اسوشييتدبرس: الرد الأميركي أعطى مبرراً لتكرار استهداف قواعد التحالف

Saturday 14th of March 2020 08:14:27 PM ,
العدد : 4631
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة: حامد احمد

أعلن العراق، امس السبت، القبض على صاحب المرآب، الذي احتوى منصات الصواريخ التي اطلقت على معسكر التاجي شمالي بغداد.

وأكدت قيادة عمليات بغداد في بيان تابعته (المدى) أنه تم "القبض على صاحب الكراج في منطقة أبو عظام الذي انطلقت منه الصواريخ"، كما اكدت إحالة "جميع منتسبي نقطة التفتيش القريبة من المرآب إلى التحقيق".

وكان مصدر في الشرطة أفاد، صباح السبت، بأن القوات الأمنية عثرت في منطقة "أم العظام" شمالي بغداد، على المنصات التي أطلقت منها الصواريخ باتجاه معسكر التاجي.

واعلن مسؤولون امنيون عراقيون، امس، تعرض قاعدة التاجي لضربة جديدة اخرى بسلسلة صواريخ كاتيوشا وذلك بعد ايام فقط من هجوم مماثل قتل فيه ثلاثة جنود من قوات التحالف بينهم جنديان اميركيان.

واستنادا للمسؤولين الامنيين العراقيين، الذين تحدثوا دون ان يكشفوا عن اسمائهم، فان جنديين عراقيين على الاقل قد تعرضا لجروح بسبب الهجوم الصاروخي الجديد.

وقال المسؤولون ان اكثر من 25 صاروخا قد سقط داخل القاعدة، مشيرين الى ان قسما من الصواريخ سقطت على المنطقة التي تتمركز فيها قوات التحالف، في حين وقعت اخرى على مدرج تستخدمه القوات العراقية داخل القاعدة .

وعلى عكس الهجوم الاول ضد قاعدة التاجي الذي حدث اثناء الليل، فان هجوم يوم السبت وقع خلال الصباح .

الهجوم الصاروخي الذي وقع الاربعاء على معسكر التاجي تسبب ايضا بمقتل مجندة بريطانية، وقد حفز ذلك الجانب الاميركي للرد بضربات جوية قال عنها مسؤولون اميركان بانها استهدفت منشآت ومخازن اسلحة تابعة لفصائل مسلحة مدعومة من ايران .

من جانب آخر، قال الجيش العراقي ان تلك الضربات الجوية تسببت بمقتل خمسة منتسبين من القوات المسلحة العراقية مع مقتل مدني، في حين تعرض خمسة مقاتلين من قوات الحشد لجروح.

واستنكر المسؤولون العراقيون الضربات الجوية بوصفها انها تشكل خرقا للسيادة واستهدافا عدوانيا ضد قوات مسلحة نظامية داخل البلد.رئيس الجمهورية برهم صالح قال ان تكرار مثل هكذا اعمال عدائية قد يجعل العراق يفقد هيبته ويتحول لدولة فاشلة تفسح المجال لظهور تنظيم داعش من جديد.

تعهد الفصائل المسلحة بالثأر للضربات الجوية الاميركية التي وقعت فجر الجمعة ينذر بدوامة اخرى من عنف الضربات المتبادلة بين واشنطن وطهران التي من الممكن ان تحدث على الاراضي العراقية .وقال محللون ان تسبب الغارات الاميركية بمقتل جنود عراقيين قد يعطي زخما ومبررا اكبر للفصائل المسلحة بان تشن هجمات مقابلة ضد القوات الاميركية في العراق .سجاد جياد، باحث ومدير سابق لمركز البيان للدراسات، قال "علينا ان لا ننسى بان الحشد الشعبي هو مفصل معترف به ضمن مفاصل القوات المسلحة العراقية وهو ليس بمعزول عن القوات الامنية وغالبا ما يتواجد بنفس القواعد ويتشارك مع القوات المسلحة بنفس المنشآت العسكرية ."

واضاف المحلل "اما الان فان قسما من هذه الفصائل المسلحة ضمن قوات الحشد التي أيدت الهجوم الاول على قاعدة التاجي، تشعر انه عليها التزام الان وربما حق شرعي بأن ترد، ليس على ما يظهر لحماية السيادة العراقية بل لادامة الضغط على الأميركان." ومضى المحلل جياد بقوله "لم تعد هناك خطوط حمراء".وكان هجوم يوم الاربعاء الصاروخي على قاعدة التاجي هو الاعنف ضد القوات الاميركية في العراق منذ الهجوم الصاروخي الاخير على قاعدة عراقية في شهر كانون الاول تسبب بمقتل متعاقد اميركي. ذلك الهجوم تسبب بسلسلة هجمات جرت العراق لحافة نشوب حرب.

وبعد ان قتل المتعاقد الاميركي شنت الطائرات الاميركية ضربات جوية ضد قاعدة لاحد فصائل الحشد الشعبي ترتب عليها الخروج باحتجاجات ضد السفارة الاميركية في بغداد .

وبعد اقدام واشنطن على قتل قائد فيلق القدس الايراني الجنرال قاسم سليماني بهجوم طائرة مسيرة قرب مطار بغداد الدولي، ردت ايران بهجوم ضد قاعدة عين الاسد حيث تتواجد فيها قوات اميركية استخدمت خلال الهجوم صواريخ ارض ارض بالستية تسبب بتعرض اكثر من 100 جندي اميركي لرجات في الدماغ. وكان ذلك الهجوم هو الهجوم المباشر الاعنف الذي تقوم به ايران على اميركا منذ سيطرتها على السفارة الاميركية في طهران عام 1979 .وكانت كل من ايران والولايات المتحدة قد تراجعتا عن تنفيذ مزيد من الهجمات عقب حادثة سليماني. وقال مسؤول اميركي كبير في حينها، في اواخر شهر كانون الثاني عندما هدأت حدة التوتر بين اميركا وايران، ان قتل أميركان يعد خطا أحمر قد يشعل شرارة مزيد من العنف .