العمود الثامن: السلاح بيد الدولة !!

Saturday 29th of June 2019 10:41:52 PM ,
العدد : 4459
الصفحة : الأعمدة , علي حسين

 علي حسين

غريبة هي أخبار هذا العالم، فبينما تتراجع هونغ كونغ تحت ضغط الاحتجاجات عن تشريع قانون يتعلق بتبعيتها للصين، تطلق شرطة في البصرة النار على المتظاهرين وتحذرهم الإقتراب من بيوت المسؤولين. 

وماذا عن الخدمات يا سادة؟.. إنها مؤجلة حتى يتفق البرلمان على منح امرأة حقيبة وزارية. ونقرأ في الأخبار أيضاً أن البعض في الدنمارك احتج لأن رئيسة الوزراء اختارت في حكومتها سبع نساء فقط. 

ولا أريد أن أخبركم أن الدنمارك ماتزال على قائمة الدول الأكثر سعادة، كما أنها تُعدّ أقلّ الدول فساداً. نحن خارج هذه الحسابات، فقد حصدنا المراكز الأولى في الفساد والبؤس ودرجات متأخرة في الفرح والسعادة. لايهم، فمثل هذه التقارير تضعها منظمات تتآمر على تجربتنا "الجهادية"، لا نقرأ في الأخبار عن خطب المسؤولين في الدنمارك ولانعرف أن حجم اقتصادها يتجاوز اقتصاد دول الخليج مجتمعة.. لكن مشكلتها الوحيدة هي مواطنها علي العلاق، يريد أن تحذو كوبنهاكن حذوَ بغداد في التطور والتنمية والازدهار الاقتصادي. 

رئيسة وزراء الدنمارك، وهي أصغر رئيسة وزراء في تاريخ البلاد، تؤمن بأنّ الليبرالية ليست شعارات ترفع في ساحات التظاهرات، ثم يذهب أصحابها مساء كل يوم إلى عشيرته، وليست آيديولوجيا تُقرأ في الكتب، ولا حرباً باردة بين عشائر الجنوب، إنها عدالة اجتماعية ورقيّ إنساني ونزاهة وطمأنينة.

لا أنباء، فنحن الشعب الوحيد الذي يضحك عندما يقرأ خبراً يقول إن الرئاسات الثلاث اجتمعت وتدارست وقررت أن تعلن "حصر السلاح بيد الدولة".. أما كيف، والسلاح مزدهر بجميع أنواعه: قنابل يدوية، رشاشات، صواريخ، وأيضاً مدرعات إذا تطلب الأمر.

يا سادة "حصر السلاح بيد الدولة"، هذا أقصى ما تتمناه الرئاسات الثلاث ، وأقصى ما نُفرح به هذا الشعب الذي ظل ساهراً ليعرف نتيجة المباراة بين المتظاهرين على تعليق أعلام فلسطين على بنايات السفارات.. انسوا أننا شرَّدْنا الفلسطينيين المقيمين في بغداد وصادرنا بيوتهم ، ونمنا فرحين لانهم استبدلوا البيوت بخيم على الحدود .

يكره مسؤولونا الأرقام إلا أرقام التأييد، وحسابات البنوك والسيطرة على المشاريع والمقاولات.. كل أرقام أخرى مرفوضة ومكروهة، لأنها جزء من المؤامرة الدولية على التجربة الديمقراطية في العراق أرقام الأموال المنهوبة، أرقام الأموال التي صرفت على مشاريع وهمية، أرقام ضحايا الفشل الأمني، أرقام الفقر والمهجرين والكفاءات التي شُرّدت، تقارير البطالة الفساد والتزوير،.. أرقام علينا ألا نقترب منها . 

لاحِظ جنابك الكريم أن من بين أبرز أخبارنا أن البروفيسور والمفكر هيثم الجبوري يعترض وبشدة على أن تعيين الدكتور علي عبد الأمير علاوي بمنصب محافظ البنك المركزي، مثلما اعترض ذات يوم " أغبر " على سنان الشبيبي ، وساهم بمطاردته وطرده من العراق.