تغريدة جديدة تحرك القبعات الزرق .. ومتظاهرون: ضوء أخضر لمهاجمتنا بـ العصي والسكاكين

Wednesday 5th of February 2020 08:49:07 PM ,
العدد : 4605
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى

من المتوقع ان ينفجر الوضع مرة اخرى في ساحات الاحتجاج، بعد ساعات من الهدوء المؤقت، عقب تغريدة جديدة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فهمت من جانب المتظاهرين انها اشارة الى "تدخل عنيف" ضد المتظاهرين.

وكانت اعمال العنف التي رافقت نزول "القبعات الزرق" التابعة للصدر، الى ساحات الاحتجاج كبيرة جدا، عقب تغريدة للصدر حدد فيها مهام اصحاب تلك القبعات.

الى ذلك، بدأت الشكوك تتصاعد، ازاء المواقف "المتناقضة" لزعيم التيار الصدري من الاحتجاجات، بحسب وصف مجموعة تطلق على نفسها "ابناء التيار"، طالبت الاخير بالظهور علانية، بعد تسرب انباء عن "وفاة الصدر" في طهران.

وقتل متظاهر واحد، في بغداد، بعد طعنه بالسكين الاثنين الماضي، خلال تدخل "القبعات الزرق"، لمنع متظاهرين، من التنديد بتكليف محمد علاوي، لرئاسة الحكومة، بديلا عن المستقيل عادل عبد المهدي.

ويعتبر القتيل الاخير، وفق ناشطين، هو الضحية الاولى التي سقطت على يد اصحاب القبعات، التي انحرفت مهامها، وفق تغريدات الصدر، من مهمة مساندة القوات الامنية لاعادة الدوام وفتح الطرق، الى الاشتباك مع المحتجين.

وأصيب، في الاشتباكات الاخيرة بين انصار الصدر والمحتجين، ثلاثة متظاهرين بجروح جراء ضربات بالعصي، في الحلة وسط محافظة بابل، قبل ان تتدخل القوات الامنية لفض وابعاد مجاميع "القبعات الزرق" عن خيم الاحتجاج في المدينة.

ويقول موسى رضا، ناشط في بغداد لـ(المدى) امس: "فهمنا من كلام زعيم التيار الصدري، بانه سيفسح المجال امام (التواثي) –العصي- والسكاكين لتنال من المتظاهرين، بحجة الحفاظ على السلمية"، في اشارة الى استخدام اصحاب تلك القبعات، للعنف ضد المحتجين، كما جرى في الايام الماضية. ودعا الصدر في احدث تغريدة له، اصحاب "القبعات الزرق" الى فتح المجال أمام القوات الأمنية للكشف عن "المخربين".

وقال الصدر على صفحته في (تويتر): "لا تمييز بين ثوار تشرين (السلميين)، وبين ثوار الإصلاح، إلا من له أجندات خارجية أو من يريد الفتنة، أو يحمل السلاح ضد العراقيين، أو من يريد تعطيل التقدم العلمي، من خلال غلق الصروح الدراسية، أو من يريد تعطيل الحياة اليومية، فكل هؤلاء ليس منا نحن العراقيين الوطنيين".

وتابع، "هلموا معا، لنكشف المخربين وأدعياء الوطنية، وذلك من خلال مساعدة ومعونة قواتنا الأمنية البطلة، وما على الأعزة الغيورين، من أصحاب (القبعات الزرق)، إلا تمهيد الطريق لذلك، بكل ود وسلام ومحبة، فقلوبهم مفتوحة للجميع، كما عهدتهم وخبرتهم من ذي قبل".

وكان اصحاب "القبعات الزرق"، قد تراجعوا اول من امس، بعد وقت قصير من تغريدة الصدر، من وسط ساحة التحرير، الى بناية المطعم التركي، التي سيطروا عليها ليلة تكليف علاوي، نهاية الاسبوع الماضي، بعد طرد المتظاهرين منها.

وكتب الصدر، في تغريدة نشرها الثلاثاء الماضي: "القبعات الزرق واجبها تأمين المدارس والدوائر الخدمية سلمياً، وليس من واجبها الدفاع عني وقمع الأصوات التي تهتف ضدي".

كما أضاف "أخوتي القبعات الزرق واجبكم تمكين القوات الأمنية من بسط الأمن وحماية الثوار وحينئذ ينتهي دوركم" في إشارة إلى ضرورة انسحابهم من ساحة التحرير في بغداد، بعد تكرار الاعتداءات التي التقطتها كاميرات الناشطين.

وكان آلاف الطلاب، توافدوا في صباح الثلاثاء، إلى ساحة التحرير وسط بغداد تلبية لدعوة اتحاد جامعات بغداد إلى "مليونية طارئة" تنطلق من وزارة التعليم العالي إلى مركز العاصمة.

كما تعالت الأصوات في "نفق التحرير" منددة بتكليف محمد علاوي بتشكيل حكومة جديدة. وغص نفق التحرير، بأعداد كبيرة من الحشود الطلابية الرافضة للأحزاب السياسية في البلاد.

في المقابل، أظهرت مقاطع مصورة ضرب عدد من أنصار الصدر للمحتجين في ساحة التحرير. واعتبر المحتجون رسالة الصدر ودعمه لعلاوي "خيانة"، وهتفوا وسط بغداد "مرفوض بأمر الشعب لا تغرد إنت بكيفك"، وأخرى "ثورة شبابية محد قادها".

انسحاب القبعات الزرق

ويؤكد الناشط من بغداد موسى رضا، ان هدوءا حذرا عم "في ساحة التحرير بعد انسحاب القبعات الزرق الى المطعم التركي"، مبينا ان بعضهم "خلع قبعته واستمر بالبقاء وسط الساحة، رغم صدور اوامر لهم من قياداتهم".

ودخلت الخميس الماضي، وفق ما قاله ناشطون، عدة فرق تابعة لاصحاب القبعات الزرق، الى ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها، قبل ان يفرضوا سيطرتهم على "المطعم التركي"، ويفتحوا "زنازين اعتقال" قريبة من الساحة.

وكشف الناشط من بغداد، اماكن الاعتقال، التي قال انها "كرفانات كانت مخصصة لمبيت الحراس"، مشيرا الى انها "واقعة في كراج التحرير الخاص بالسيارات، واخرى قريبة من عمارة الالكترونيات في الباب الشرقي".

وقال شباب متظاهرون، في وقت سباق، انهم يسمعون "صراخ" يأتي من داخل تلك الكرفات، فيما يؤكد، موسى رضا، بان "القبعات الزرق يعتقلون كل من يقوم بالتصوير".

واظهرت، امس، مقاطع فيديو بثها ناشطون مهاجمة اصحاب تلك القبعات، لطالبات ومسعفات، وسط بغداد، ومنعهن من التصوير، اثناء قيام انصار الصدر، بضرب المحتجين، في شارع السعدون، الثلاثاء الماضي.

بالمقابل، اظهرت لقطات اخرى، نشرتها مواقع مؤيدة لزعيم التيار الصدري، قيام اصحاب القبعات الزرق، والدفاع المدني، بتنظيف المطعم التركي، والاعلان عن فتح دورة في البناية لـ"تعليم قراءة القرآن".

وكان انصار الصدر، قد منعوا، منذ سيطرتهم على المطعم الذي يضم 13 طابقاً، دخول المتظاهرين الى البناية، باستثناء "الصدريين".

مصير الصدر

في غضون ذلك، نشرت مجموعة وصفت نفسها بـ"ابناء التيار الصدري"، رسالة ارسلتها الى مكتب الصدر، تطلب منهم "اثبات" ان الاخير "حي يرزق" في ايران، بعد شكوكها بالتغريدات الصادرة عن زعيم التيار الصدري.

وغادر الصدر، الى قم الايرانية، في بداية تشرين الثاني الماضي، فيما قال مقربون من الاخير، ان ذهابه كان لاكمال دراسته الدينية.

وقال "ابناء التيار" في الرسالة المنشورة، ان هناك "قرائن تزيد شكوكنا بان تغريدات السيد القائد الاخيرة مكتوبة دون علمه، كتبت بايدي ايرانية"، فيما اشاروا الى "عدم وحدة الموضوعية في التغريدات الاخيرة، وهذا مالم نعهده بتغريدات السيد القائد السابقة". وعلى ضوء تلك الشكوك، طالبت الرسالة، بظهور "الصدر" في بث حي، يذكر فيه الوقت والتاريخ، ويعترف فيه الاخير، بان التغريدات الاخيرة، صدرت عنه.

وكان الصدر، قد دعا بعد ايام من "الحياد" الى دعم "الثورة" بأعداد حاشدة. وقال الصدر، في تغريدة ثانية على "توتير" يوم الثلاثاء، "تحية إجلال وإكبار وإكرام لمتظاهري تشرين ولكل محبي الإصلاح ممن تعاونوا على إرجاع الدراسة والعلم والتعليم ليستتب الأمن والأمان".

وأضاف: "لذا صار من الضروري دعم الثورة بأعداد حاشدة ليقوى عودها ويشتد ساعدها ضد الفاسدين ويحفظ سلميتها وهيبتها".

بدوره نفى القيادي في التيار الصدري، امير الكناني، تلك الانباء. وقال في اتصال مع (المدى)، امس ان الرسالة "لا تستحق الرد".

واضاف الكناني تعليقا على مواقف الصدر الاخيرة "كل دعوات سماحة السيد هي دعم للتظاهرات والمطالبة بالاصلاح"، مشيرا الى ان الاخير "ضد اعمال الشغب التي يقوم بها البعض بغلق المدارس وقطع الطرق والاعتداء على الموظفين والقوات الامنية".