في أحدث لقاء معه..الكاتب الإنكليزي وليام بويد: النهاية السيئة يمكن أن تدمر رواية جيدة

Monday 23rd of September 2019 06:43:36 PM ,
العدد : 4513
الصفحة : عام ,

ترجمة / أحمد فاضل

وليام بويد، الذي وصفه الروائي الإنكليزي سيباستيان فولكس بأنه :

" أروع رواة القصص من جيله "، كانت الكاتبة الإنكليزية كارولين ساندرسون قد التقته في حوار عُدّ من أطول الحوارات

التي أجراها بويد خلال حياته العملية والتي قالت ساندرسون عنه :

" سر بقاء القرّاء مدمنين على قراءة رواياته لمدة أكثر من أربعة عقود، يعني مدى إعجابهم به والتحامهم مع شخصيات وأحداث رواياته ".

" النهاية السيئة يمكن أن تدمر رواية جيدة "، من الغريب أن تبدأ مقابلة مع أحد الروائيين الأكثر شعبية من خلال الحديث عن النهاية، ولكن في حالة ويليام بويد، فإن معرفة كيف ستنتهي القصة قبل أن يبدأ في الكتابة، كانت عنصراً حاسماً في حياته المهنية الناجحة عالمياً، بدءاً من نشر روايته الأولى " رجل جيد في إفريقيا " في عام 1981، حتى رواياته الأربع عشرة التي أصدرها كانت آخرها " الحب أعمى " وروايته الجديدة التي من المقرر أن تصدر في الخامس عشر من سبتمبر / أيلول الجاري من هذا العام، والعديد من المجلدات من القصص القصيرة والكتابة الصحفية وكذلك العديد من المسرحيات والسيناريوهات كان قد أصدرها، فلا عجب أن يصفه سيباستيان فولكس بأنه " أفضل رواة قصص جيله ".

فإذا كنت تريد معرفة سر بقاء القراء مدمنين على كتبه على مدار أربعة عقود، فإن إجابة وليام بويد البسيطة هي في الإعداد والتفكير، امسك إحدى رواياته بين يديك، وأنت تنظر إلى كتاب مضمون تم صياغته بعناية على مدى ثلاث سنوات، سنتان في التخطيط والبحث، وسنة ثالثة في الكتابة، حيث يقول لي :

"أسميها فترة اختراعي، تليها فترة تكويني"، "إنه إيقاع وصلت إليه الآن، إنه أمر ممتع ".

ومع اختلاف جميع روايات بويد بشكل مذهل عن بعضها البعض من حيث القصة والإعداد، أشعر بأنني أطرح عليه السؤال التقليدي القديم :

" من أين يستمد أفكاره " ؟

"إنه أمر غريب للغاية أن أحصل على عشرة أفكار في السنة قد تكون جملة واحدة، أو فكرة ذات جاذبية بطريقة أو بأخرى، قد تكون مسرحية إذاعية أو قصة قصيرة أو فيلم أو مسلسل تلفزيوني، لكن بعض الأفكار التي أدركها الآن لديها القدرة على ملء رواية جيدة الحجم، بعضها بسيط بشكل لا يصدق فقد بدأت روايتي " النجوم والبارات " معي في محاولة لتخيل ما يمكن أن يحدث إذا تم إلقاؤك عارياً في زقاق قبالة Times Square في نيويورك واضطررت للعودة إلى فندقك، حتى مجرد سؤال واحد من هذا القبيل يمكن أن يوفر لك اللبنات الأساسية للسرد ".

ففي روايته " الحب أعمى " قد تُفسر بأنها رواية خادعة عن الحب وميلها لإخفاء الشخص الحقيقي وراء الكائن المذهل لرغبتنا، فقد كانت خيوط الرواية مستوحاة أيضاً من حياة المؤلفين المذكورين في كتابة الرواية أنطون تشيخوف "هوس أدبي لي"، كما يقول بويد الذي أحب أيضاً امرأة تدعى ليكا، والكاتب الاسكتلندي روبرت لويس ستيفنسون، الذي عاش في المنفى مثلما يفعل برودي مونكور.

من المغري البحث عن أصداء تراث ويليام بويد الأسكتلندي في كتاب "Love is Blind "، وهو كتاب أطلق عليه " روايتي الأسكتلندية "، ولد بويد في عائلة اسكتلندية وإن كانت في أكرا في غانا، وتلقى تعليمه في اسكتلندا، ولا يزال بويد يتحدث بلكنة إسكتلندية باهتة رغم أنه عاش في لندن وفرنسا معظم حياته البالغة، لكننا سرعان ما نكتشف أنه يعتبر نفسه مقل في سيرته الذاتية في الكتاب :

" لا أستخدم حياتي كمواد خام لخيالي وبهذه الطريقة أشعر بحرية التجول في التاريخ والزمان، بالنسبة لي سروري للكتابة هو تحرير الخيال محاولة على سبيل المثال التقاط ما سيكون عليه أن تكون عالمة شابة بدائية في غابة في إفريقيا، كما فعلت في برازافيل بيتش ".

" وعلى الرغم من أنني نشأت في غرب إفريقيا، إلا أنني وضعت روايتي الثانية " حرب الآيس كريم في شرق إفريقيا "، وعندما حصلت على فكرة " فترة ما بعد الظهيرة الزرقاء " في الفلبين عام 1902، فكرت في الذهاب إلى هناك، ولكن بعد ذلك اندلعت بعض البراكين وتم إلغاء جميع الرحلات الجوية، لكن ذلك لم يحدث أي فرق في أي حال لأن الفلبين التي أردت الكتابة عنها لم تعد موجودة، من الأفضل كثيراً أن ترسل مخيلتك إلى مكان ما ".

بينما يؤكد بويد عدة مرات على مدى أهمية الخيال لأي كاتب " إنه الشيء الوحيد الذي لا يمكنك تعلمه من دورة الكتابة "، كما يقول، فإن تأصيل كتاباته في الواقع كان دائماً ذا أهمية قصوى بالنسبة له :

" يجب أن يبدو الأمر أصيلاً ومعقولاً تماماً، خاصة إذا كنت روائياً واقعياً كما أنا، هناك كاتب صربي يدعى دانيلو كيش قال إن واجب الروائي هو جعل القارئ يعتقد أن كل شيء في روايته قد حدث بالفعل، أو يمكن أن يحدث بالفعل وأي وسيلة لتحقيق هذه الغاية مقبولة، هذا ما أفعله كثيراً، على الرغم من أن كل شيء مؤلف - لم يكن هناك على الإطلاق Brodie Moncur، أو صانع بيانو يدعى Channon & co - لنوع الروايات التي أكتبها، يجب أن يكون القارئ قادراً على تعليق عدم تصديقه، والدخول إلى عالم الرواية، هذا هو العقد الذي أبرمه المؤلف مع القارئ الذي ينفق المال على كتبهم ".

بعد مرور أربعة عقود تقريباً على نشر روايته الأولى، يعمل ويليام بويد بنفس الهمة التي كان يتمتع بها من قبل :

" بجهد أكبر من أي وقت مضى ليس لدي أي شعور بالتباطؤ أو نفاد الأفكار التي يعمل مصنعها لساعات إضافية ".

ومن بين مشاريعه الحالية العديدة، تكيّف روايته " الأزرق بعد الظهر "، مع مسلسل تلفزيوني مدته 8 ساعات، نسخة موسيقية لقصة قصيرة مبكرة بعنوان " الحب يؤلم "، وبالطبع روايته الجديدة، والتي هي حالياً في فترة تهيأتها للصدور، ومن الصعب التفكير في أي روائي آخر يحتوي "كتالوجه" الخلفي على مجموعة متنوعة من الموضوعات والإعدادات مثل تلك الخاصة بـوليم بويد، لكن بصرف النظر عن معرفته دائماً كيف ستنتهي رواياته، فما الذي يراه في الثوابت الأخرى في مسيرته المهنية التي تدور حول الكتابة منذ أربعين عاماً ؟

" لقد كنت دائماً راوياً لقصصي وأعتقد أن الرواية تدور حول – مرويات شخصياتها - وكلما كانت تلك المرويات والشخصيات أكثر إقناعاً، كانت الرواية أفضل، أعتقد أيضاً أنني روائي فكاهي بشكل أساس أرى العالم من خلال عدسة كوميدية سوداء، وكان ذلك ثابتاً منذ البداية، لقد تفاجأت دائماً بتقسيم الحظ السعيد والحظ السيئ في حياة الجميع كطريقة توجيهية لتحليل تجربتنا على هذا الكوكب الصغير، حتى في وقت مبكر من حرب الآيس كريم، يمكنكِ أن تري أنني كنت أبحث عن طرق للعالم تبدو عشوائية تماماً ولا يمكن تفسيرها، أنا مهتم أيضاً بنوع الأشخاص، وكيف تتشكل رؤيتنا للعالم وفلسفاتنا الشخصية من خلالهم.

أما سؤالنا الأخير : ما المنطقي بالنسبة لك ؟ وكيف تعطي الأولوية للأشياء المهمة في حياتك ؟

بويد : كل هذه الأسئلة تنعكس في كل خيالي.

كتابة / كارولين ساندرسون

عن / موقع دار نشر بنجوين