مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشغب تسفر عن إصابة أكثر من 97 شخصاً وتجدّد فعاليات العصيان المدني

Monday 11th of November 2019 09:04:49 AM ,
العدد : 4544
الصفحة : محليات ,

ذي قار / حسين العامل

تجدّدت التظاهرات والمواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب في محافظة ذي قار يوم ( الاحد 10 تشرين الثاني 2019 )

وأسفرت عن إصابة 97 شخصاً من المتظاهرين وعناصر الشرطة خلال تجدد فعاليات العصيان المدني وغلق مديرية تربية المحافظة، وفيما أسفر الرمي العشوائي عن سقوط عدد القنابل المسيلة للدموع على مدارس الجنائن والعدنانية للبنات وتعرض عدد من الطالبات للاختناق نقل عدد منهن الى مستشفى الحسين التعليمي لتلقي الاسعافات الاولية ، أكد شهود عيان اعتقال عدد من المتظاهرين خلال المواجهات التي دارت قرب مديرية تربية ذي قار.

وقال مصدر طبي للمدى إن " المواجهات التي دارت بين القوات المتظاهرين والقوات الأمنية أسفرت عن إصابة 97 شخصاً من المتظاهرين والمدنيين وقوات مكافحة الشغب "، مبيناً أن " مستشفى الحسين التعليمي استقبل حتى ظهر يوم ( الاحد ) 42 مصاباً ومستشفى الحبوبي 15 مصاباً  في حين استقبل مستشفى الأمل الأهلي أكثر من 40 مصاباً من المتظاهرين والمدنيين والقوات الأمنية".

وأشار المصدر الى أن " أعداد الإصابات المسجلة بين صفوف المتظاهرين لا تمثل الرقم الحقيقي كون الكثير من المتظاهرين يخشون مراجعة المؤسسات الطبية الحكومية خشية من اعتقالهم أو فتح تحقيق أمني معهم قد يؤدي فيما بعد الى اعتقالهم" ، مؤكدا " سقوط قنابل مسيلة للدموع على عدد من المدارس أدى الى إصابة العديد من الطالبات بالاختناق من بينهن ثلاث طالبات تم اسعافهن بالمستشفى المذكور".

ومن جانبه قال والد إحدى الطالبات في متوسطة الجنائن للمدى إن " عدد من القنابل المسيلة للدموع سقطت نتيجة الرمي العشوائي على مدرسة الجنائن للبنات ما تسبب باختناق عدد من الطالبات ونقل بعضهن الى المستشفى لتلقي العلاج"، مؤكداً سقوط عدد آخر من القنابل المسيلة للدموع على مدرسة الزهراء للبنات وإصابة عدة طالبات بالاختناق".

هذا وقد اضطرت العديد من المدارس وسط الناصرية الى إخلاء البنايات من الطلبة الذين باشروا الدوام بعد تعليق إضراب نقابة المعلمين وذلك تحسباً من أعمال العنف.

وبدوره أكد مصدر في مكتب مفوضية حقوق الإنسان في ذي قار للمدى " تعرض العديد من سكان المناطق القريبة من مدارس الجنائن والزهراء ومنطقة البريد ومنطقة هاشم الفنان في شارع الحبوبي وسط الناصرية لحالات اختناق بسبب القنابل المسيلة للدموع"، مشيراً الى أن " نوعية قنابل الغاز المسيلة للدموع من النوع السام المحظور استخدامه في فض التظاهرات ولا يتناسب مع قواعد الاشتباك السليمة ".

فيما أشار ناشطون الى استخدام القوات الامنية لقنابل غاز مسيلة للدموع إيرانية الصنع مخالفة لقواعد فض التظاهرات ، وقال الناشط المدني عدنان عزيز دفار للمدى إن " المواجهات التي دارت حول محيط مديرية التربية بين القوات الأمنية والمتظاهرين شهدت ملاحقات وحملات اعتقال أثناء مطاردة المتظاهرين". 

وبدوره أكد الناشط الإعلامي فاضل نسيم الإفراج عن أكثر من 40 معتقلاً من متظاهري قضاء الرفاعي وذلك بعد يوم واحد من اعتقالهم في مديرية مكافحة الإرهاب ومراكز الشرطة"، مبيناً أن " قائد التظاهرات الملقب بـ ( حسين الزعيم ) لم يكن من بين المفرج عنهم ".

منوهاً الى أن " عملية الافراج عن المتظاهرين تمت بعد تدخل وجهاء وشيوخ عشائر الرفاعي".  

وشهدت محافظة ذي قار تجدد التظاهرات في يومها الأربعين حيث تظاهر الآلاف من الأهالي والطلبة في ساحة الحبوبي وسط الناصرية مجددين مطالبتهم بإقالة الحكومة وحل مجلس النواب وتشكيل حكومة انقاذ وطني واجراء تغيرات شاملة في العملية السياسية وفق قانون انتخابات جديد يستبعد الفاسدين وأمراء الحروب وزعماء المليشيات من المشاركة في العملية السياسية القادمة.

ووزع المتظاهرون منشورات تحث الطلبة على عدم الدوام في المدارس وجاء في مضمون أحد المنشورات ( لا تكسر ظهري ودوام ، خليك ، خليك مقاوم ، الاعتصامات الطلابية مستمرة(  .

وكان بيان لمفوضية حقوق الإنسان كشف يوم الثلاثاء ( 5 تشرين الثاني 2019 ) عن اعتقال 283 متظاهر في الشطرة أفرج عن 156 معتقلاً منهم ، وفيما أشار الى استشهاد شخصين خلال التظاهرات وإصابة 23 أخرين نتيجة إطلاق الرصاص الحي ، أكد ناشطون في الحراك المدني غلق 30 دائرة حكومية في محافظة ذي قار وقطع 3 جسور ضمن فعاليات اليوم الثالث للعصيان المدني. 

وكان مصدر طبي في محافظة ذي قار أكد يوم الاثنين ( 4 تشرين الثاني 2019 ) إصابة عشرات المتظاهرين والقوات الأمنية في مواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب بقضاء الشطرة شمالي الناصرية ، وفيما أشارت مصادر حقوق الإنسان الى اعتقال أكثر من 100 متظاهر في القضاء المذكور ، أكد مصدر قضائي صدور مذكرة اعتقال بحق رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ذي قار المنحل وحمايته لتورطهم بقتل متظاهرين.

وبلغ عدد ضحايا تظاهرات محافظة ذي قار خلال شهر تشرين الأول 2019 أكثر من 36 شهيداً و 750 جريحاً وأكثر من 250 معتقلاً.

وكانت نقابة المحامين في ذي قار أعلنت يوم الاثنين ( 28 تشرين الاول 2019 ) عن اعتقال 50 متظاهراً في ذي قار جاري العمل على الافراج عنهم من قبل فريق تطوعي من المحامين.

وكانت مصادر صحية في محافظة ذي قار كشفت يوم السبت ( 26 تشرين الأول 2019 ) عن ارتفاع حصيلة تظاهرات يوم الجمعة المنصرم الى 12 شهيداً 156 جريحاً، بينها 4 جثث متفحمة عثر عليها في أحد المكاتب الحزبية، ، فيما اتهم ناشطون القوات الأمنية بالتخلي عن حماية المتظاهرين وتركهم يلاقون مصيرهم على أيدي المجاميع المسلحة التي اطلقت عليهم الرصاص الحي وقتلتهم بدم بارد.

وكانت العديد من المحافظات العراقية ومن بينها محافظة ذي قار قد شهدت تجدد التظاهرات المطلبية يوم الجمعة ( 25 تشرين الأول 2019 ) وقد حصلت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والقوات الأمنية ومجاميع مسلحة راح ضحيتها أكثر من 30 شهيداً وما يتجاوز ألـ 2000 جريح في عموم المحافظات المذكورة.

وشهدت محافظة ذي قار خلال الأشهر الأخيرة والأيام القليلة الماضية سلسلة من التظاهرات المطلبية كان آخرها تظاهرات مطلع تشرين الأول التي انطلقت منذ يوم الثلاثاء (1 تشرين الأول 2019) وشارك فيها آلاف المتظاهرين وتواصلت على مدى 6 أيام دامية راح ضحيتها 22 شهيداً و 391 جريحاً بحسب دائرة صحة ذي قار ، وذلك أثر مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة استخدمت فيها الأخيرة إطلاق الرصاص الحي ، ورفع المتظاهرون الذين معظمهم من شريحة الشباب شعارات تطالب بإسقاط النظام وتوفير فرص العمل والخدمات الأساسية.

وكانت الاحتجاجات انطلقت مطلع تشرين الأول 2019 في 10 محافظات عراقية من بينها العاصمة بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص عمل ومحاربة الفساد، واستمرت لمدة 6 أيام، ووقع خلال الاحتجاجات نحو 120 قتيلاً، بينهم عدد من أفراد الأمن، فضلاً عن إصابة أكثر من 6 آلاف آخرين، فيما أقرت الحكومة باستخدام قواتها العنف المفرط ضد المحتجين، وتعهدت بمحاسبة المسؤولين عن العنف.