هجمات داعش تخلي 50 قرية في الحضر وعشرات أخرى فـي ديالى

Monday 23rd of December 2019 08:53:01 PM ,
العدد : 4575
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ وائل نعمة

تدريجيا بدأت الهجمات المسلحة، التي تحمل بصمة تنظيم داعش بالتصاعد في المناطق المحررة مع حلول الذكرى الثانية لاعلان بغداد نهاية التنظيم في البلاد.

ورغم الشكوك بوجود "تضخيم" في حجم تلك الهجمات لاسباب تتعلق بالتشويش على الاحتجاجات الشعبية، بحسب مسؤولين، الا انها (الهجمات) كشفت جوانب مخفية عن مرحلة ما بعد اعلان النصر، مثل وجود مئات القرى التي هجرها سكانها خوفا من غارات داعش.

حتى موعد الذكرى الثانية للنصر كانت القطعات العسكرية قد اعادت تمشيط نحو 70 الف كيلومتر مربع في مناطق حررت قبل عامين او اكثر، خلال 7 عمليات عسكرية اطاحت باكثر من 60 مسلحا، وتفتيش نحو 200 قرية.

وخلال الاسبوع الماضي، شنت تلك القوات حملات جديدة (بعضها مازالت مستمرة) في ديالى، والانبار، وكركوك، وجنوب الموصل، مع الاعلان عن حدوث هجمات، آخرها شاحنة مفخخة في غرب الانبار، واحباط عملية "انغماسية" الى جنوب الموصل.

كانت هجمات داعش في 3 محافظات هي (ديالى، كركوك، الانبار) قد تسببت بمقتل وجرح نحو 20 عسكريا بينهم ضابط، احداها استهدف "كتيبة دبابات" في شرق ديالى.

"ولي الله"

امس وعلى ضوء الهجمات الاخيرة، كشفت قيادة عمليات نينوى للحشد الشعبي، الاثنين، انطلاق عمليات "علي ولي الله" الثانية لتطهير جزيرة الحضر جنوب الموصل.

وكانت العملية الاولى في المنطقة ذاتها قد نفذت في آب الماضي، لـ"ملاحقة فلول تنظيم داعش الهاربين في الجزيرة".

وعن العملية الاخيرة، يقول قائممقام الحضر علي الاحمدي في اتصال مع (المدى) امس ان "هناك هجمات محدودة تقوم بها فلول داعش لمهاجمة بيوت متناثرة في القرى التي لم يهجرها سكنها".

واستنادا للاحمدي فان للحضر "159 قرية 108 منها مهجورة تماما" ببسبب الاوضاع الامنية وهجمات التنظيم. ويسكن تلك القرى نحو 20 الف نسمة، اغلبهم نزحوا الى المدن.

وتواجه القرى "الصامدة" التي لم يهجرها سكانها، هجمات متكررة تستهدف في العادة "مخاتير" ومتعاونين مع الحكومة. ويقول الاحمدي: "تكررت مثل تلك الحوادث 8 مرات لتخويف من يعمل مع الحكومة".

وحررت الحضر في نيسان 2017، في عملية خاطفة للحشد الشعبي خلال 48 ساعة فقط، فيما كان رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي قد التزم الصمت حينها ولم يعلن عن تحريرها خلافا لعادته في سير المعارك آنذاك ضد "داعش"، فيما فسر موقف الاخير وقتها بان حركة الحشد في غرب نينوى كانت على "خلاف رغبته".

مواجهة داعش

تقع الحضر وسط صحراء مترامية الاطراف تربط بين صلاح الدين والرمادي وسوريا. وتعجز القوات الامنية، بسبب اتساع المساحة عن مسك الارض، ما يجبرها على اعتمادها على الكاميرات الحرارية لمتابعة تحركات التنظيم.

ويقول علي الاحمدي ان "داعش يتحرك في عجلة واحدة او دراجة نارية لتنفيذ الهجمات"، مضيفا: "اذا هاجم داعش في المساء فان القوات ستأتي في الصباح لبعد المسافات، لذلك القرى التي لم تنزح هي القريبة من مقرات القوات الامنية". وكانت هناك خطة حكومية لتسليح الشباب في 50 قرية في غرب الموصل على اثر تصاعد هجمات داعش هناك قبل 6 اشهر، لكن هذه الخطة لم تكتمل لاسباب غير معروفة. ويقول قائممقمام الحضر: "توزيع السلاح بهذه الطريقة يثير المخاوف من عدم ضبطه ثم تسلله الى جماعات اخرى او تشكيل جماعات خارجة عن القانون".

وفي وقت سابق كشف آمر لواء انصار المرجعية في الحشد الشعبي حميد الياسري، ان القائد الجديد لـ"داعش"، بعد مقتل البغدادي الشهر الماضي في غارة في سوريا، وجه عناصره بالتوجه الى جزيرة الحضر ونقل العمليات والمسلحين الى هناك.

وقال الياسري في تصريحات سابقة، ان برقيات تصلهم من "المخابرات والاستخبارات تؤكد تسلل الدواعش من سوريا باتجاه العراق حاملين معهم غاز الخردل"، مبينا ان هناك "تقصيرا كبيرا من طيران الجيش لعدم ردعه لهذه العناصر في صحراء الحضر".

وقبل يومين قال الحشد في نينوى، انه تصدى لعملية "انغماسية" في جنوب الحضر. واضاف اللواء الثامن بالحشد في بيان أن "قوة من اللواء تحركت نحو عناصر داعش واشتبكت معهم، ما اجبرتهم على الهروب لجهة مجهولة واحبطت عمليتهم الجبانة".

هجمات بتوقيت حساس

تأتي تلك الاحداث بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ نحو 3 اشهر، فيما يقول علي الاحمدي ان "مركز محافظة الحضر آمن تماما وهناك بعض المبالغات في تصوير خطر التنظيم من بعض اعلام القيادات الامنية". وكانت عمليات مشابهة قد جرت خلال الايام القليلة الماضية، منها عمليات في شرق ديالى حيث لاتزال هناك 25 قرية مهجورة منذ نحو عامين، بحسب مسؤولين هناك، بسبب تهديدات داعش، بالاضافة الى نحو 10 قرى اخرى في المناطق المحاذية لصلاح الدين. وفي الانبار ايضا، تشن القوات الامنية عمليات متكررة خاصة في وادي حوران الذي اشيع مؤخرا، بانه تحول الى ملاذ مرة اخرى لتجمع داعش، وهو ما نفته العمليات المشتركة التابعة للحكومة.

فجر امس، انفجرت سيارة نقل في الطريق السريع في غرب الانبار قرب احد المنافذ الحدودية المهمة، مستهدفة قوة من الجيش. وقال احمد المحلاوي قائممقمام القائم لـ(المدى) ان "سيارة نقل نوع كيا انفجرت في الساعة السادسة والنصف صباحا قرب محطة (تي وان النفطية)، متسببة استشهاد جنديين وجرح ضابط".

بالمقابل قالت خلية الاعلام الامني التابعة للحكومة، في بيان امس، ان الحادث جرى خلال "تفتيش" العجلة التي كانت مركونة على الطريق.

وأضافت، أن ذلك "أدى إلى استشهاد مقاتلين اثنين من الفوج الثاني باللواء 32 في الفرقة الثامنة الماسكة للمنطقة، كما جُرح أحد الضباط"، مبينةً أن "البحث ما زال مستمراً عن العناصر الإرهابية التي أقدمت على هذا العمل الإجرامي". وتعد الحادثة الاخيرة هي الثانية خلال العام الحالي التي تجري قرب المنفذ الحدودي مع سوريا. في ايلول الماضي ضربت 3 انفجارات منطقة البو كمال القريبة من معبر القائم قبل ايام من افتتاحه ما ادى الى تأجيل افتتاحه لعدة ايام.

ويقول المحلاوي، ان الاوضاع في مركز القضاء (القائم) "مستقرة ولم تسجل خلال الاشهر الماضية اي هجمات بالداخل او نشاط ارهابي جديد".