مراقبون: التحالف الدولي يمهد لبقاء طويل في 6 قواعد عراقية

Monday 13th of April 2020 09:35:45 PM ,
العدد : 4648 (نسخة الكترونية)
الصفحة : سياسية ,

 بغداد / المدى

يرى مختصون أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ماضٍ بترسيخ وجوده في العراق. وقال مهدي خزعل، رئيس مركز الكلمة للدراسات السياسية، إن "المشهد السياسي العراقي معقد بصورة كبيرة".

وأضاف خزعل أن القوات الأميركية نشرت منظومة باتريوت وفعلَّتها، نتيجة استشعارها خطر يهدد سلامتها من قبل المجموعات المسلحة الموالية لإيران في العراق، أو كما تسميها واشنطن أذرع إيران".

وتابع خزعل، أن العراق يمر بمخاض تشكيل حكومة، ومواجهة وباء فايروس كورونا المستجد، وأزمة اقتصادية، بالتالي لن تعكس تحركات الولايات المتحدة في العراق أهمية كبيرة، خاصة مع وجود مشكلة حقيقية دفعت القوات الأميركية إلى هذا الاتجاه.

وحول تأثير تلك المستجدات على مهمة مصطفى الكاظمي، المكلف بتشكيل الحكومة العراقية، أشار خزعل إلى أن "الفصائل المسلحة في العراق مازالت تصرح وتهدّد بأشكال مختلفة، ورئيس الحكومة الجديد يمر بمرحلة صعبة في ظل توسع وتمدد النفوذ الأميركي والإيراني داخل البلاد، ما أدى إلى حالة أضطراب كاملة داخل العراق".

ولفت مهدي خزعل، رئيس مركز الكلمة للدراسات السياسية، إلى أنه رغم ذلك يحاول الكاظمي أن يوازن بين الطرفين من أجل التهدئة والنأي بالعراق عن الصراع بين إيران وأميركا".

وكانت معلومات قد تحدثت عن وصول نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، إلى قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار، كما وصلت تسريبات بوصول وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إلى نفس القاعدة في زيارة غير معلنة. وأفادت مصادر إعلامية، ‏عن لقاء وزير الدفاع الأميركي بِشخصيات عراقية بارزة. وتعليقاً على ذلك، نفى المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، مايليز كاغيز، الأنباء التي تحدثت عن إجراء وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، زيارة إلى العراق.

وقال كاغيز إن التقارير المتعلقة بزيارة إسبر إلى العراق "لا أساس لها من الصحة".

وأضاف أن "العديد من الأخبار المزيفة نُشرت مؤخراً عن أنشطة التحالف الدولي في العراق، وخبر زيارة وزير الدفاع يدخل في هذا الإطار".

الى ذلك، قال الخبير العسكري أحمد الشريفي: "زيارات مسؤولين أميركيين فيها إيحاء واضح على أن المسار السياسي في العراق ذاهب باتجاه الفرصة الأخيرة، فيجب على العراق أن يحدد موقفه، أما مع الولايات المتحدة أو ضدها". وتابع الشريفي بالقول إن "القرار الأميركي قد اتخذ، حيث سيكون البديل للتسوية السياسية هي التسوية العسكرية، وهذا ما يفسر سبب نشر صواريخ باتريوت، أي أن قرار الاشتباك مع الفصائل المسلحة قد اتخذ".

وتابع الشريفي قائلاً إن "الموضوع لا يقتصر على العمليات في العراق، وإنما ستتوسع باتجاه إيران، لتتحول المعادلة من صراع محلي إلى صراع إقليمي، ولا نستبعد أن يأخذ مديات أوسع ليتحول إلى صراع دولي".

في سياق متصل، كشف المختص بالشأن العسكري صفاء الأعسم، أمس الاثنين، عن وجود خطط عسكرية اميركية لابقاء قواتها في 6 قواعد لأكثر من 10 سنوات مقبلة دون الاهتمام الى تشكيل الحكومة الجديدة، مبيناً أن الحكومة الجديدة والحالية لم تتضمن من وضع حد للتصرفات الاميركية.

وقال الأعسم إن "القوات الاميركية انسحبت في المواقع العسكرية وركزت وجودها في قواعدها الرئيسة ما يعني عدم وجود انسحاب حقيقي". وأضاف أن "القوات الأميركية تعمل حالياً من خلال أربع قواعد عسكرية"، مشيراً إلى أنها "تسعى الى إنشاء قاعدتين جديدتين خلال المرحلة المقبلة".

واوضح أن "الجانب الاميركي مسيطر بشكل تام على الأجواء العراقية ولم تتمكن الحكومة الحالية أو الجديدة من إجراء أي انسحاب لتلك القوات كونها تخطط للابقاء لمدة تزيد عن 10 سنوات". واستناداً لمسؤولين أميركان، فأن منظومات الدفاع الجوي الجديدة دخلت مرحلة التشغيل وتقوم الآن بحماية قوات أميركية وحلفائها في قواعد عسكرية في العراق تعرضت خلال الأشهر الأخيرة لهجمات صاروخية من قبل مجاميع مسلحة .

ونقلت وكالة اسوشييتدبرس الأميركية عن مسؤولين أميركان، رفضوا الكشف عن اسمائهم، أن راجمات صواريخ باتريوت ومنظومتين أخريين لصواريخ قصيرة المدى باشرت بالعمل الآن في قاعدة الأسد الجوية وكذلك قاعدة عسكرية في عاصمة إقليم كردستان أربيل، مشيرين الى أن منظومة دفاع لصواريخ قصيرة المدى قد نصبت أيضاً في معسكر التاجي .

وكان الجيش الأميركي وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية يقوم بنقل هذه المنظومات الدفاعية بشكل تدريجي الى العراق، وذلك لتوفير مزيد من الحماية لقواته التي تعرضت لسلسلة هجمات بقذائف صاروخية وكاتيوشا .

وقد طرحت تساؤلات حول الافتقار الى منظومات دفاع جوي في القواعد بعد فترة وجيزة من إطلاق إيران هجوماً كثيفاً من صواريخ بالستية على قوات أميركية في قاعدة الأسد في شهر كانون الثاني. ولكن ذلك استغرق وقتاً من مفاوضات متواصلة مع قادة عراقيين لجلب المنظومات داخل العراق وتحديد مناطق نصبها . منظومات الدفاع الجوي هذه قد دخلت مرحلة التشغيل الآن، وذلك وسط تحذير من مسؤولون أميركان من أن تهديدات المجاميع المسلحة ماتزال قائمة. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الاميركي الجنرال مارك ميلي، في تصريحات نشرتها (المدى) في عددها السابق، إنه بسبب تلك التهديدات، فأن مئات من جنود الفرقة 82 المحمولة جواً، ما تزال تتواجد في العراق .

وقال إن كتيبة واحدة فقط من تلك الفرقة سمح لها بالعودة للولايات المتحدة، مشيراً الى أن "الوضع المتعلق بالمجاميع المسلحة لم يتم حسمه 100%. ولهذا فإن هذه القوات ستستمر بمهامها في العراق لحين التأكد من انحسار تلك التهديدات."