بعد خمس سنوات من النزوح ما يزال أكثر من نصف مليون عراقي يعيشون في مخيمات

Saturday 22nd of June 2019 08:25:02 PM ,
العدد : 4454
الصفحة : ترجمة ,

ترجمة حامد أحمد

بعد مرور خمسة أعوام على بدء أزمة تنظيم داعش في العراق وما نجم عن ذلك من معارك و عواقب تسببت بموجات نزوح داخلي جماعية ، ما يزال أكثـر من نصف مليون عراقي يعيشون في مخيمات .

استجابة لهذه الأزمة ، التي ماتزال قائمة رغم طرد مسلحي التنظيم من البلاد وإعلان النصر عليهم ، تقدم الاتحاد الأوروبي بمنحة إضافية قدرها 2 مليون يورو لمنظمة الهجرة الدولية في العراق لإنفاقها في تنفيذ مشاريع تطوير البنى التحتية وتحسينها في مخيمات المهجرين داخلياً .

ويذكر إنه مع تقديم هذا المبلغ وصل مجموع ما ساهم به الاتحاد الأوروبي في مجال المساعدات الإنسانية لمنظمة الهجرة الدولية في العراق خلال العام 2019 بحدود 5 ملايين يورو جميعها خصصت لتلبية الاحتياجات العاجلة للمتضررين من النازحين العراقيين .

وبالتنسيق مع الحكومة العراقية والسلطات المحلية ستتمكن منظمة الهجرة الدولية من تحسين ظروف معيشة سكان المخيمات . وستقوم المنظمة بإعادة تأهيل شبكات طرق وشبكات صرف صحي في ثلاثة معسكرات تقع في مخيم الجدعة للنازحين في القيارة قرب الموصل مركز محافظة نينوى . تضم معسكرات مخيم الجدعة حالياً أكثر من 8,600 عائلة ، أي ما يقارب من 35,000 ألف شخص غالبيتهم ينحدرون من مناطق الحضر ومدينة الموصل والبعاج وتلعفر في محافظة نينوى . هذه العوائل هي من بين أكثر سكان العراق تضرراً وحاجة للمساعدة . عودة هؤلاء العوائل لمناطقهم الأصلية لا تبدو متوقعة ضمن فترة المستقبل المنظور وذلك لاسباب متعددة من ضمنها الاضرار التي لحقت ببيوتهم واستمرار الوضع الأمني الهش وفقدان فرص الحصول على عمل ومحدودية توفر الخدمات الاساسية في مناطقهم .

كرستوس ستايليانايدز ، المفوض الأوروبي للمساعدة الانسانية وإدارة الأزمة ، قال " في الوقت الذي تمكنت فيه كثير من العوائل النازحة الى الرجوع ، فأننا لا نستطيع نسيان ما يتعلق بأولئك الذين ما يزالون في المخيمات . ما تزال الأولوية الاولى بالنسبة للاتحاد الأوروبي هو ضمان حصول هؤلاء النازحين في العراق بسبب الحرب على المساعدة الإنسانية ."

خلال ذروة أزمة النزوح بسبب داعش للفترة من 2014 الى 2017 أنشأت منظمة الهجرة الدولية وشركائها من المنظمات الإنسانية في العراق معسكرات لإيواء عشرات الالوف من العوائل النازحة بسبب الحرب على داعش ، حيث غالبا ما كانت هذه المعسكرات يتم تهيئتها على عجل بسبب ضغوطات الظروف الطارئة . البنى التحتية لهذه المعسكرات التي انشئت منذ ذلك الوقت قد أصابها التهالك وإنها بحاجة لإعادة تأهيل واصلاحات .

وأضاف المفوض ، ستايليانايدز ، قائلا " نأمل من خلال مساهمتنا أن نحسن الظروف المعيشية للعراقيين الذين ما يزالون يعيشون في وضع نزوح مزمن ، ونشجع بدورنا شركائنا الآخرين من المنظمات الانسانية أن تفعل نفس الشيء . نتطلع خلال العام 2019 أن نستمر بتلبية هذه الاحتياجات الملحة بالاشتراك مع منظمة الهجرة الدولية ."

هذه المساهمة الانسانية من قبل الاتحاد الأوروبي ستصبح مكملة للتخصيص السابق البالغ 3 ملايين يورو ، الذي تم استلامه في آذار 2019 واستخدم في تنفيذ أنشطة إدامة وصيانة جوهرية وعاجلة في مخيمات عبر العراق لاستبدال أدوات بيت اساسية لسكان المخيمات وتوفير أدوات راحة ومعيشة أساسية بضمنها معدات مطبخ وبطانيات وأفرشة نوم .

مدير بعثة منظمة الهجرة الدولية في العراق ، جيرارد وايت ، قال " الأوضاع ازدادت سوءاً عبر السنة الماضية في جميع المخيمات في العراق وذلك بسبب التهالك الزمني الطبيعي للأشياء ومحدودية الاستثمارات في مجال الصيانة والتاهيل . المخيمات بقت تأوي نازحين لفترة أطول من المخطط لها وفقاً لما كان يتوقع له في بادئ الامر ، وهي الآن بحاجة لصيانة وتحسينات ."

وأضاف قائلاً " هذه التخصيصات المالية الاضافية ستمكن منظمة الهجرة الدولية من توفير الاحتياجات الضرورية الملحة في بعض المخيمات المكتظة بالنزلاء التي تأوي عوائل نازحة الذين هم من بين أكثر الناس تضرراً الذين ليس لديهم أمل حالياً بالرجوع الى مناطقهم ومساكنهم ."

العودة هو أمر صعب خصوصاً بالنسبة للعوائل المتضررة ، بضمنهم أولئك الذين يعيشون حالة نزوح وتشرد مزمن الذين ازدادوا عناء واستنزافاً بعد سنوات من التهجير وليس لديهم قدرة مالية لإعادة إعمار بيوتهم . الاتحاد الأوروبي وعبر مكتبه المدني للمساعدات والحماية الانسانية ومكتب منظمة الهجرة العالمية في العراق كانوا مستمرين في شراكة ستراتيجية لتوفير خدمات إدارة مخيم وصيانة مخيم وتطوير البنى التحتية والخيم في المعسكرات مع توفير معدات وتجهيزات غير غذائية للنازحين داخل وخارج المعسكرات وذلك منذ العام 2014 ضمن ميزانية كلية بلغت أكثر من 36 مليون يورو تم خلالها مجتمعة مساعدة اكثر من 700 ألف منتفع بشكل مباشر أو غير مباشر .

كلا المنظمتين مستمرتان بلعب دور ريادي بالسعي نحو استمرارية تقديم الدعم لعوائل تعيش ظروف نزوح مزمن بينما تقوم في الوقت نفسه بالبحث عن حلول طويلة الآجل لهذه المجاميع السكانية المهجرة داخلياً .

هناك في انحاء العراق ما يزال اكثر من 1,6 مليون عراقي مستمرين بكونهم نازحين عقب سنوات الحرب مع داعش . واستنادا لمؤشر منظمة الهجرة الدولية في العراق لمتابعة حركة النازحين، فان من هؤلاء الذين كانوا نازحين تمكن أكثر من 4,2 مليون شخص من الرجوع لمناطق سكناهم الاصلية .

 عن منظمة الهجرة الدولية