ساكو يدعو الحكومة والبرلمان للإصغاء إلى المحتجين: القرارات العسكرية سيّئة

Wednesday 11th of December 2019 09:35:37 PM ,
العدد : 4567
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة/ حامد أحمد

شجرة الميلاد المنصوبة وسط ساحة التحرير بين حشود المحتجين تبدو مجردة من معالم الزينة، ولكن عُلق عليها بدلا من ذلك صور شهداء سقطوا بنيران قوات امنية. 

يقول محتجون ان هذه الشجرة تقديرا لقرار اتخذه مسيحيو العراق بالامتناع عن الاحتفالات باعياد الميلاد هذا العام اجلالا للشهداء .

قادة الطائفة المسيحية في العراق قرروا بالاجماع الغاء احتفالات الميلاد تضامنا مع حركة الاحتجاج، ولكن الهدف من موقفهم هذا يذهب الى ابعد من اضواء البهرجة والاحتفال. شعارات لعراق موحد خال من الطائفية تدق صداها عميقا في ضمير الطائفة التي حرمت من حقوقها وتعرضت للتهميش منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003. وعلى مدى سنوات ايضا غادر مسيحيون العراق باعداد كبيرة بعد ان تم استهدافهم من قبل تنظيم القاعدة ومن ثم تنظيم داعش . خلال زيارة اخيرة له لساحة التحرير قال الكاردينال لويس روفائيل ساكو مطران الكنيسة الكلدانية في العراق، انا اشعر بالاندفاع .

وقال ساكو في لقاء مع اسوشييتدبرس "تشعر هناك الآن بانك عراقي، انه عراق جديد في طور الولادة ."

اندلعت الاحتجاجات في بغداد وبقية المحافظات الجنوبية الاخرى في 1 تشرين الاول عندما نزل في بادئ الامر آلاف من العراقيين الى الشوارع يطالبون باصلاحات سياسية كاسحة ووضع حد لنفوذ ايران في الشؤون العراقية. ما لا يقل عن 400 متظاهر لقي حتفه على ايدي قوات امنية ومجاميع مسلحة مجهولة اطلقوا عيارات نارية حية وقذائف غاز مسيلة للدموع لتفريق التظاهرات .

واضاف الكاردينال ساكو "أخلاقيا وروحيا لا يمكننا الاحتفال وسط هذا الجو المتوتر.. من غير الطبيعي ان نعرب عن فرحنا واحتفالنا في حين هناك آخرون يسقطون قتلى، هذا لا يصلح ."

ودعا ساكو الحكومة والبرلمان للاصغاء الى مطالب المحتجين من اجل البحث عن حلول مناسبة عبر الحوار، مشيرا بقوله "الحلول العسكرية سيئة ."

وقال ساكو انه وفقا لتعليمات الكنيسة فان احتفالات الميلاد ستقتصر على الصلوات فقط، اما الاموال التي خصصت لتزيين الطرق واحتفالات الطائفة فسيتم التبرع بها لصناديق دعم المحتجين الجرحى.

واضاف قائلا "لن يكون لنا احتفال آخر، لا يمكن لنا ان نقيم احتفالا كبيرا وبلدنا يمر بوضع حرج ." ولكن مسؤولي كنيسة قالوا إن مسيحيي العراق اقدموا على دعم حركة الاحتجاج، التي لا قائد لها، لاسباب اخرى . وأوضح ذلك ساكو قائلا بان انخفاض عدد السكان المسيحيين هيمن على قلقهم ازاء الوجود المسيحي في البلد. كان تعداد المسيحيين قبل الغزو الاميركي عام 2003 بحدود 1.5 مليون نسمة أو ما يعادل 6% من تعداد السكان الكلي. أما تعداد المسيحيين اليوم فيعتقد بانه أقل من ثلث ذلك الرقم . خلال هجوم تنظيم داعش في العام 2014 تم تهجير مسيحيين عنوة وهرب كثير منهم خشية ملاحقتهم من قبل المتطرفين. أما الذين رجعوا وجدوا بيوتهم قد دمرت وتبدل حال مكونهم العرقي الى الابد.

وقال ساكو "لقد عانينا كثيرا، منذ انهيار النظام السابق قتل منا الكثير وخطف منا الكثير وتعرض آخرون للتهديد وغادروا البلاد، وهناك كثير من بيوت تابعة لمسيحيين واملاك تمت الهيمنة عليها من قبل مجاميع مسلحة ." واضاف قائلا "لهذا فان المحتجين يخاطبون الحكومة بقولهم: نحن نبحث عن عدالة واستقرار وأن نكون مواطنين متساوين بالحقوق. نحن ايضا كمسيحيين نطالب بنفس العدالة لأنفسنا." البرت ألياس 50 عاما، ناشط مسيحي معروف في ساحة التحرير حيث يوزع نسخا مجانية من الانجيل، يقول "المعاناة الرئيسة التي عانيناها من النظام الطائفي هي التهميش. السياسيون جاءوا وقالوا لنا باننا مؤهلون وموالون، ولكن بعد ذلك لم يمنحنا أي أحد منهم موقعا في الحكومة لتكون لنا كلمة. لمسنا ذلك واقعيا نحن لا نعني شيئا بالنسبة لهم ."

ويقول الياس ان روح التظاهر ومواجهة المخاطر في ساحة الاحتجاج تتخطى حواجز المعتقد الديني والعرقي، مؤكدا بقوله "نحن جميعا نعاني من نفس الشيء، نحن نشاطرهم المخاطر. نحن هنا ولا نعرف متى سيأتي احدهم ويهاجمنا بسكاكين ."

 عن: اسوشييتدبرس