نصوص: زيد الشهيد

Monday 3rd of August 2020 07:35:58 PM ,
العدد : 4740 (نسخة الكترونية)
الصفحة : عام ,

لُغةٌ في ثوبِ غَيمة

 

(1)

مَأخوذاً، كُنتُ، بإيماءةِ فِكْرَةٍ

أُجزِّئُ العالَمَ

وأرْتَكِبُ لَهبَ الضَّمير

حالِماً عَلى غَيمَةٍ

كانَت آماليَ خَريطَةً

وتَطلُّعاتْيَ سَماء.

(2)

أَغْرقينْي أيَّتُها اللُغةُ

في يَمِّ كلِماتِكِ

انثُري تأوهاتْي شِعْراً

فأنا حارِسُ الوَقْتِ

وأنْتِ قَصيدَتْي النَّائِمَةُ

في فِراشِ الدِّموع.

(3)

أيتها الحياة؛ يا دائرتي المغلقة

أبحثُ فيكِ عن هدوئي

متكرَّساً أكتبُ الدَّهْشَةَ غابةً

لا تحاورُ صَحْراء.

(4)

نيراني سائلةٌ

تتأرجَحُ

كاليَنابيعِ الباكيَة

فلا تجريّني إلى طيفِ بحثكِ

أيَّتُها السَّفينةُ التَّائِهَةُ 

في شِعابِ الرَّجاءات.

لولا أنّكِ صحراء

(1)

كلَّما تَنحَّت الوَردَةُ

عَنْ غُصْنِها 

سَقَطَت في بِركَةِ

البُكاء

(2)

لَطالَما 

كانت نَوافِذُهُم

تَنتَظر.

لطالما كان الغيابُ 

سيمفونيةَ أحزانِهم.

(3)

أيَّتُها الحَياةُ

لولا أنَّكِ رَسَمْتِ

صَحراءً لنا

ما اكتفينا بِلُهاثِ السَّاعَةِ

ونَقلنا خَيباتِنا

على ظَهرِ جَمَلِ

السَّراب.

تَسارِعُ دقّات قَلبِ المَدينَة

(1)

الشُّرفَةُ

تَستَمتِعُ بآنيةِ

الوَردِ.

هوَ مِنْ رَصيف الشَّوقِ

يتطلَّعُ إلى أعْلى

فلا يُبْصِرُ

أَحَداً

دموعٌ تَتهاطَلُ

فَقَط

مَطَرٌ يَبكي.

(2)

اللوْحَةُ التي انتَهى مِنْ رَسْمِها بالأمَس

كانت تَنطُقُ. 

قالَ له الاطارُ: هيّا

وكانت الزوايا زَرْعاً أسْوَدَ.

قلبُ اللوْحَةِ رَصيفٌ

مِنْ أزْهارٍ تَتَعثَّر.

حَفنةُ جنودٍ يَرقصونَ على ايْقاعِ

نارٍ تَشْويهم.

أيمنُ اللوَحةِ يُمطرُ 

دخاناً، وصَرَخْات.

شمالُ اللَوحةِ حَمامَةٌ على حَربةٍ.

أسفلُ اللوحةِ ورقةٌ كُتِبَ

عليها عُنوان:

"انتصار"

وصارَ يَنعي أيامه.

(3)

لَيتَ المَقبَرةَ

تتكلَّم

قالَ وَهوَ يَتَحسَّر

وَبيدِهِ

باقةُ وَردٍ

يابِسَة.

(4)

في النَّهارِ

تتَسارعُ دَقّاتُ قَلْبِ المَدينَة

ويأخذُها الدُّوار.

في الليلِ يتعثرُ رأسُها

بِصداعِ المُستَقْبَلِ الأعَمْى

وَعيناها تَصنعانِ قَصيدةَ

شَقاء.

*** 

قلبُها عَليلٌ هذه الشَّوارعُ

جَبهتُها تَتَعرَّقُ

دَوْمَاً 

تَتأوَهُ مِن الجّوعِ

وتَنكَفئ

على وَجهِها.

دُموعُها تَقصُّ الحِكاية.

السماوة

5/8/2019