منظمة نرويجية: ارتفاع معدل زواج القاصرات في العراق منذ اندلاع الحرب

Saturday 2nd of March 2019 12:00:00 AM ,
العدد : 4383
الصفحة : تقارير عالمية ,

 ترجمة /المدى 

رجال يرقصون الدبكة على انغام موسيقى في مخيم ، سلامية ، للنازحين في الموصل ، إنه يوم فرح يشهده المخيم للاحتفال بمناسبة عقد قران . ولكن بالنسبة لكثير من فتيات تتراوح أعمارهن بين 14 و 17 سنة فان زواجهن في هذه السن المبكرة يعتبر نوعاً من الهروب .

منظمة المجلس النرويجي للاجئين NRC تقول إنها شهدت مؤخراً ارتفاع بعدد زواج القاصرات في العراق وذلك منذ بداية الحرب لأسباب تتعلق بالنزوح والتهجير والوضع الاقتصادي والاجتماعي وكذلك لظروف العيش الصعبة . بعد تخليهن عن دراستهن ليصبحوا زوجات وربّات بيوت ، قسم منهن يعبرن عن أسفهن ويقلن بأنهن نادمات على هذا القرار .
سمر جاسم ، تبلغ السابعة عشر ربيعاً من عمرها وتزوجت قبل ثلاثة أشهر . ولكنها تقول إن الزواج المبكر لم يكن طموحها أبداً.
قالت جاسم " قلت لنفسي بانني لن اتزوج الى ان أنهي تعليمي وأحقق كل اهدافي المستقبلية . ولكن لم يتحقق اي شيء من ذلك ، كل شيء جاء عكس ما كنت اتمناه تماماً . لقد تزوجت وفقدت كل شيء . لم تعد هناك أي دراسة أو تعليم . كنت أتمنى أن أصبح طبيبة ولكن هذا الحلم لن يتحقق ، لا شيء . انتهى بي الأمر أن أجلس هنا في الخيمة كحالي الآن ." غالبا ما تحدث مناسبات الزواج المبكر في مخيمات النازحين المنتشرة في محافظة نينوى مثل مخيم حمام العليل والنمرود والسلامية .
أمينة شاكر ، البالغة من العمر ستة عشر عاماً تتمنى لو ان عقارب الساعة ترجع للوراء أزاء قرارها بالزواج .
وتضيف شاكر بقولها " لو كنت ما أزال عزباء لأكملت المدرسة وأعيد حياتي السابقة على ما كانت عليه . كنت أتمنى أن أكمل دراستي وأن اصبح معلمة أو طبيبة . كنت سأنفذ ما بعقلي وذهني . ولكنني الآن متزوجة ولست قادرة على فعل أي شيء . "
من بين الفتيات الخمس التي اجرت وكالة اسوشييتدبرس لقاءات معهن في مخيمات النازحين لم تقل أي واحدة منهن بأنها أجبرت على الزواج . ولكنهن أشرن الى الظروف المعيشية القاسية التي يعشنها في المخيمات كعامل ودافع رئيسي وراء زواجهن .
أربع فتيات من مجموع الخمسة كن يدرسن في المدرسة عندما تزوجن ولكن جميعهن تركن المدرسة الآن . استنادا الى منسق منظمة المجلس النرويجي للاجئين في العراق ، توم بيري كوستا ، فإن عدد زواج القاصرات في تزايد مطرد في البلد. وأضاف كوستا ، قائلاً " كمعدل 34 % من النساء في العراق يتزوجن وهن دون الثامنة عشر من العمر ، وإن 5 % من نساء العراق يتزوجن وهن دون ال 15 عاماً . ولكننا شهدنا تزايداً بعدد زواج القاصرات منذ اندلاع الحرب في العراق ."
وقال ، كوستا ، إن كثيراً من العوائل الساكنة في مخيمات اللاجئين وهم يكابدون مصاعب ظروف العيش لايجدون أي خيار ثاني .
وأشار بقوله " نشاهد هناك عائلات من 7 الى 10 أفراد ولكن بموارد مالية ضئيلة جداً ، لهذا السبب نحن نشهد الآن ارتفاعاً بعدد الآباء الذين يضطرون للتوجه نحو تزويج بناتهم لأنهم ببساطة لايملكون المال الكافي لإطعامهن وشراء ملابس لهن أو القدرة على استدامة تربية العائلة بأكملها ، ولهذا فإن تزويجهن هي طريقة لحمايتهن ورفع جزء من كاهل إعالتهن بسبب قلة الموارد المالية."
يشار الى أن معدل تكلفة مراسيم الزواج بالاضافة الى النفقات الاخرى المتعلقة بها قد تصل الى 2,000 ألفي دولار .
مراسيم عقد الزواج تنفذ من قبل رجال دين وتعتبر شرعية من المنظور الديني ، مع ذلك ففي حالة وقوع طلاق فإن الزوجة قد لا تحصل على حقوقها طالما أن هذا النوع من عقود الزواج لم تسجل في محاكم الأحوال الشخصية في الموصل .
من جانب آخر جاء في احصائية اجرتها منظمة ، كيرلس نوت برايدس Girls not Brides ، الدولية وهي منظمة مجتمع مدني دولية مناهضة لزواج القاصرات إن 24 % من الفتيات في العراق يتزوجن قبل بلوغهن الثامنة عشر من العمر ، وإن 5% يتزوجن قبل بلوغهن الخامسة عشر من العمر ، مشيرة الى أن زواج القاصرات شائع في عدد من محافظات العراق مثل النجف حيث إن 30% من النساء التي تتراوح أعمارهن بين 20 الى 49 تزوجن قبل بلوغهم الثامنة عشر من العمر ، وكذلك محافظة المثنى حيث تبلغ نسبة زواج القاصرات فيها 29% ثم محافظة ذي قار تبلغ نسبة زواج القاصرات فيها 27% وكذلك محافظتي نينوى وكربلاء تبلغ نسبة زواج القاصرات فيها 26% .
وعزت المنظمة الدولية أسباب اللجوء الى الزواج المبكر لأمور تتعلق بالمستوى التعليمي والفقر وكذلك ظروف التهجير والنزوح الناجمة عن المعارك وكذلك الأعراف الاجتماعية السائدة .
عن أسوشييتدبرس