حكومة نريد وطن

Tuesday 17th of December 2019 07:37:56 PM ,
العدد : 4571
الصفحة : آراء وأفكار ,

ا.د.عامر حسن فياض

من حق الشعوب أن تكون مفتونة بشخصية أو شخصيات قيادية .. ومن حقها أن لا تجرب المجرب الذي فشل . ومن حقها أن ترفض عقدة الحزبية والتحزب ...

ومن حقها أيضاً أن تغادر أسطورة الزعيم الأوحد والقائد الضرورة والرئيس الرمز .. ومن حقها أن تختار من يحكمها والذي تختاره تثبت وطنيته والذي لا تختاره يثبت عدم اختياره شعبياً وطنية الشعب .

إن الشارع المحتج ليس مقراً للحكم بيد إنه ساحة للتمكين من الوصول الى حكم صالح .. والحكم الصالح في العراق للمرحلة المقبلة تقودنا الى عتباته والتحضير له والبدء به حكومة بديلة للمستقيلة ... هي حكومة لا تحكم شعب بل تستجيب للشعب فليس لها حق رفض مايريده الشعب ولا حق الفرض على ما لا يريده الشعب .

إنها حكومة إطفاء حرائق لا إشعالها ..وحكومة إيقاف تدهور لا تحقيق تطـــــــور .. حكومة انتقالية لحكم صالح لا حكومة حكم صالح لم يأت بعد .. حكومة عبور الى ضفة الشعب لا حكومة مراوحة عند جرف المحاصصة والفساد .. حكومة جبر خواطر شعب بكامله وليس جبر خواطر كتل سياسية متنفذة ..حكومة مواطنين ومواطنية لا حكومة اتباع ورعايا وزبائنية مكوناتية .. حكومة صناعة وطن لمن يريد وطن وليس لمن يبيع وطن ... حكومة بناء جسور بين التنوعات لا حكومة حفر قبور وشق خنادق بين التنوعات .. حكومة مهمات تحضير الانتخابات لا حكومة منتخبة.. حكومة بديل مستقبلي آت لا حكومة بديل عدمي يستثمر بالفوضى ولا بديل تابع يستقوي بأجنبي ولا بديل راهني غارق بالفساد والمحاصصة ... ولا بديل ماضوي يتوق العودة لسلطنة فرد أو جماعة متسلطة .. حكومة بديل يديرها رجال دولة لا رجال سلطة .

وأفضل الحكومات المنشودة لعراق هي حكومة مقبلة أول ضماناتها شارع محتج سلمياً .. والشارع المحتج مكان لصناعة رأي عام وطني عراقي واسع وليس رأي عام جهوي محاصصي ( ديني – طائفي –قومي عنصري) ... والشارع المحتج ساحة مراقبة شعبية بعد أن فشلت الرقابات المؤسسية الدستورية وفقدت الشجاعة في ممارسة وظيفتها في التربص للفساد ومحاسبة الفاسدين .. كما أن الشارع المحتج سلمياً هو الرافد المغذي لبقايا المسؤولين، غير المتنصلين عن المسؤولية الوطنية، بأمصال الشجاعة والجرأة والإرادة في اتخاذ القرارات الصائبة ضمن مسار التصحيح والإصلاح والتغيير المنشود .. كما أن الشارع المحتج سلمياً لا يطالب بحكم مفصل على مقاس اقليمي أو دولي بل ينشد حكماً مفصل على مقاس وطني مدني ديمقراطي عراقي مستقل ومن قبل حكومة مقبلة تأتي لتغادر كيما لا تتسيد ولا تتأبد بعد أن تنجز ما عليها تاركة بصمة ( الضيف الخفيف) تأتي من أجل ( من يريد وطن) وتغادر دون أن تضر وتتأبد لتصبح ضيفا ثقيلاً على شعب يستحق الأفضل دائماً .

وهكذا فأن أفضل الحكومات هي الحكومة التي تأتي لإنجاز مهمات غير مستحيلة ثم لتغادر تاركة بصمة في بوابة درب الحكم الصالح .