القوى السياسية ترجح التصويت على حكومة الكاظمي خلال أسبوع

Friday 17th of April 2020 08:13:46 PM ,
العدد : 4651 (نسخة الكترونية)
الصفحة : سياسية ,

 بغداد / المدى

بعد فشل تكليفين سابقين لمنصب رئيس الوزراء، تتجه الأنظار إلى رئيس الحكومة المكلف مصطفى الكاظمي، الذي أكد أن حكومته جاهزة وأنه راعى في اختيار الوزراء النزاهة والكفاءة، وأن مهمته الأساسية إبعاد العراق عن الصراعات الإقليمية.

أعلن الكاظمي في تصريحات صحفية أنه سيكون هناك حوار جاد مع الولايات المتحدة بشأن طبيعة وجودهم في العراق، مشيرا إلى أنه سيعمل على الانفتاح بشكل جاد على المحيطين العربي والإسلامي وطبقاً لمبدأ المصالح المشتركة.

وكشف عضو تيار الحكمة الوطني ياسر اللامي، عن التحديات التي تواجه المكلف، وقال ان "الكاظمي قادر على تغيير الصراع الأميركي الإيراني إلى مساحة للتلاقي وفرصة لجعل العراق أكثر أريحية لاستحصال المكاسب من الجارة إيران ومن أميركا".

وقال اللامي إن "الكاظمي منذ تكليفه حصل على إجماع وطني لا يقتصر على المكون الشيعي، بل هناك إجماع سياسي عليه، ونؤكد أنه سيحصل على ثقة البرلمان في أول جلسة وهو الآن في طور إعداد كابينته الوزارية مع مراعاة التوازن المكوناتي في العراق بهذه الحكومة".

وأضاف عضو تيار الحكمة أن "اول التحديات التي تواجه حكومة الكاظمي هي جائحة كورونا وكيفية التغلب عليها، والتدهور الكبير في أسعار النفط وتأثيره على المستوى الاقتصادي في العراق، وهذان الملفان يرتبطان بدرجة كبيرة بتنظيم العلاقات الخارجية مع العراق".

وأوضح اللامي: "نؤمن بما يتمتع به المكلف من علاقات خارجية جيدة بنجاحه في هذا الملف الذي سيلقي بظلاله على هذه الملفات، والأهم من ذلك هو التهيئة للانتخابات المبكرة وهذا أمر مهم". 

وتابع اللامي: "تحدثنا مع الكاظمي وقلنا له إن سيادة العراق ومنع التدخلات في العراق يجب أن يوضع لها حد"، لافتاً إلى أنه "قبل أيام قليلة القوى الشيعية أو اللجنة السباعية أكملت مبادئ أساسية مع الكاظمي واهمها هو حصر السلاح بيد الدولة، وجدولة اخراج القوات الأجنبية". وبين أنه "تم الاتفاق مع الكاظمي بأن هيئة الحشد الشعبي تعامل كمعاملة أي مؤسسة أمنية وعلى الفصائل المنضوية في الحشد الشعبي أن تكون تحت خيمة القائد العام للقوات المسلحة وأن تبتعد عن أي تصرفات فردية غير مسؤولة".

بدوره قال حسن خلاطي النائب الآخر عن تيار الحكمة، ان "الظروف المتوفرة لرئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، افضل من تلك التي رافقت مشوار تكليف سابقيه وهناك ارضية مثالية لتمرير الحكومة"، مبينا ان "الاجواء داعمة للكاظمي والجميع على قناعة بانه لا طريق امامنا الا تمرير الحكومة نتيجة لعدة اسباب".

واضاف ان "الازمات التي مر بها العراق هي ازمات متعددة وآخرها ازمة وباء كورونا، اضافة الى الهزات السياسية التي مر بها البلد وما حصل خلال فترة التظاهرات وعدم الاستقرار السياسي تفرض على الجميع ان يكونوا على قدر المسؤولية، وتبعد بشكل كبير قضية التمسك بالاستحقاقات او المحاصصة"، مرجحا ان "يشهد احد ايام الاسبوع القادم عقد جلسة للتصويت على الكابينة الوزارية للمكلف".

واكد خلاطي، ان "الكتل السياسية ورغم انها فوضت الكاظمي باختيار اعضاء كابينته الحكومية، لكنه رغم هذا فهو بحاجة الى ان يمزج بين آرائه وآراء القوى السياسية ورؤيتهم حول شكل الكابينة المقبلة، وهو شيء مهم لتشكيل حكومة قوية وقادرة على ادارة الملفات المناطة بها".

وتعليقا على هذا الموضوع قال، عضو مجلس النواب السابق عن محافظة كركوك إسماعيل الحديدي، إن "اللعبة السياسية في العراق تسير حسب أهواء الكتل السياسية وأن العملية السياسية تسير طالما أن هناك استجابة لمطالب الكتل"، مضيفا أن "هناك بعض الإملاءات الخارجية تؤثر أيضا على الوضع السياسي". وحول تصريح الكاظمي بشأن إجرائه حوارا جادا مع الولايات المتحدة بشأن طبيعة وجودهم في العراق، قال المحلل نجم القصاب، إن: "الكاظمي يحاول أن يتخذ قرارات وسطية متوازنة عكس ما كان من قبل عادل عبد المهدي"، مضيفا أن "الكاظمي يحتاج الى الولايات المتحدة في هذه المرحلة الصعبة". وأوضح القصاب، أن هناك تحديات كثيرة بانتظار حكومة الكاظمي أولها الامتعاض من قبل الشعب العراقي، حيث حدد المحتجون يوم العشرين من هذا الشهر موعدا للتظاهرات هذا بالإضافة للأزمات الاقتصادية.

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة المستنصرية عصام الفيلي، إن عملية تكليف الكاظمي لم تكن سهلة وذلك يرجع إلى أن رئيس الوزراء المكلف وضع منذ البداية خطة للتخلي عن عملية فرض الشخصيات في الكابينة الوزارية، وهذا يعتبر تطورا في العملية السياسية في العراق، مضيفا أن هذا لا يعني أنه سيسعى لتشكيل حكومة مستقلة مئة بالمئة فقد يحاول الموازنة بين الحكومة المستقلة والحزبية.