75 أسرة تعود لـ باطنايا المدمرة وترفع عنها تسمية مدينة الأشباح

Saturday 22nd of February 2020 09:51:28 PM ,
العدد : 4616
الصفحة : ترجمة ,

 ترجمة: حامد احمد

باطنايا، بلدة يقطنها مسيحيون في شمالي العراق، تقع على بعد 45 كم عن الموصل. قبل اجتياحها من قبل داعش كانت هناك 950 عائلة تعيش فيها. 

واستخدمت البلدة من قبل تنظيم داعش كقاعدة لاطلاق قذائف على المناطق المحيطة بها ولهذا فان المنطقة تعرضت لهجمات تدميرية اثناء عمليات التحرير قسم منها من قبل مسلحي داعش والقسم الآخر من الضربات الجوية للتحالف .

واستنادا لدراسة اعدتها مؤسسة جيرج ان نييد، الخيرية فان من مجموع 977 بيت في البلدة لم يبق فيها سوى 10 بيوت فقط لم تصب بضرر، مشيرة الى ان ثلثي البيوت فيها قد دمرت تماما او حرقت. اي تفكير بالعودة بعد تحريرها عام 2017 بالنسبة لاهالي البلدة النازحين كانت تبدو مستحيلة. على مدى اكثر من سنتين كانت بلدة باطنيا تبدو كمدينة اشباح.

استمر هذا الوضع لحد الصيف الماضي على اقل تقدير. وكانت اول عائلة قد عادت الى البلدة بتاريخ 22 حزيران عام 2019. كان بيتهم في وضع مزر ولكن، فارس حنا، كان ما يزال مصرا على العودة .

وقال فارس "انه بيتي قبل كل شيء". وكان مستعصيا عليه جدا ان يقنع زوجته واطفاله الثلاثة بالعودة الى البلدة .

ومضى فارس بقوله "لم يكن هناك كهرباء او ماء اسالة، ولا جيران تستأنس بهم. حتى ابسط الاشياء وهي الخروج لشراء بعض الاشياء تعتبر شيئأ من المجازفة وذلك لانه يتطلب علينا قطع مسافة 5 كم تقريبا للوصول الى اقرب منطقة مجاورة وتتخلل هذه السفرة المرور عبر عدة نقاط تفتيش للجيش ."

القس آرام راميل، راعي احد كنائس باطنايا كان من اكثر الذين قدموا خدمات لعائلة فارس منذ قدومه للبلدة، ولم تمر ليلة دون ان يزوره ليطمئن عليه .بعد عائلة فارس، شجعت عوائل اخرى للقدوم الى البلدة من بينها عائلة نوح اوراها، مع زوجته ساندرا واولاده الخمسة. وكانوا قد رجعوا الى باطنايا في 25 ايلول عام 2019. وكانت هناك عائلتان اخرى قد وصلت ايضا .

صاحب محل عطارة سابق يدعى داوود سالم، قرر ان يفتح محلا وكانت تلك اول مبادرة منه مع عودة نازحين وبدء حياة طبيعية من جديد.

اندريز هليمبا، ممثل مؤسسة جيرج ان نييد الخيرية لمنطقة الشرق الاوسط، قال ان الخطوة التي قام بها صاحب المحل سالم تعد جيدة جدا ولكنه لم يكن يتوقع ان تأتي عوائل وتتسوق منه. ولكن العوائل العائدة تجد من الافضل التسوق من مكان قريب وعدم الذهاب بعيدا، اكثر من 75 عائلة وصلت حاليا للبلدة وهذا ما سيجعل البلدة تزدهر من جديد .

 موقع اليتيا الاخباري الايطالي