الدعوة يقترب من دمج جناحيه مع قرب انعقاد مؤتمره الانتخابي

Sunday 2nd of June 2019 06:22:40 PM ,
العدد : 4442
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/محمد صباح

تخشى قيادات في حزب الدعوة من تجدد الخلافات والقطيعة بين جناحي العبادي والمالكي أثناء عقد المؤتمر الانتخابي الرابع المحدد في منتصف شهر حزيران الجاري.
وفيما رجحت هذه القيادات تأجيل المؤتمر إلى يومين أو أكثر، توقعت إثارة موضوع تكليف العبادي بتشكيل الحكومة في العام 2014 وإقصاء المالكي. وتبرر التئام جناحي الدعوة في هذه الفترة تحديداً بشعور كل من المالكي والعبادي بـ"الخطر" من هذه المرحلة الراهنة التي بدأت تهدد وجود الحزب.
ومازال الطرفان غير متفقين على الكثير من النقاط لعل أبرزها صلاحيات الأمين العام للحزب، حيث يدفع تيار العبادي إلى إلغائه واستحداث منصب أو موقع بديل يسمى "أمانة الحزب" على أن تتألف من ثلاث قيادات تتخذ قراراتها بالإجماع. هذه النقاط قد تجعل مؤتمر حزب الدعوة المقبل عاصفاً بالخلافات التي قد تؤدي إلى انشقاقات او عدم تصفير أو تسوية كل الخلافات بين جناحي العبادي والمالكي.
ويقول مصدر مقرب من حزب الدعوة لـ(المدى) إن "قيادات الحزب اقترحت مشروعاً قبل سنتين يهدف إلى إنهاء القطيعة بين المالكي والعبادي عبر تسوية وتصفير الخلافات والمشاكل بينهما وإبعادهما عن انتخابات الهيئة القيادية الجديدة".
يضيف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن "المفاوضات مازالت قائمة بين قيادات الحزب لإجراء تعديلات على بعض فقرات مسودة النظام الداخلي تتيح تأسيس مجلس استشاري للهيئة القيادية." وتأزمت العلاقة بين المالكي والعبادي عام 2014 على خلفية ترشيح الأخير من قبل التحالف الوطني في حينها لرئاسة الحكومة. وأدى ذلك إلى تصدعات داخل حزب الدعوة انعكست بصورة واضحة على خطابهما الإعلامي. ووقّع العبادي والمالكي قبل الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 أيار الماضي على اتفاق سرّي يحمل تواقيع 11 قيادياً في حزب الدعوة يلزم الطرفين بالابتعاد عن التراشق الإعلامي والسياسي والجماهيري، والتحالف بعد الانتخابات.
وينوّه إلى أن "كل محاولات حزب الدعوة طيلة السنوات الأربع الماضيات التي سعت الى ترميم الصدع بين جناحي المالكي والعبادي فشلت ولم يكتب لها النجاح"، لافتاً إلى أن "الحزب في تلك الفترة شكل لجنة مصغرة لتقريب وجهات النظر بين الفريقين لكنها لم تتمكن."
ولم تنجح وساطات قامت بها قيادات من حزب الدعوة وأعضاء سابقون في ائتلاف دولة القانون في شهر تموز من العام الماضي في تقريب وجهات النظر بين جناحي رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي لتشكيل كتلة أو تحالف موحد يتمكن من رئاسة الحكومة. ويلفت المصدر المطلع إلى أن شعور المالكي والعبادي بالخطر في هذه المرحلة الراهنة التي تهدد وجود حزب الدعوة والمنافسة الحاصلة والمتصاعدة بين قوى شيعية وإمكانية إعادة فتح التحقيق بسقوط مدينة الموصل وسيطرة تنظيمات داعش سهّل بالتقارب الأخير.
ويتوقع المصدر "إمكانية تأجيل عقد المؤتمر الانتخابي المحدد عقده في منتصف شهر حزيران الجاري ليومين أو ثلاثة أيام"، مؤكداً أن "آخر مؤتمر انتخاب عقد في العام 2009 الذي يعد المؤتمر الثالث والمقبل سيكون الرابع."
وأعلن رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، في رسالة موجهة الى حزب الدعوة، الخميس الماضي، استقالته من جميع مناصبه القيادية في حزب الدعوة مطالباً بإجراء مراجعة وتجديد في هيكلية حزب الدعوة الذي يتزعمه نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق.
وقال العبادي في الرسالة التي تناقلتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي: أجد نفسي ملزماً أن أخاطبكم تأدية لمسؤوليتي الشرعية والوطنية، فالدعوة تراث وفكر وعمل وتضحية وأهداف كبرى، وتحتاج لنكران الذات، والتضامن والتجديد لتواصل مسيرتها لقيادة التحولات الكبرى ببلدنا.
لكن المصدر تحدث عن أسباب تنازل وانسحاب حيدر العبادي من جميع المواقع القيادية في حزب الدعوة قائلاً: "أنا اعتقد أن العبادي يحاول من خلال هذه الرسالة أن يكون هو صاحب المبادرة"، مؤكداً أن "الهيئة القيادية الـبالغ عددهم 11 جميعهم قرروا عدم خوض الانتخابات الداخلية المقبلة وبالاتفاق."
بالمقابل، يصف قيادي سابق في حزب الدعوة رسالة العبادي بأنها مجرد تسويق إعلامي لا جدوى له، لافتاً إلى أن الهيئة القيادية ستكون استقالاتها حتمية في يوم المؤتمر الانتخابي من أجل ترك الفرصة لاختيار الهيئة القيادية الجديدة.
ويحذر القيادي السابق صلاح عبد الرزاق في حديث لـ(المدى) "من أن دخول حزب الدعوة في المؤتمر الانتخابي الرابع بوجود خلافات وانشقاقات واستقطاب بين جبهتين سيؤدي إلى ولادة حزب جديد"، مضيفاً أن "عدم ترشح الهيئة القيادية مرة أخرى يعني إنهاء الخلافات داخل الحزب."
ويضيف عبد الرزاق أن "حزب الدعوة قادر على عبور هذه المرحلة بسلام وفسح المجال أمام الهيئة القيادية الجديدة لوضع برنامجها الجديد"، مؤكداً أن "هناك فكرة لاستحداث هيئة استشارية للهيئة الحالية تقوم بتقديم الاستشارة للهيئة الجديدة."
ويشير إلى أن "هذه الفكرة لم تقر بعد داخل صفوف حزب الدعوة وبالتالي تحتاج إلى بحث في المؤتمر الانتخابي الذي سيعقد في منتصف شهر حزيران الجاري"، مؤكداً أن "التعديلات على النظام الداخلي تدور بشأن منصب أو موقع أمين عام الحزب وصلاحياته."
ويضيف أن "المؤتمر الانتخابي المقبل سينتخب هيئة قيادية جديدة مع إرجاء اختيار أمين عام لحزب الدعوة لمدة سنتين، وكذلك نائب الأمين الذي لم يعين أي شخص لإدارته منذ استحداثه للمرة الأولى قبل أكثر من عشر سنوات."
ويشير إلى أن "العبادي كان يمتلك الأغلبية داخل الهيئة القيادية لحزب الدعوة التي كانت ترفض فكرة عدم ترشحها في الانتخابات الجديدة"، معتبراً أن "رسالة العبادي كانت ايجابية داخل الحزب".
و يتوقع محافظ بغداد السابق أنه "يمكن لحزب الدعوة عقد المؤتمر الانتخابي مع إمكانية وجود نقاشات حادة وصريحة تتعلق بالأحداث التي جرت في العام 2014 وكيفية تآمر القيادة على المالكي وحرمانه من حقه الدستوري"، مرجحاً "بحث هذه المواضيع في اليوم الأول من المؤتمر الانتخابي."
ويعتقد أن "انسحاب العبادي من انتخابات الهيئة القيادية مع مجموعته يعود إلى إدراكه بعدم التجديد له مع المقربين منه مرة أخرى إثر الاستياء الكبير من قبل أعضاء الحزب جراء ما حصل في تشكيل حكومة العام 2014."