نقطة ضوء: ركلات ترجيح خليجي 24

Wednesday 11th of December 2019 07:30:09 PM ,
العدد : 4567
الصفحة : الأعمدة , د.علي عبد الزهرة الهاشمي

 د.علي الهاشمي

يقوم الاتحاد الدولي لكرة القدم بإجراء تغييرات وتعديلات متعددة على قوانين اللعبة بين حذف وإضافة نتيجة لحوارات ومناقشات تتمخض عنها هذه القوانين وتعمم على الاتحادات الدولية للالتزام بها حرفياً وتطبيقها على المستطيل الأخضر وبعض التعديلات تبقى محل تجريب أو أعتراض من الاتحادات الفرعية .

وعندما تقرّر إضافة شوطين إضافيين بعد تعادل الفريقين تنتهي المباراة بمجرّد تسجيل أحدهما هدفاً في مرمى الآخر ويسمى هذا بالهدف الذهبي ، ونتيجة التطبيق وجد أنه لا يُنصف الفريقين ، فتقرّر استبداله بالهدف الفضي الذي يسمح باستمرار اللعب بعد تسجيله حتى إنتهاء الشوط والفريق الذي سجّله يعتبر فائزاً بالهدف الفضي ، وقد أهمل كذلك واعتمدت ركلات الترجيح حتى فوز أحد الفريقين فهي تعطي فرصاً عادلة ومتساوية لحسم المباريات بعد إنتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل وتوفر لكل فريق خمس ركلات ترجيح .

لا تكاد تخلو بطولات كرة القدم من ركلات الترجيح ، بل وتتعدّد مرات كثيرة وأحياناً بعض الفرق تخوض أكثر من مباراة واحدة يلتجئ الحكام لحسمها بركلات الترجيح كما حدث في مونديال روسيا عام 2018 حيث حسمت مباريات روسيا واسبانيا بركلات الترجيح لصالح روسيا بأربع ركلات مقابل ثلاث وكذلك مباراة روسيا مع كرواتيا حُسمت بركلات الترجيح خسرت فيها روسيا بثلاث ركلات مقابل أربع لكرواتيا.

وعلى سبيل المثال لا الحصر حسمت أربع مباريات بركلات الترجيح في مونديال إيطاليا عام 1990 وأربع مباريات في مونديال ألمانيا عام 2006 وأربع مباريات في مونديال البرازيل عام 2014 وكذلك في مونديال روسيا عام 2018 .

تختلف ركلات الترجيح عن ركلات الجزاء كونها لا تسجل مع الأهداف التي سجلت في وقت المباراة الأصلي . وتسجل في الوثائق الرسمية منفصلة ، أما ركلات الجزاء فيسجل الهدف مع الأهداف التي تسجل في وقت المباراة كذلك في ركلات الترجيح يكون كامل الفريقين في داخل منتصف الساحة ولا يجوز متابعة الكرة عند ارتدادها من حامي الهدف حيث تعتبر منتهية مجرد ضربها من اللاعب في حين أنه في ركلة الجزاء يقف اللاعبون خارج منطقة الجزاء ويمكنهم لعب الكرة ومتابعتها عند ارتدادها مع ملاحظة في ركلات الترجيح لا يسمح إلا لثلاثة أشخاص في منطقة الجزاء هم الحكم وحامي الهدف ومنفذ الركلة.

إن ركلة الجزاء تُمنح نتيجة لخطأ ارتكبه لاعب ما كعقوبة للفريق يصاحبها حالة إنذار أو طرد من الملعب في حين ركلات الترجيح يتم اللجوء إليها كإجراء اعتيادي لحسم المباريات .

إن أبرز حالتين مرّ بهما منتخب العراق في مباراة حاسمة تؤهله للمنافسة على لقب البطولات كان لقاء المنتخب مع كوريا الجنوبية في ماليزيا عندما فاز بركلات الترجيح على كوريا ليتأهل إلى المباراة النهائية مع منتخب السعودية في اندونيسيا عام 2007 ويتوّج ببطولة آسيا وآخرها في خليجي 24 الذي أقيم قبل أيام في دولة قطر وخسر فيها التأهل إلى المباراة النهائية بعد فوز البحرين بركلات الترجيح .

يُخصِّص المدربون وقتاً في التدريب على تنفيذ ركلات الترجيح والجزاء لأن الفريق مُعرّض لمثل هذه الحالات في البطولات ويخشى كثير من اللاعبين تنفيذها ويحتمون ببعضهم عند تحديد الأسماء لتنفيذ الركلات وخاصة إذا كانت المباراة مهمة يترتب على نتيجتها الفوز بالبطولة أو الانتقال إلى مرحلة أخرى في المنافسة ، ولهذا يشعر منفذ الركلة بالقلق قبل الإقدام على تنفيذها وقد يكون القلق سبباً في غياب التركيز عند تنفيذ ركلة الجزاء ، وبالتالي خسارة الفريق كذلك حامي الهدف إذا تم إعداده بشكل جيد ليتفهم حركة اللاعب وردّة فعله تجاهها فإنه سيتسبّب بفوز الفريق.

تجدر الإشارة إلى أن ركلات الترجيح تعطي حماية للفريق والمدرب تجاه منتقديه بالتحجّج كون الفريق لم يخسر المباراة إلا بركلات الترجيح أي بضربة حظ وأن الخسارة حدثت بسبب غياب التوفيق.