النسخة الثالثة من إرادة النصر تشارف على الانتهاء دون معلومات عن اعتقال أو قتل مسلحين

Wednesday 7th of August 2019 08:58:11 PM ,
العدد : 4487
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ وائل نعمة

تنتهي غدا الخميس النسخة الثالثة من "إرادة النصر"، وهي آخر العمليات العسكرية لملاحقة ما تبقى من داعش في شرقي البلاد وغربيها،

في وقت قالت فيه وزارة الدفاع الامريكية إن التنظيم المتطرف بدأ بتعزيز قدراته في العراق.

ولا يعرف بالتحديد عدد مقاتلي "داعش" الذين لا يزالون متواجدين داخل البلاد بعد نحو عامين من إعلان بغداد النصر النهائي على التنظيم، لكن بعض التقديرات ترجح أن العدد يفوق الـ1000 مسلح وهو ما تنفيه القيادة العسكرية في العراق.

أمس اختتمت الحملة العسكرية في جنوب غرب الموصل فعاليتها التي استمرت لـ48 ساعة على أن تنتهي في ديالى اليوم الخميس، دون تأكيدات على وجود معتقلين او قتل مسلحين اثناء تنفيذ العملية، وهو ما يعزز الظن بتنقل فلول داعش من منطقة الى اخرى قبل وقت قصير من دخول القوات العراقية.

ويشير مسؤولون الى وجود سببين وراء تلك الحالة التي تكررت في اكثر من عملية عسكرية، الأولى هو وجود "جواسيس" للتنظيم داخل المراكز الامنية يبلغون عناصر التنظيم بموعد انطلاق الحملات العسكرية، والآخر هو تسرب المعلومات بسبب الدعاية التي تسبق العملية العسكرية.

وفي كل الأحوال فان الدوائر الامنية والعسكرية تعتبر تلك الحملات وعمليات التمشيط وان كانت لا تنتج عن اعتقالات او قتلى من داعش الا ما ندر، فانها تدمر مضافات وقدرات التنظيم وتجعل عودته الى تلك المواقع أمراً شبه مستحيل.

وأطلق رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، في ساعة مبكرة من يوم الاثنين الماضي، المرحلة الثالثة من عملية إرادة النصر، بدءاً من محافظة ديالى إلى القرى الجنوبية في محافظة نينوى.

وقال نائب قائد العمليات المشتركة الفريق عبد الأمير رشيد يار الله، إن العملية لتطهير مناطق شمال قضاء المقدادية وشمال ناحية جلولاء وخانقين في ديالى من بقايا ومخلفات داعش الإرهابي.

وأفاد يار الله، أن القوات المشاركة في العملية، هي الفرقة الخامسة بالجيش العراقي، ولواء مغاوير قيادة العمليات، وشرطة ديالى، و3 ألوية في قاطع محور الحشد الشعبي.

وأضاف، أما قيادة عمليات نينوى فقد شاركت الفرقة 20، وقوات من شرطة المحافظة، والحشد العشائري، وقيادة محور الحشد الشعبي نينوى، بمشاركة 6 ألوية.

وبين يار الله، أن القطعات في محور نينوى، انطلقت لتطهير تلول العطشانة، وسلسلة جبال بادوش، وشيخ إبراهيم، ومناطق خط اللاين.

ونوه نائب قائد العمليات المشتركة، إلى أن العملية انطلقت بإسناد جوي من قبل طيران الجيش، والقوة الجوية، والتحالف الدولي ضد الإرهاب.

بدوره، يقول داود جندي، عضو اللجنة الأمنية في نينوى في اتصال مع (المدى)، أمس، إن نتائج الحملة في جنوب غرب الموصل كانت "جيدة واستطاعت القوات تدمير عدد من الانفاق والاوكار التابعة لتنظيم داعش"، فيما اشار الى عدم وجود معلومات عن وجود قتلى او معتقلين تابعين للتنظيم.

واكد المسؤول المحلي ان عملية التطهير الاخيرة، وصلت الى مناطق تركت منذ عمليات التحرير قبل اكثر من عامين، مبينا انها تشهد بين حين وآخر نشاطا مسلحاً.

وكانت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها البرلمان نهاية العام الماضي، كشفت في نهاية التحقيقات في آذار الماضي، عن وجود نحو 600 مسلح في مناطق "الجزيرة" – التي جرت فيها الحملة العسكرية الاخيرة- نقلا عن شهادات نحو 30 ضابطا ومسؤولا عسكريا وامنيا. وقال المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، في تقرير له اول من امس، انه "رغم خسارته خلافته على المستوى الإقليمي، إلا أن تنظيم داعش عزز قدراته في العراق واستأنف أنشطته في سوريا خلال الربع الحالي من السنة".

وكانت عملية "إرادة النصر" انطلقت في مرحلتها الأولى خلال شهر تموز الماضي، واستهدفت مطاردة عناصر تنظيم "داعش" في المناطق الغربية وشمال بغداد.

وطبقاً لما أعلنته البيانات العسكرية الصادرة عن الحشد الشعبي، فقد اختتم مهامه في المرحلة الثالثة من عمليات إرادة النصر التي استمرت ليومي 5 و6 من آب الجاري لتطهير مناطق شمال قضاء المقدادية وشمال جلولاء وخانقين في ديالى ومناطق جنوب الموصل وتلول العطشانة وسلسلة جبال بادوش وشيخ ابراهيم في نينوى.

وأضاف ان "القوات المشاركة في محور ديالى هي قيادة عمليات ديالى للحشد، اللواءين ٢٤ و٤ شمال المقدادية والالوية: ٢٨ ، ٢٠ ، ١١٠ ، ٢٣ شمال جلولاء خانقين، بالاضافة الى مشاركة الفرقة الخامسة بالجيش العراقي ولواء مغاوير قيادة العمليات وشرطة ديالى بإسناد من قبل طيران الجيش والقوة الجوية".

واوضح البيان، أن "القوات المشاركة في محور نينوى هي الالوية ٤٠، ٣٠، ٣٣ ، ١٥، ٢٥، ٤٤ ، ٥٣ والافواج ١ و ٢ و ٣ و ٦ واقسام القيادة المعنية، بمشاركة الفرقة ٢٠ الجيش العراقي وقوات من شرطة نينوى".

وأكد أن "نتائج العملية هي تحقيق الأهداف المرسومة بالوصول إلى أماكن تواجد خلايا داعش وإنهاء تهديدها ضمن المناطق المستهدفة للعمليات وتأمين عدد من المناطق ذات الكثافة الزراعية والوعرة".

وتابع البيان، أنه "تم تفتيش 143 قرية وتأمين مواقع وطرق حيوية في محافظتي ديالى ونينوى، وتدمير 17 مضافة لتنظيم "داعش" الإرهابي كانت تحوي على مواد لوجستية ومواد تدخل في صناعة المتفجرات، فضلاً عن إنهاء تهديد خلايا داعش في محيط نهر ديالى، بالإضافة إلى العثور على معدات لتكرير النفط كان يستخدمها عناصر داعش".

ولفت إلى أنه "تم ضبط أربعة صهاريج محملة بالنفط الخام معدة للتهريب جنوب الموصل، فضلاً عن تفجير نفقين لداعش جنوب الموصل والعثور على مضافة مفخخة في جبال بادوش، بالإضافة إلى رفع وتفكيك عبوات ناسفة خلال عمليات التطهير، والعثور على مقرين لطبابة داعش".

من جهته قال علي الدايني رئيس مجلس محافظة ديالى لـ(المدى) امس، إن "مجموعة صغيرة لا يتجاوز عدد افرادها الخمسة اشخاص ما زالوا يعبثون بأمن المقدادية، شمال شرق مدينة بعقوبة (مركز محافظة ديالى)"، مبينا انه "ليس واضحا ما اذا كانت هذه الحملة قد قضت على هذه المجموعة".

بالمقابل اكد وجود عدد غير معلوم من المسلحين في مناطق شرق ديالى بالقرب من سلسلة جبال حمرين، فيما اكد حاجة ديالى الى "قوات اضافية من الجيش حصراً لسد الفراغات الامنية".