كلاكيت: سينما المرأة

Wednesday 11th of December 2019 07:14:34 PM ,
العدد : 4567
الصفحة : الأعمدة , علاء المفرجي

 علاء المفرجي

- 1 -

لم تعد السينما التي تهتم بقضايا المرأة في الانتاج السينمائي بالظاهرة النادرة، بل إن الأفلام التي تخرجها نساء أصبحت تنافس لا على شباك التذاكر فقط، بل في اعتلائها منصات الجوائز في المهرجانات السينمائية،

هنا وقفة مع هذه الأفلام في هذا الموسم والموسم السابق؛ فمع كثرة الملاحظات التي قيلت عن دورات الأوسكار الأخيرة، وتعاطيها مع النساء في السينما، فإن الموسم السينمائي الحالي أعطى صورة أخرى لهذا الموضوع، وخاصة بعد أن تعالت في الدورة السابقة للأوسكار وكذلك في مسابقات سينمائية مثل كان والغولدن غلوب، أصوات النساء التي تندّد ماسمي بظاهرة (التحرش) التي تعرضّن لها الممثلات المشهورات، وأتهم بها في الوقت نفسه ممثلون ومنتجون معروفون.

فكانت مشاركة النساء النجمات في التنديد بهذه الظاهرة، مفتاحاً لهن في فرض حضورهن السينمائي وفي جميع مفاصله خلال هذا الموسم .. يقول الناقد محمد رضا عن هذا الأمر: "مهرجانات السينما العالمية استمرت هذا العام بمحاولة درء أسباب النقد الإعلامي لها بالتأكيد على استقبال أفلام من إخراج نساء في مسابقاتها الرسمية حتى وإن لم تكن بالضرورة أفلاماً جيدة. لا يُقصد هنا القول إن المخرجات لا يصنعن أفلاماً جيدة، لكن القول بأن اختيار الأفلام يجب أن يكون تبعاً لجودة الأفلام وليس لجنس المخرج الواقف وراء العمل المعروض، وإن الإعلام الغربي بات جاهزاً على نحو آلي لينتقد عدم وجود أفلام نسائية الإخراج في كيانه. في سنة 2018 تم إطلاق ما لا يقل عن 60 فيلماً أميركياً من إخراج نساء، رغم أن معظم هذه الأفلام عرضت في نطاق ضيق وما يجاورها من أفلام أوروبية أو آسيوية أو لاتينية."

ففي مهرجان برلين 2018 كان النتاج الفيلمي النسائي واضحاً، فمن بين تسعة عشر فيلماً في المسابقة الرسمية كان هناك ثلاثة أفلام من إخراج نساء ومن بينها الفيلم الفائز في بالجائزة الأولى بالمسابقة.. وهكذا مع باقي المهرجانات السينمائية الكبرى مثل كان ولندن.

وفي هذا الموسم كان حضور النساء كمخرجات وكبطلات لأفلام، فضلاً عن احتكار موضوعات سينمائية ، واضحة... وممكنة لأي متابع سينمائي لنتاج هذا العام أن يلاحظ ذلك.

فأفلام "الأكشن" لم تعد بطولتها حكراً على الرجال رغم أن عددها في الانتاج السينمائي كان محدوداً إلا أنها أصبحت مايشبه الظاهرة بأفلام مثل: الجاسوس الذي أهملني، و ماري ملكة سكوتلاند، كما يقول الناقد رضا.

هذا عن الأفلام التجارية، أما في الأفلام الكبيرة وأعني بها تلك التي تشارك في المسابقات السينمائية فأدوار النساء انتزعت البطولة، وفرضت نفسها على موضوعات الأفلام.. وجولة سريعة مع المسابقات السينمائية والمهرجانات الكبرى، تعطي مؤشراً واضحاً على ذلك .. فـ(نيكول كيدمان) في فيلم المدمرة للمخرجةِ الأمريكية المستقلة "كارين كوساما"، اضطرّت من أجلِ تمثيل هذا الدور للتنازلِ عن جمالِها لتأسرَ العالمَ بجمالِ ما تقدّمُه في الأداء، وفي سبيلِ تقمّصِ شخصيةِ الشرطيّةِ "إيرين بال" المعقّدة والتي تعاني من صراعاتٍ داخليةٍ بدت معالمُها طاغيةً على ملامحِ وجهها الشاحب الذي يحاكي ذكرياتٍ مؤلمةً ونهايةً أكثر إيلاماً. وكلين غلوزالمرشحة المزمنة للأوسكار (رُشّحت 6 مرات) تقدم في فيلم «الزوجة» أداءً رائعاً، فيما تقدم الممثلة روزاموند بايك أداءً متفوقاً لدور ماري كولفين، المراسلة التي خاطرت بحياتها ودخلت سوريا رغم حظر دخول الصحفيين الأجانب آنذاك، في فيلم (الحرب الخاصة).. فيما برعت الممثلة البريطانية أوليفيا كولمان منتزعة جائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "المفضلة" وهي واحدة من أفضل ممثلات التلفزيون في بريطانيا. وقد أدت كولمان في الفيلم دور الملكة آن وهي ملكة بريطانية في القرن الثامن عشر.