مسابقة دوري كرة الشباب استحقاق مؤجّل واستعداد مُخجل!

Thursday 6th of August 2020 08:27:07 PM ,
العدد : 4743 (نسخة الكترونية)
الصفحة : رياضة ,

 التوقيت لا يناسب الطلبة .. ورواتب المدربين مجحفة .. وبرامج الفئات غير منظّمة!

 متابعة : المدى

صدّقتْ الهيأة التطبيعية للاتحاد العراقي لكرة القدم على توصيات لجنة المسابقات بخصوص انطلاق دوري كرة الشباب في الموسم المقبل 2020-2021 في خطوة طال انتظارها منذ عام 2003.

وذكر بيان للجنة المسابقات تلقّت (المدى) نسخة منه :"إن موعد انطلاق دوري الشباب بشكل رسمي سيكون يوم الأحد الموافق العشرين من أيلول المقبل تزامناً مع مباريات الكبار بالدوري الممتاز"، مبيناً "أن أبرز شروط المسابقة، والتي تم التصديق عليها، هي اعتماد البطاقة الوطنية حصراً مع صورة حديثة، ولا يجوز اعتماد أي مستمسك آخر، وكذلك اعتماد تولد 2003 فما فوق حسب تعليمات الاتحاد الآسيوي، مع تعهّد خطّي من قبل النادي بتولّد اللاعبين المشاركين في الدوري" وأكد البيان "ستكون هناك العديد من البطولات في الموسم المقبل تشمل الفئات العمرية، بعض منها سيكون بإشراف لجنة المسابقات، وبدعم الهيئة التطبيعية، والأخرى من خلال الاتحادات الفرعية في عموم المحافظات".

إن مسابقة الشباب التي كشف عنها بيان لجنة المسابقات التي يرأسها الدكتور حيدر اللامي تمثل فرصة مهمّة تمنحها الهيئة التطبيعية لجميع الأندية التي تبقى بحاجة الى فرق الظل ولاعبين مهرة يُعدَّون لفترة طويلة ويكتسبون الخبرة المطلوبة قبيل ترحيلهم الى الفريق الأول للاستفادة من الطاقات المحلية بدلاً من استنزاف ملايين الدنانير على لاعبين محترفين بعضهم غير مؤهل لتمثيل فرق الدرجة الأدنى!

(المدى) استطلعت آراء رياضيين وإعلاميين بشأن مدى نجاح دوري الشباب المرتقب، وكيفية معالجة السلبيات التي ترسّبت منذ مواسم طويلة، وما المقترحات الواجب الأخذ بها لتكون المنافسة مثمرة ومجدية لاسيما أنها تتزامن مع مباريات الكبار؟

جعفر عمران : الفشل مصير الدوري

أول المتحدثين المدرب جعفر عمران، أكد أن الفشل سيكون مصير دوري الشباب في حالة إقامته قبل منافسات الكبار، وذلك لصعوبة إجراء المباراة في توقيت الظهر، سيما أن أغلب اللاعبين هم طلبة ملتزمون بساعات دراسية واجبة، والحل الأنجع هو عزل مباريات الشباب في توقيتاتها وملاعبها ليأخذ التنظيم استقراره الطبيعي دون أية ضغوط.

وأضاف :"ما يجعلني متشائِماً من خطوة الهيئة التطبيعية الساعية لرعاية الشباب أنه لا توجد أندية تولي أهمية لوجود فرق الشباب إلا قلّة تعمل لمصلحة الكرة، فأغلب الأندية تخصّص ميزانياتها للفرق المتقدّمة بعقود كبيرة وتتناسى منح مدربي الفئات العمرية المرتّبات المناسبة لهم تقتطع من قيمة عقد واحد بمبلغ 150 مليون دينار للاعب في الفريق الأول بين 30 لاعباً تقيّدهم في كشوفات الممتاز وهي تعلم أن المدرب لا يستفيد سوى من خمسة عشر لاعباً طوال الموسم".

وأشار عمران الى أن :"تجربتي مع نادي القوة الجوية دليل قاطع على عدم جدية الأندية بالاهتمام بفرق الشباب والناشئين، فالإدارة تتعاقد مع مدرب الفريق الأول ومساعديه بمبالغ تتجاوز 200 مليون دينار، بينما رواتب مدربي الفئات شحيحة تتراوح بين 250 – 300 ألف دينار، ولكم أن تتصوّروا الفارق المُجحف بين أقيام العقود والرواتب".

وبيّن أن :"الهيئة التطبيعية إذا ما أرادت النجاح للمسابقة هذه عليها أن تكتب لوائح وضوابط واضحتان وتطالب إدارات الأندية بنُسخ من عقود مدربي الشباب وتصادق عليها في مقرّ الهيئة لتُلزم إدارات الأندية بعدم التخلّي عنهم أو إغماط حقوقهم، فالهيئة طرف مهم في العملية برمّتها كونها تطمح لإنجاز المسابقة وفقاً لموجبات مصادقتها على توصيات لجنة المسابقات".

ولي كريم : حرمان المدرب المزوّر

فيما أشاد زميله المدرب ولي كريم بقرار الهيئة التطبيعية لإطلاق دوري الشباب بعد فترة طويلة من التوقف أضرّت بقاعدة الكرة العراقية التي كانت بحاجة الى هكذا منافسات لرفد المنتخبات باللاعبين الجُدد.

ولفت الى :"ضرورة استعداد الهيئة للبدء بتنظيم الدوري بكل ما يحتاجه من تهيئة على مستوى التنسيق مع الأندية المشاركة وطلب قوائم الفرق التي تتضمّن أسماء اللاعبين والملاكات التدريبية وأماكن التدريب تأهّباً لعقد اجتماع تفصيلي بحضور مدرب الفريق وممثّل النادي لبيان شؤون المسابقة من جميع النواحي".

وذكر :"أن دوري الشباب سيكون عامل دعم أساسي لمدربي فرق الكبار في استقطاب البارزين ممّن لديهم الإمكانية الجيدة بدنياً ومهارياً، وكذلك منح المدربين العاطلين مهمّة القيادة في أصعب مرحلة يمرّ بها اللاعب بسن الشباب وأكيد ستكون الفرصة مواتية لمن يستحق ويثق الملاك التدريبي بإمكاناته".

وشدّد كريم على ضرورة معاقبة أي مدرب يلجأ الى التزوير بحرمانه من التدريب لمنع محاولة أي فريق زجّ لاعبين كبار بدافع تحقيق فوز غير شرعي، وعلى لجنة المسابقات الانتباه لهذا الأمر للحيلولة دون تكرار ما شهدته الكرة في السنين الماضية وألقت بظلالها على نتائج المنتخبات العمرية.

محمد هادي: غياب متخصّصي الفئات

وللإعلام الرياضي رأيه في الموضوع، حيث أكد الزميل محمد هادي أن دوري الشباب محكوم بالفشل قبل انطلاقه لعدم وجود قاعدة صحية تؤهل الأندية وخاصة غير المؤسّساتية للصمود أكثر من دور أو دورين في خضم الظروف التي تعانيها على مستوى الموارد المالية ومستلزمات ديمومة فرقها.

وأضاف :"أن عدم وجود مدربين متخصّصين للعمل بالفئات العمرية أمر مقلق حقاً بعكس العقود الماضية التي شهدت تخرّج مدربين كبار من خلال عملهم مع الناشئين والشباب والأولمبي، أما اليوم فالشهادات التدريبية تمنح بالجُملة حتى أصبح عدد المدربين محط جدل كون أغلبهم لم يمارسوا العمل التدريبي "التدريجي" ووجدوا في إدارات الاتحاد السابقة فرصة يسيرة للحصول على أعلى الشهادات التي لا يستحقونها علمياً وفنياً".

ونبّه الى أن :"إدارات الاتحاد السابقة أهملتْ دوري الفئات العمرية منذ عام 2003 تحت ذرائع شتّى، بينما الاتحاد الدولي لكرة القدم ألزمَ جميع الاتحادات 211 المنضوية اليه إقامة دوري الكرة النسوية باعتبار أن مسابقات جميع الفئات بما فيها الشباب أمرها مفروغ منه ومنفذة موسميًا، وهي غير ذلك بالنسبة للاتحاد العراقي الذي أمَنَ المُحاسبة من الاتحادين الدولي والآسيوي حتى الآن".

وتساءل هادي :"ماذا استفادت الكرة العراقية من مدرسة عموبابا؟ هل توجد خطّة سنوية أم نصف سنوية لتقييم عملها؟ إن غياب التنظيم والبرنامج الاحترافي للعمل مع الأشبال والناشئين والشباب وراء إقرارنا بفشل مسابقة الشباب قبل انطلاقها انسجاماً مع الأجواء العامة التي لا تساعد حتى لإقامة الدوري الممتاز في ظل شكوى نصف فرقه من العوز المادي واستعداداتها المُخجلة وممارسة إداراتها العمل الإداري في مقرّات غير صالحة بتاتاً".