مراقبون: الكاظمي قادر على ملاحقة قتلة المتظاهرين وسحب سلاح الفصائل

Monday 11th of May 2020 09:43:41 PM ,
العدد : 4670
الصفحة : سياسية ,

 متابعة / المدى

يقول مراقبون، ان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي قادر على ملاحقة قتلة المتظاهرين الذين بلغوا نحو 700 شهيد بالإضافة الى 23 الفا من الجرحى.

ورجحوا ان يشارك الكاظمي بتسويات بين واشنطن وطهران ستلقي بظلالها على المشهد العراقي ما يجبر الفصائل المسلحة على تسليم سلاحها.

قال عبد الستار الجميلي، أمين عام الحزب الطليعي الناصري بالعراق، إن مهمة محاسبة قتلة المتظاهرين ليست أمرا سهلا نظرا لمراكز القوى التي تحتلها الأطراف المتورطة في هرم ومفاصل السلطة، ومنظومتها العميقة.

وأضاف أمين الحزب الطليعي لـ (سبوتنيك): "بالتالي فإن الكاظمي إذا ما قرر اتخاذ هذه الخطوة، فلن يتخذها مباشرة، إلا بعد أن يثبت أركان حكومته وتجميع مصادر قوته والتخلص على الأقل من مراكز القوة الأكثر تأثيرا في منظومة الدولة الأمنية، وبعض الميليشيات المسلحة التي لا يمكن الاستهانة بقوتها".

وتابع الجميلي "فضلا عن حاجته للدعم المحلي والعربي والدولي المطلوب، وحتى يستطيع أن يبلور ذلك كله فإن الأمر يحتاج سياسة تدريجية تحقق بين مرحلة وأخرى (...) مواقع صادة للقوى، التي مازالت تمتلك ربما الأوراق الأصعب في الموازنة السياسية الحالية، ولن تقف مكتوفة الأيدي".

ولفت الجميلي إلى أن مهمة الكاظمي لن تكون سهلة، لكنها ليست مستحيلة، إذا ما قرر اتخاذ الخطوة وبدأ في تنفيذها على مراحل.

وقال علي عزيز، الناشط في التظاهرات: "من الناحية الفعلية، يملك الكاظمي سلطة محاسبة قتلة المتظاهرين لأنه اليوم رئيس وزراء وهذا الشيء أصبح أمرا واقعا في العراق".

الى ذلك قال أحمد الشريفي، الخبير الستراتيجي، إنه من المبكر جدا أن نحكم على الأدوات التي سوف يستخدمها الكاظمي لمعالجة الأزمات التي تنتظره ومنها قضية المتظاهرين والاعتداء عليهم، وكما اتضح من سير الأحداث فإن حكومة الكاظمي هي جزء من تسوية إقليمية".

وأشار الشريفي إلى أن "المعطيات تشير إلى أن إيران داخلة إلى مسار التفاوض لتحديد مسار العلاقة بين واشنطن وطهران في المراحل القادمة، وهناك الكثير من الأحداث تؤكد هذا الأمر عن طريق فتح حوار مباشر أو عبر أطراف عراقية لحسم ملف الصراع على العراق"، مضيفا: "حكومة الكاظمي هي جزء من هذا الطريق".

ولفت الخبير الستراتيجي الى أنه "ليس بعيدا عن تلك الترتيبات ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة وبالتحديد في السعودية، وقيامها بسحب 4 بطاريات صواريخ باتريوت، وهو ما يعطي انطباعا بأن الولايات المتحدة وصلت إليها رسائل تطمين بأنه لن تكون هناك ضربات أخرى للسعودية مثل ضربة أرامكو، ولن يكون هناك تصعيد عسكري، لذلك وجدت أمريكا أن هناك انتفاء لضرورة وجود مثل هذه الصواريخ".

وأكد الشريفي: "هذه الرسائل تشير إلى أن قابلية التفاوض بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وصلت إلى مراحل متقدمة، وأكبر دليل هو تشكيل حكومة الكاظمي والأسلوب الذي تعمل على أساسه، وبالتالي دخلت الفصائل المقاتلة والموالية لإيران في العراق بهذا الإطار، وبدأت بالفعل سحب الألوية التابعة للمرجعية وجعلها ضمن مؤسسات الدولة، ويدلل أيضا على هذا التوافق، الهدوء الذي رافق عملية ترشيح الكاظمي وصمت الفصائل التي كان مرفوضا في السابق من قبلها".

وأوضح الشريفي أن المرحلة القادمة قد تشهد العديد من التسويات والتوازنات وإلقاء الفصائل للسلاح والانخراط في العملية السياسية وترتيب الأوراق والدخول في تفاوض ربما بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وسبقتها عمليات تمهيد لحوار بين السعودية وإيران.

وتابع: "المعطيات تتحرك في هذا الاتجاه، ومن المبكر جدا أن نحكم على الكيفية التي ستحكم المسار لكيفية تلبية مطالب المتظاهرين من جانب الكاظمي، لأنه لن يخضع فقط للاستجابة لمطالب المتظاهرين دون أن يزج بمسألة التسوية الإقليمية بين إيران والسعودية وبين إيران وأمريكا ضمن إطار الآليات، التي سيتم تبنيها والخيارات التي سيرى أن تنفيذها سيكون صعبا، أي أن التسوية الدولية ألقت بظلالها على تسوية إقليمية دفعت باتجاه تسوية محلية بالعراق ولربما تسويات في عموم المنطقة من اليمن إلى لبنان وسوريا.

ومنح البرلمان ثقته لحكومة رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، بعد التصويت على 15 من الوزراء المرشحين للحقائب الوزارية، فيما تم تأجيل التصويت على وزارتي الخارجية والنفط ورفض 5 مرشحين.

يذكر أن مصطفى الكاظمي، ثالث شخصية يتم تكليفها، من جانب الرئيس برهم صالح، بتشكيل الحكومة خلال 30 يوما، بعد إخفاق سلفيه عدنان الزرفي ومحمد توفيق علاوي، في حشد تأييد لهما.