التحالف الدولي يخلي قاعدة بسماية ويستعد لمغادرة قاعدة التاجي

Saturday 25th of July 2020 08:35:48 PM ,
العدد : 4732
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة / حامد احمد

سلم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قاعدة بسماية جنوب بغداد الى الجانب العراقي مع ما تحويه من معدات ومنشآت تقدر قيمتها بحدود 5 مليون دولار، حيث تم فيها تدريب ما يقارب من 50,000 جندي عراقي كجزء من الحملة الدولية لمقاتلة تنظيم داعش .

وتأتي مراسيم التسليم الرسمية لمجمع ميدان رمي قاعدة بسماية بعد ان سلم التحالف خلال ربيع هذا العام عدة قواعد اصغر حجما للجانب العراقي، حيث ينظر مسؤولون عسكريون الان الى تنظيم داعش على انه اصبح اكثر ضعفا . وقال نائب قائد قيادة العمليات المشتركة لقوات التحالف الدولي في العراق الجنرال، كينيث أيكمان خلال مؤتمر صحفي عبر دائرة تلفزيونية من بغداد مع مراسلين من البنتاغون في وقت سابق من هذا الاسبوع، إن العراق سيستلم معدات تزيد قيمتها على عدة ملايين من الدولارات تتمثل باسلحة متطورة ومديات رمي ونماذج تقليدية لقرى وابنية قروية وسكنية في قاعدة بسماية.

وكانت دولة اسبانيا قد تولت مهام التدريب في مجمع بسماية منذ عام 2015، حيث قامت باعطاء ارشادات ونصائح في مهارات قتالية عدة مثل الدقة والبراعة في الرماية، ومهارات القتال في مناطق سكنية، ومهارات القتال في انفاق وكهوف . وكان تنظيم داعش قد قام بعد احتلاله مناطق واسعة من الاراض في العراق وسوريا عام 2014، ببناء انفاق عبر مناطق قروية وسكنية وذلك لاخفاء تحركاته ومعداته من ان يتم كشفها عبر الاستطلاع الجوي ومن قبل الطائرات القاصفة . وزارة الدفاع البريطانية ذكرت في بيان لها الاسبوع الماضي بان بقايا مسلحي تنظيم داعش ما يزالون يختبئون في كهوف بمناطق جبلية وعرة في شمالي العراق، وأن التنظيم لم يعد يسيطر على اية مساحة ارضية، وانه أقل قدرة الان "على شن عملية عسكرية واسعة". واكدت ايضا انه رغم ذلك فانه ما يزال قادرا على شن هجمات حرب عصابات ومستمر بالتحريض على هجمات في مناطق اخرى. وقالت الوزارة ان قواتها ايضا ستغادر قاعدة معسكر التاجي شمال بغداد، حيث انهت القوات الاسترالية والنيوزلندية خلال الاشهر الاخيرة مهام التدريب الموكلة لها في المعسكر. ولكنها اشارت الى ان اكثر من 100 جندي بريطاني سيبقون في البلاد، وأن طائرات القوة الجوية الملكية التي تنطلق من قاعدة كريت في اليونان ستستمر بتنفيذ طلعات جوية فوق سماء العراق وسوريا . وجاءت الانسحابات من معسكر التاجي عقب تسليم التحالف خمسة قواعد اخرى خلال شهري آذار ونيسان، بضمنها قاعدة القيارة الجوية قرب الموصل، وقاعدة K-1 قرب كركوك وقاعدة التقدم الجوية غرب بغداد . وكجزء من تحرك تم التخطيط له طويلا لدمج قوات، فان عمليات تسليم القواعد جرت بشكل متسارع بعد تصاعد حدة التوترات في نهاية شهر كانون الاول بين الولايات المتحدة وايران، والتي ادت الى هجمات متبادلة وتصعيدات اخرى ادت الى مقتل ثلاثة اميركان ومجندة بريطانية مع جرح كثير آخرين .

القوات الاسبانية ستعود الى وطنها بعد مغادرة قاعدة بسماية بينما يستمر التحالف الدولي بتقليص عدد قواته المتواجدة في البلد. وقال مسؤولون رغم ان القوات الاميركية من المحتمل ان تبقى في العراق لفترة، فانه من المتوقع ان تتقلص اعدادها وتنكمش عن المعدل الحالي البالغ 5,200 جندي . وقال الجنرال أيكمان "سيكون هناك مقدار غير محدد من التقليص بعدد القوات في العراق، هذا هو النجاح بعينه ."واضاف الجنرال بان تقليص عدد القوات يعكس تحولا طرأ هذا الشهر "من مرحلة تدريب مباشر أو مرافقة لقوات في عمليات مداهمة قتالية، الى مرحلة اكثر تقدما في تقديم مشورة واسناد لمستوى قيادة العملية العسكرية." وقال انه بشكل عام، انتهى التحالف من تدريب 250,000 جندي عراقي، مشيرا الى ان "العراقيين الان هم من يتولون برامج التوجيه والتعليم وينفذون عمليات عسكرية في كل انحاء البلاد اغلبها بالاعتماد على انفسهم، ولكن رغم ذلك ما يزالون بحاجة لمساعدة التحالف في مجال التخطيط والجهد الاستخباري والاستطلاعي والاسناد الجوي". واضاف قائلا "القوات الامنية العراقية الان اقوى من تنظيم داعش، برنامجنا الاستشاري عالي المستوى يدفع بشركائنا العراقيين نحو الاعتماد على انفسهم بشكل افضل ."

عن: صحيفة ستارز آند ستربس الأميركية