بالمرصاد: بعض برامج الرياضة ..تقدح الأزمات وتشرذم الاتحادات

Sunday 13th of October 2019 06:22:31 PM ,
العدد : 4527
الصفحة : رياضة ,

 متابعة / المدى

لا جديد في برامج الرياضة عبر التلفاز.. سيناريوهات مستنسخة من تقليد إعلامي بائس ليته يحلُّ المشكلة، بل يُصعّد الموقف ويقدح شرار الأزمة سواء داخل الاتحاد أم النادي أو المؤسسة القيادية المعنية، لماذا يحصل كل ذلك؟

لدينا عشرات الإعلاميين ممّن جهّزوا إمكانياتهم لتقديم برامج رياضية حوارية تستهدف قضايا جماهيرية مصيرية، وبتنسيق جيد مع معدّين يعمل بعضهم في الصحافة الرياضية، منهم من أفلح في تقديم حلقاته بما تنسجم مع مصلحة الرياضة والقضية المُراد مناقشتها وإيجاد الحلول لها، ومنهم للأسف ركب موجة تأجيج القضية نفسها بتضييف شخصين لا يلتقيان في مصلحة اللعبة، بل كل همّهما كسب ودّ الشارع الرياضي والهيئة العامة لهما، وهذا الأمر يلقي بتبعات خطيرة على مستقبل اللعبة وربما يضعف ثقة المتابع بحديث الضيف طالما أنه ينطلق من مصلحة آنية ضيّقة يبتعد فيها عن حقيقة المشكلة التي يعانيها اتحاده أو ناديه أو مؤسسته.

برامج من هذا النوع تخسر المشاهدين الذين يجدون في إبتعاد المُقدّم والمُعِد عن الأسباب الموضوعية في الأزمة وعدم كشف خيوطها الرئيسة نوعاً من المحاباة لرئيس الاتحاد الحالي أو الطرف المسؤول عن التقصير لغايات تفضحها الاسئلة واستماتة المقدم في الدفاع عن وجهة نظر المقصّر وإن حاول التمويه مبيناً حياديته في طرح نقده!

لا بدّ من وقفة صريحة لمعالجة التدهور الكبير الذي تعاينه البرامج الرياضية المتشابهة في المضمون وحتى في الضيوف ممن سأم الجمهور مشاهدتهم بين ليلة وليلة في هذه القناة وتلك، والطامة الكبرى أن بعض خلاصات البرامج تلقي باللائمة على جهات رياضية قيادية عليا باتهامات لا تستند إلى دليل سوى أنها منقولة عن فلان، وهذه ثقافة لم يعتدها المتابع الحصيف وتمثل سلوكيات مشينة وليست جرأة شخصية تتماشى مع حرية الرأي، يجب التصدّي لها ويمنع الاتحاد من تواجد ممثليه في البرامج الحوارية ممن أثاروا لغطاً في الشارع وخرقوا أصول الحديث أمام ملايين المشاهدين.

وجود البرامج الرياضية ليست حلبة صراع بين ثلة من الإعلاميين يرومون أثبات تأثير نشاطهم المهني في الشارع الرياضي، بل محاولة لإيجاد حلول لملفات تحوم حولها شبهات فساد أو تلاعب أو تزوير أو البحث عن مقوّمات تطوير الألعاب وكشف سلبيات القائمين عليها بالدليل وليس بالكلام، أما نبش ملفات مستهلكة لا قيمة لها فهنا المسؤولية مضاعفة لإدارة القناة بمراجعة الحلقة وسؤال المُقدم والمُعد عن جدواها وماذا قدّمت للرياضة وللجمهور؟ ولا ينتهي الأمر عند ذلك، فعديد الحلقات أسهمت في تشرذم بعض الاتحادات ولم تجمع قلوب أعضائها على وحدة الكلمة ونبذ الأنا، وهناك من توعّد باللجوء الى المحاكم لرد الاعتبار!