة التنقيب. ويقوم فريق ايطالي حاليا بالعمل في عدة مواقع آثارية بضمنها منطقة أور والكوت . أما الفريق البريطاني فقد اكتشف مدينة ساحلية ضخمة اوجدها الإسكندر المقدوني في العام 324 قبل الميلاد قرب البصرة ، وهناك فريق تنقيبات ألماني آخر يعمل في منطقة أوروك التاريخية أحد أقدم المدن في العالم .
معهد سمثسونيان الاأميركي للآثار في واشنطن يحاول أيضاً حماية أثار منطقة نمرود الاثرية جنوب الموصل المعرضة للخطر ، في حين اكمل البريطانيون تقريباً إنشاء وتأهيل متحف البصرة للآثار . وهناك برنامج أيضاً لتدريب وتأهيل كوادر ادارية عراقية كفوءة لإدارة المتاحف بالتنسيق مع متحف ، ميتروبولتان ، الاميركي في نيويورك .
عن موقع AW البريطاني