صيف ساخن سبق ذكرى تأسيسها ‏الـ17 ‏..المدى غطت ملفات شهداء التظاهرات ومنصات ‏‏الكاتويشا وعودة داعش‏

Saturday 8th of August 2020 07:58:03 PM ,
العدد : 4744
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى ‏

تناولت (المدى) بين صيفي 2019 و2020 ثلاثة ملفات ساخنة ربما هي اخطر الملفات منذ ‏اسقاط النظام السابق عام 2003، تعلقت بقضايا الاحتجاجات وقتل المتظاهرين، ونشاط ‏جماعات "الكاتيوشا" وانفجار المعسكرات، وعودة تنظيم داعش.

‏ في آب 2019، اثارت (المدى) العلاقة الجديدة التي بدأت تتشكل بين رئيس الوزراء ‏‏(السابق) عادل عبد المهدي، والحشد الشعبي، بعد نحو اقل من عام على تسلم الاخير ‏المنصب.‏ بدأ عبد المهدي، الذي استقال نهاية العام الماضي، تحسين علاقته مع الحشد بتحريك قضية ‏رواتب الحشد، التي كانت احدى الازمات بين سلفه حيدر العبادي وبعض الفصائل، إذ كان ‏الاخير يشك في اعداد المنتسبين لهيئة الحشد.‏

اطلق رئيس الوزراء السابق، الرواتب المعطلة للحشد، بالتزامن مع اعلان هيكلة جديدة ‏للهيئة، اثارت بعض الجدل بسبب اختفاء موقع نائب رئيس هيئة الحشد ابو مهدي المهندس ‏‏(اغتيل مطلع 2020)، من الهيكلة الجديدة.‏

جدل تم لملمة اطرافه سريعًا بعد الاشارة الى ان "المهندس" سيكون في موقع جديد في ‏الحشد تحت وصف "رئيس الاركان"، وهو موقع لم تعرف تفاصيله بالضبط حتى مقتل ‏الاخير في غارة امريكية قرب مطار بغداد بداية العام الحالي.‏

كانت الهيكلة الجديدة التي تناولتها (المدى) في اكثر من تقرير وقصة خبرية، تضم بنودا ‏اخرى، اهمها اخراج فصائل الحشد الشعبي من المدن، وفك ارتباطها مع الجهات السياسية، ‏ووضع مخازن السلاح تحت اشراف الجيش.‏

في ذلك الوقت كان هناك لبس كبير في انفجارات غامضة تحدث في معسكرات يستخدمها ‏الحشد، بين اتهامات لـ"اسرائيل" و"امريكا" بضرب تلك المواقع، وهو طرح كان يدعمه ‏جناح المهندس وبعض الفصائل في الحشد، وبين الرواية الرسمية للحكومة التي قالت ان ‏الانفجارات بسبب "سوء تخزين العتاد".‏

عصيان أوامر عسكرية ‏

في ذلك الوقت اعطى عبد المهدي مهلة شهر واحد لتنفيذ قرار اخراج الحشد من المدن، ثم ‏مددت لشهرين آخرين، وكشفت (المدى) آنذاك عن "عصيان مبطن" لبعض الفصائل على ‏القرار الاخير، سرعان ما ظهر بعد ذلك للعلن.‏

قال رئيس هيئة الحشد فالح الفياض، بعد ايام من قرار الحكومة الذي كان من المفترض ان ‏يدخل حيز التنفيذ بداية آب (2019)، ان بعض الفصائل "تحتاج لشهرين لترتيب ‏اوضاعها"، بينما قالت جهات من داخل الحشد لـ(المدى) انه "تمرد من بعض الجهات".‏

اظهر حشد الشبك في سهل نينوى شمال شرق الموصل، بعد منتصف آب الماضي، بدايات ‏التمرد على القرار، حين رفض اخلاء مواقعه هناك وتسليمها الى الجيش والشرطة المحلية، ‏بسبب اتهامات الفصيل بانتهاكات ضد السكان.‏

لم يدم نفس عبد المهدي طويلا في ذلك الحادث، ودخل ابو مهدي المهندس على الخط، ‏وخرج بمعادلة متوازنة وجعل الثلاثة (حشد، جيش، شرطة) مسؤولين عن امن السهل، ‏وسكت رئيس الوزراء، وبدى وكأنه قد تراجع عن قرار اخراج الحشد من المدن.‏

بقي قرار هيكلة الحشد الشعبي معلقا الى تشرين الاول الماضي، حيث اندلعت الاحتجاجات ‏حينها واختفى الملف حتى اعاد رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي، فتحه في زيارة ‏الى الهيئة في ايار الماضي.‏

في الشهرين الاخيرين قبل احتجاجات تشرين، كانت هوية الجهات التي تقف وراء ‏الانفجارات التي تحدث داخل معسكرات تضم فصائل من الحشد، قد تسببت بانقسام كبير ‏داخل هيئة الحشد.‏ فضَل رئيس الهيئة فالح الفياض اللجوء الى القنوات الدبلوماسية لحل تلك الازمة، حيث ‏كانت تُتهم بعض الفصائل من واشنطن بانها استلمت صواريخ "بالستية" من طهران ‏وتخبئها في تلك المعسكرات، بينما بقي جناح المهندس على توجيه اتهامات مباشرة الى ‏امريكا واسرائيل.‏

وظهرت الانقسامات حين اعتبر الفياض تصريحات "المهندس" حول تلك الحوادث، بانها ‏‏"رأي شخصي" لا تمثل قرار الهيئة، ثم بدأ الاخير لا يحضر نقاشات مهمة جرت في تلك ‏الفترة بين عبد المهدي وقادة الحشد حول سر تلك الانفجارات.‏ وزادت حدة الخلافات بين جناحي الهيئة بعد ذلك في اعقاب احداث احتجاجات تشرين، ‏وعمليات العنف التي تعرض لها متظاهرون، واتهمت فيها اطراف تابعة للحشد الشعبي، ‏واجنحة مسلحة لأحزاب سياسية.‏

في تلك الفترة ايضا، كانت خروقات امنية بدأت تتكرر في المناطق المتنازع عليها، خاصة ‏في مناطق جنوب كركوك وشرق ديالى، بينما نفذت القوات العراقية بمشاركة التحالف عدة ‏عمليات عسكرية.‏ وكشفت (المدى) في عدة تقارير عن الاوضاع الامنية في تلك المناطق، قبل ان تتصاعد تلك ‏الاحداث بعد ذلك باشهر، بسبب جملة من الاخطاء العسكرية واخفاقات في ادارة ملف ‏الامن، خاصة في الفترة الاخيرة من حكم عبد المهدي.‏

ملف الاحتجاجات

قبل ايام من اندلاع احتجاجات تشرين، رصدت (المدى) التحشيد الى تظاهرات كبيرة في ‏مواقع التواصل الاجتماعي، كما اظهرت (المدى) ردود الفعل على خبر عزل عبد المهدي، ‏لقائد مكافحة الارهاب عبد الوهاب الساعدي.‏

عشية انطلاق التظاهرات، نشرت (المدى) تقريرا اثبت، ان الاحتجاجات لم تكن ‏مدبرة من جهة سياسية او دولية، كما زعمت بعد ذلك بعض القوى السياسية. ‏ واظهر التقرير "تبرّؤ" اغلب القوى ومنها التيار الصدري -الذي انخرط في التظاهرات ‏بعد ذلك باقل من 3 اسابيع- من دعوات الاحتجاج في العام الاول لحكومة عبد المهدي.‏

وكانت (المدى) قد نشرت تقارير بمناسبة السنة الاولى للحكومة، واظهرت انتقادا واسعا من ‏البرلمان لعمل الوزارة، وعدم معالجة قضايا الخدمات والبطالة، والانشغال بفتح الطرق.‏ ورغم قطع السلطات خدمة الانترنيت لعدة ايام، ثم بشكل جزئي بعد ذلك، الا ان (المدى) ‏استطاعت ان تتواصل في عملية تغطية الاحتجاجات، وكشفت عن عمليات "القناص" ضد ‏المتظاهرين قرب مول النخيل ومحطة وقود الكيلاني وسط بغداد.‏ وبعد العنف الذي واجهت فيه السلطة الاحتجاجات في اول عشرة ايام، شكلت الحكومة لجنة ‏تحقيق بطلب من المرجع الاعلى علي السيستاني، وعرضت نتائج التحقيق بعد اقل من ‏اسبوعين، وعرضت (المدى) النتائج واشارت الى اسماء الضباط والمسؤولين المتهمين ‏بالقتل.‏ وعقب هدنة قصيرة بين الموجة الاولى والثانية للتظاهرات التي انطلقت في 25 تشرين ‏الاول 2019، بدأت ملامح تدخل التيار الصدري على خط التظاهرات، وظهور جماعات ‏تدعي الانتماء الى التيار، تهدد بـ"اقتحام الخضراء" و"طرد النواب".‏

وتابعت (المدى) تصاعد الدعوات الجديدة لاستئناف الاحتجاجات وتسلل الصدريين ‏تدريجيا الى التظاهرات. بالمقابل كانت القوى التابعة للحشد مشغولة بالتواجد الامريكي، ‏وتلاحق الحكومة بالسؤال عن اعداد تلك القوات واماكن انتشارها.‏

وقبل 48 ساعة من اندلاع الموجة الثانية للاحتجاجات، كشفت (المدى) عن دخول علني ‏للتيار الصدري في التظاهرات، وبدأت قوى سياسية تطالب بالضغط على الحكومة لتقديم ‏استقالتها، فيما توقع تحالف النصر الذي يقوده رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي، ان "تتمرد القوات الامنية" على ‏اوامر ضرب المحتجين.‏

استؤنفت الاحتجاجات، وبدأت أعداد ضحايا المتظاهرين بالتصاعد، كما كشفت (المدى) في ‏سلسلة تقارير عن افعال السلطة وبعض الفصائل المسلحة في قمع الاحتجاجات، وردود ‏فعل الحكومة، التي اتهمت في احدى المرات المتظاهرين باستخدام "الدعبل"، الكرات ‏الزجاجية، لضرب عناصر الامن.‏

كذلك سلطت (المدى) الضوء على وضع المدن التي كانت محتلة من تنظيم "داعش"، ‏وعمليات "القمع الاستباقي"، الذي تعرض لها ناشطون في الموصل والانبار وديالى، ‏لمنعهم من الانخراط في الاحتجاجات، بحجة الخوف من تدفق "داعش" مرة اخرى.‏

ورافقت (المدى) حركة الاحتجاج يوما بيوم، واظهرت تسابق المحتجين مع القوات الامنية ‏للسيطرة على البنايات والشوارع، وكيف تصاعدت عمليات استهداف منازل النواب ‏ومقرات الاحزاب.‏ وكشفت (المدى) نهاية العام الماضي، عن "مجزرة السنك" التي اتهمت فيها اطراف من الحشد ‏الشعبي، فيما ادارت الهيئة حينها بشكل سيئ الحدث، وحذف الفياض بيانًا قالت اطراف ‏مطلعة حينها، بانه كتب من قبل جناح "المهندس"، وهو بيان ورط حينها الحشد بالحادث.‏

ورمت الهيئة آنذاك اللوم على "هكر الكتروني" في كتابة ذلك البيان، وهو العنصر (الهكر) ‏نفسه الذي اتهم في اواخر تشرين الثاني الماضي، بالترويج لانقلاب مزعوم داخل المنطقة ‏الخضراء، نفذه جهاز مكافحة الارهاب.‏

حرب الكاتيوشا وعودة داعش ‏

في ذلك الوقت كانت الازمة بين طهران وواشنطن على اثر الخلافات حول مضيق هرمز ‏تتصاعد، وتزايدت معها عمليات قصف لمواقع عسكرية تستضيف قوات اميركية، وشركات ‏النفط العملاقة في البصرة.‏

وكشفت (المدى) في نهاية 2019، عن استخدام خلايا ما يعرف بـ"جماعات الكاتيوشا" اكثر ‏من 40 صاروخا في 16 هجوما، منذ حزيران من ذلك العام، استهدف المنطقة الخضراء والمواقع ‏العسكرية ومطار بغداد.‏

كما عرضت (المدى) في مجموعة تقارير، ردود الفعل الغاضبة للفصائل المسلحة على ‏خلفية اعتراف واشنطن بضرب كتائب حزب الله في القائم، ومحاولة اقتحام بعض قوى ‏الحشد بعد ذلك السفارة الامريكية داخل المنطقة الخضراء.‏ كذلك اوضحت (المدى) في تقارير لاحقة، التهديدات التي سيتعرض لها العراق بعد قرار ‏البرلمان، مطلع العام الحالي بتكليف الحكومة بعملية اجلاء القوات الامريكية من البلاد، على ‏اثر مقتل ابو مهدي المهندس، والجنرال الايراني قاسم سليماني في غارة قرب مطار بغداد نفذتها واشنطن.‏ وكشفت (المدى) حينها، عن عقوبات مفترضة قد تتعرض لها بغداد على خلفية طرد القوات ‏الاجنبية، بالاضافة الى تباطؤ جهود محاربة تنظيم "داعش"، الذي بدأ في تلك الفترة ‏يتصاعد نشاطه، بسبب تفشي وباء "كورونا"، وانشغال القوات الامنية بفرض حظر ‏التجوال.‏

ونشرت (المدى) في الاشهر الاربعة الاولى من 2020، مجموعة من التقارير، التي كشفت ‏عن اتساع حركة "داعش"، خصوصا في شهري نيسان وايار، حيث شن التنظيم اعنف ‏هجمات، والتي زادت عن الـ200 هجوم.‏