مع الذكرى السنوية الخامسة لاجتياح سنجار ما يزال إيزيديون يعيشون جرائم داعش

Saturday 3rd of August 2019 07:03:38 PM ,
العدد : 4483
الصفحة : ترجمة ,

 ترجمة/ حامد أحمد

بحلول الذكرى السنوية الخامسة لنكبة الإيزيديين في العراق وتمزيق حياتهم الى أشلاء من قبل تنظيم داعش الذي اجتاح منطقة سنجار في آب 2014 ،

فإنهم لحد الآن غير قادرين على العودة لبيوتهم أو معرفة مكان تواجد آلاف من نسائهم وفتياتهم وأطفالهم الذين تم اختطافهم واستعبادهم من قبل المتطرفين .

قبل خمسة أعوام وبالتحديد في 3 آب 2014 شن تنظيم داعش الارهابي أكبر هجماته الوحشية ضد أبناء الطائفة الإيزيدية في منطقة سنجار حيث قتل المئات إن لم يكن الآلاف من الرجال مع خطف أطفال وتحويلهم الى جنود برفقة مئات من النساء والفتيات للاستعباد الجنسي . ما بين 3 الى 4 آلاف أمرأة وفتاة مازلن مفقودات مجهولات المصير.

وفي الوقت الذي تم فيه إلحاق الهزيمة بداعش يستمر السياسيون العراقيون بخلافاتهم حول من يدير مناطق الإيزيديين التي تقبع تحت الانقاض وما تزال مهددة بتجدد الهجمات .

زعماء من الطائفة الإيزيدية وسياسيين عراقيين التقوا يوم الخميس الفائت في بغداد لإحياء الذكرى الخامسة لواقعة اجتياح تنظيم داعش لمنطقة سنجار في آب 2014

ارتكب مسلحي داعش جرائم قتل وخطف بحق الإيزيديين حيث دمروا قرى ومواقع دينية تابعة للطائفة العرقية وأوقفوا الرجال في صف ثم اعدموهم رمياً بالرصاص قبل أن يقدموا على اختطاف آلاف من النساء والأطفال والاتجار بهم في سوق الرقيق للاستعباد الجنسي . توزعت جرائمهم بين خطف وقتل وتهجير قسري واحتجاز وتعذيب وسوء معاملة واغتصاب وعنف واستعباد جنسي وزواج قسري . وبعد التحقق من ذلك اعترفت الأمم المتحدة بان هذه الأعمال الوحشية المرتكبة من قبل داعش هي بمقام جرائم ضد الإنسانية وترقى لمستوى جرائم حرب وإبادة جماعية .

عضو البرلمان العراقي عن الطائفة الإيزيدية ، صائب خضر ، قال اثناء اللقاء " إنها ليست ذكرى . فنحن ما نزال نعيش تبعات هذه الإبادة الجماعية لحد اليوم وبكل تفاصيلها . جراحنا ما تزال باقية لم تلتئم بعد ."

قام مسلحي داعش بسبي نساء و أطفال أيزيديين ونقلهم الى سوريا ودمروا مواقع تابعة لهم في سنجار . وخلال المعركة الأخيرة لطرد مسلحي داعش من آخر معقل لهم كانوا يسيطرون عليه في قرية الباغوز في سوريا آذار الماضي ظهر هناك وجود العشرات من النساء الإيزيديات بين الناجين في ذلك المعقل .

وبعد أن تم ملاحقة المسلحين وطردهم من منطقة سنجار التي يعيش فيها الإيزيديون وتحريرها في عام 2015 لم يتم فعل أي شيء لمعالجة وتهدئة جروحهم أو تأمينهم ضد أي ظهور محتمل آخر لداعش .

المئات ما يزالون في عداد المفقودين وعشرات من المقابر الجماعية , أكثر من 70 قبراً , لم يتم نبشها والتحقق من ضحاياها بعد . ويعتقد أن كثير من الاطفال الذين نشأوا تحت حكم داعش وغلست ادمغتهم بالفكر المتطرّف ما يزالون يعيشون في مخيمات داخل سوريا . 

أكثر من 400 ألف إيزيدي يعيشون في مخيمات بينما ماتزال هيأة إدارة منطقة سنجار محل نزاع بين الكتل والأحزاب السياسية العراقية.

الحرب ضد داعش أدت الى نزوح غالبية سكان المناطق التي كان يحتلها وإن قسماً منهم فقط عادوا لبيوتهم ، ولكن منطقة سنجار الواقعة في شمال غرب محافظة نينوى قرب الحدود مع سوريا ما تزال خالية من سكانها على نحو كبير .

حلا سافيل ، إحدى الناجيات الإيزيديات من أسر واستعباد داعش على مدى ثلاث سنوات ، قالت للاسوشييتدبرس معبرة عن شكواها لعدم أحراز أي تقدم في حسم القضايا التي ما تزال تعذب الإيزيديين : " الى متى سيبقى هذا الوضع على حاله ؟ "

ودعت الناشطة الايزيدية سافيل بهذه المناسبة الى تشكيل لجنة للبحث عن الإيزيديين المفقودين وناشدت البرلمان العراقي لتمرير قانون يقدم تعويضات وإعادة تأهيل للناجيات من الإيزيديات . وحثت سياسيين لتخصيص أموال للقرى المدمرة وذلك ليتمكن الناس من العودة لبيوتهم واستئناف حياتهم الطبيعية من جديد .

وأضافت سافيل بقولها " لقد تعرضت المرأة الإيزيدية لكثير من الانتهاكات اشتملت على الضرب والاغتصاب والاهانة والقتل وكل شيء . ومع ذلك فهي ما تزال تعيش في مخيم . إنهم يعتقدون بأن المرأة في المخيم تتمتع بالحرية ، ولكن في الواقع إنه انتقال من سجن الى آخر . "

الناشطة سافيل قالت إنه بينما ألحقت الهزيمة بداعش فإن العدالة مفقودة . ودعت الى مساءلة المتورطين من مسلحي داعش بجرائم الإبادة الجماعية والاستعباد والجرائم الأخرى ضد الانسانية وليس فقط محاكمات سريعة لتهم متعلقة بالانضمام لمجموعة إرهابية .

وتحدثت الناشطة الإيزيدية سافيل مخاطبة المجتمعين بمناسبة الذكرى الخامسة لهجوم داعش " لم تسلم عائلة إيزيدية واحدة من هذه الإبادة الجماعية ، كل لحظة قضتها امرأة إيزيدية في الأسر تعادل ألف حالة قتل . "

مجموعة ، يازدا غروب ، المعنية بحقوق الإيزيديين التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها والتي نظمت المؤتمر قالت إن تنظيم داعش دمر ما لا يقل عن 68 موقعاً أثرياً ودينياً للإيزيديين ، واصفة ذلك بأنه جريمة حرب أخرى وجريمة ضد الأنسانية .

وخلا حضوره للمؤتمر قال عمار الحكيم إن إزالة تنظيم داعش لا تتطلب فقط عملية امنية بل تتطلب أيضاً معالجة أمور إعادة الإعمار والقضايا الاجتماعية وتوفير خدمات . مشيراً الى أن تجاهل هذه الأمور من شأنه أن يوفر بيئة سيكولوجية لعودة التطرّف والارهاب . وقال الحكيم ان استهداف الايزيديين بمثابة استهداف جميع العراقيين ، داعياً الإيزيديين الى التحلي بالصبر والبقاء في وطنهم العراق بدلا من السعي للهجرة خارج البلد .

وأضاف بقوله " أفضل رد إيزيدي للارهاب الداعشي هو ان يبقوا في أرضهم . علينا أن نكون صبورين ونجتمع سوية الى أن نقضي على هذه الأزمة . العراق هو بلدنا جميعاً . "

عن أسوشييتدبرس