العمود الثامن: خلف وبحر العلوم: إهانة العراقيين

Wednesday 4th of December 2019 09:57:54 PM ,
العدد : 4562
الصفحة : الأعمدة , علي حسين

 علي حسين

ليس أكثر صغارا وتصاغرا من أداء الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة عبد الكريم خلف، إلا مندوب العراق الدائم بالامم المتحدة 

محمد حسين بحر العلوم، ذلك الذي وجد نفسه بعد 2003 سفيرا من دون أن يتمتع بأي مزايا دبلوماسية أو فهم سياسي لما يجري حوله، فعلى مدى سنوات خدمته سفيرا للعراق في الكويت، كان يصمت على الإساءات والتجاوزات التي تطال العراق، ويقف موقف المتفرج إزاء قضايا كبيرة مثل قضية خور عبد الله، بل إنه في كثير من الأحيان كان يقف إلى جانب الحكومة الكويتية، باعتباره مواطنا لها وليس سفيرا للعراق.

بحر العلوم الابن، كان التجسيد الكامل لسياسة وضع الصغار فى مقاعد المسؤولية الكبيرة والتي اجتاحت الحياة السياسية العراقية منذ أن اختطف إبراهيم الجعفري مفتاح البلاد من الأميركان، وخرج يقودها من دون رخصة، يتنزه بها مع رفاقه في حزب الدعوة ويستعرضون حركاتهم البهلوانية في الفضائيات حتى وقعت كارثة داعش التي كادت أن تضيع البلاد .

لقد عشنا عقودا تحت رحمة الدكتاتورية والاستبداد، ثم استلمت قيادة البلاد مجموعة من الطائشين المسكونين بأوهام الزعامة ، غير أن مندوب العراق الدائم في الأمم المتحدة يبقى حالة فريدة من نوعها، حيث أثبت أنه أمهر صناع النكتة في العراق. 

كنا قبل أسابيع قليلة قد تعودنا على الظهور اليومي للناطق "الظريف" عبد الكريم خلف، إلا أن الحكومة مشكورة نصحتنا مؤخرا لوجوب التحول إلى حسين بحر العلوم، لنقل وقائع ما جرى لشباب التظاهرات، ليروي لنا الحكاية التي ظلت غامضة طوال هذه المدة فالمتظاهرين الذين قتلوا بقنابل الغاز والرصاص الحي لم تقتلهم القوات الأمنية ولا جماعات مسلحة تتبع الحكومة، وإنما ماتوا على يد جماعة "مندسة" من المتظاهرين، وضحايا الناصرية وبغداد وكربلاء والنجف البصرة والحلة والديوانية والمثنى، لم يخرجوا من أجل المطالبة بالحقوق التي ضمنها الدستور، وإنما خرجوا لسرقة البنوك وقتل القوات الأمنية وحرق ممتلكات الدولة، تخيل جنابك عزيزي القارئ في الوقت الذي تقول فيه المعوثة الأممية إلى العراق جينين بلا سخارت إن الشباب العراقيين خرجوا من أجل حياة كريمة وحرية وإنهم يقودون الاحتجاجات بعيدا عن المصالح الحزبية.. يقول الموظف العراقي محمد حسين بحر العلوم إن هؤلاء الشباب لصوص يريدون تخريب البلاد.. هل هناك كلمة تصلح لأن تقال أكثر من كلمة "سفالة" مع اعتذاري الشديد للقراء.

وقد قيل ما قيل فى أسباب اختطاف برامج التوك شو من قبل الناطقين في الأسابيع الأخيرة، فيما اعتقد بحر العلوم أن بإمكانه تقديم دراما تلفزيونية أكثر تشويقا وأكثر واقعية .